«نيران صديقة» تسقط أكفأ غواصة أمريكية في الحرب العالمية الثانية
كانت الغواصة "يو إس إس تانغ" الأكثر كفاءة في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، ما استدعى بناء 120 غواصة من نفس الطراز.
وظلت الغواصة "يو إس إس تانغ" (SS-306) إحدى أكثر الغواصات فاعلية في مسرح المحيط الهادئ خلال الحرب (1939 – 1945)، ففي خمس جولات فقط، تمكنت من إغراق العديد من سفن العدو، لكن عطلًا غير متوقع في أحد طوربيداتها أدى إلى غرقها، ومقتل غالبية طاقمها.
ودخلت الغواصة، وهي من فئة بالاو، الخدمة في البحرية الأمريكية في 17 أغسطس/أب عام 1943، وبعد بضعة أشهر، غادرت ميناء بيرل هاربور لبدء أول دورية لها.
سجل قتالي ناجح للغاية
أثناء الخدمة، قامت الغواصة بإغراق 33 سفينة للعدو، ولهذه النجاحات، حصل قائدها ريتشارد أوكان على ميدالية الشرف، وهي أعلى جائزة عسكرية في الولايات المتحدة.
لكن أحدا لم يمكن يتخيل ما سيحدث للغواصة خلال دوريتها الخامسة، والأخيرة.
كيف دمرت "يو إس إس تانغ" نفسها ؟
أبحرت الغواصة للقيام بدورية في نهاية سبتمبر/أيلول 1944، وكان طاقمها قد اكتسب تجربة قتالية جادة، على الرغم من فترة خدمتها القصيرة، إذ كانت واحدة من أكثر الغواصات تحقيقا للإنجازات في فئتها.
تزودت الغواصة بالوقود في جزيرة "ميدواي" في المحيط الهادي، وتوجهت إلى مضيق "فورموزا" (مضيق تايوان حاليًا)، علما بأنه تم اعتبار المياه شمال شرق جزيرة تايوان خطرة نظرا لكثرة دوريات السفن اليابانية بها.
عُرض على قائد الغواصة خيار الانضمام إلى مجموعة من الغواصات الأمريكية العاملة في المنطقة أو تجاوز الجزيرة من الجانب الشمالي وحده، وهو اختار أن يبقى وحيدا.
وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1944، واجهت تانغ مرة أخرى قافلة سفن يابانية ضخمة، لم تشمل سفن شحن فقط، بل وناقلات نفط أيضا وشنت مرة أخرى هجوما ناجحا، إذ تمكن الغواصون الأمريكيون من تدمير القافلة والمدمرة المرافقة لها وإغراق سفينتين تجاريتين.
وبحلول صباح 25 أكتوبر/تشرين الأول، بقي آخر طوربيد من طراز مارك 18 على متن الغواصة، وقرر القائد إطلاقه من أجل القضاء التام على المدمرة اليابانية المتضررة، قبل أن تعود الغواصة إلى قاعدتها.
وفي الساعة 2:30 صباحًا، تم إطلاق الطوربيد، ولكن حدث عطل في آلية التحكم به، ليعود بعد الإطلاق ويصيب الجزء الخلفي للغواصة نفسها.
وبعد الإصابة، غمرت المياه 3 حجرات في الغواصة، لتغرق إلى عمق 55 مترا.
داخل الغواصة، كان هناك أفراد من طاقمها ما زالوا على قيد الحياة، وتمكنوا من إخماد حريق اندلع على متنها، لكن المقصورات الباقية امتلأت بالدخان من الكابلات المشتعلة، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة، قام أفراد الطاقم الباقين بتدمير الوثائق السرية واستعدوا للإخلاء من الغواصة.
وعلى الرغم من الفوضى، تمكن بعض أفراد الطاقم من الفرار باستخدام "رئات مومسن"، وهو جهاز مصمم للهروب الطارئ من الغواصات، لينجو 9 فقط من أصل 87 فردا هو قوام الطاقم.
تم انتشال الناجين، بمن فيهم ريتشارد أوكان، قائد الغواصة، بواسطة فرقاطة يابانية، وقضوا بقية الأشهر المتبقية في الحرب، أسرى في معسكر "أوفونا".
مواصفات يو إس إس تانغ (SS-306).
بلغ طول "يو إس إس تانغ" 95 مترا وعرضها ثمانية أمتار ونصف، ما جعلها سفينة هائلة تحت الماء.
وكانت الغواصة تعمل بأربعة محركات ديزل من طراز "فيربانكس مورس" موديل 38D8-1/8، ما مكنها من الوصول إلى سرعات 23.30 ميل في الساعة على السطح و10.07 ميل في الساعة عند غمرها تحت الماء.
وتضمن تسليح الغواصة 10 أنابيب طوربيد مقاس 21 بوصة 4 في الخلف و6 في الأمام)، ومدفع سطح عيار 5 بوصات/25، ومدافع بوفورز 40 ملم وأويرليكون 20 ملم.