فندق بالملح وسوق للساحرات.. تعرف على غرائب بوليفيا
بلدٌ يستلقي بين عالمين، أمريكا اللاتينية الصاعدة والتقاليد القديمة التي ترفض الاستسلام.
إنها بوليفيا، بلد "الكيتشوا" والسجون الغريبة، وسوق الساحرات، ومصارعة النساء، والموطن لأكثر من 30 لغة رسمية.
وهي الدولة التي نامت واستفاقت على محاولة انقلاب فاشلة، خلال الساعات الماضية.
محاولة انقلاب خطفت الأنظار نحو هذا البلد وما يكتنزه من موارد وغرائب، وهو ما تستعرضه "العين الإخبارية" في السطور التالية، مستندة إلى وسائل إعلام بوليفية وغربية.
بوليفيا.. موطن لأكثر من 30 لغة رسمية
على الرغم من أن بوليفيا هي واحدة من الدول الناطقة بالإسبانية في أمريكا الجنوبية، إلا أنها ليست اللغة الوحيدة التي يتم التحدث بها على نطاق واسع في البلاد.
ويتضمن دستور عام 2009 37 لغة في المجموع، بعضها انقرضت.
جميع اللغات الأصلية معترف بها رسميا، حيث تعد لغة "الكيتشوا" الأكثر انتشارا.
إلى جانب لغة الكيتشوا المستخدمة بشكل أساسي في جبال الأنديز، يتم التحدث بلغة تشيكيتانو بشكل أساسي في قسم سانتا كروز، والغواراني على الحدود مع باراجواي والأيمارا في هضبة ألتيبلانو.
العاصمة ليست كما يعتقد الكثيرون
عندما تقرأ عن بوليفيا، قد تعتقد أن لاباز هي عاصمة البلاد. ومع ذلك، هذا ليس صحيحا.
لاباز هي العاصمة الإدارية، بينما سوكري هي العاصمة الدستورية والرسمية للبلاد وفي المرتفعات الجنوبية لبوليفيا.
أكبر رواسب الملح في العالم
يبلغ مساحة حوض "سالار دي أويوني" الملحي 10582 كيلومترا مربعا، وهو في الواقع بحجم جزيرة هاواي.
تظهر مناطق الملح الشهيرة في بوليفيا بشكل متكرر في قوائم الأماكن التي يتهافت عليها السياح وخاصة في موسم الأمطار، وذلك لأن المياه السطحية تحول مناطق الملح إلى أكبر مرآة في العالم لبضعة أسابيع قصيرة كل عام.
يقع "سالار دي أويوني" في نفس المكان الذي كانت توجد فيه بحيرة مينشين التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ قبل 40 ألف عام.
أدى تغير المناخ من الرطب إلى الجاف، إلى جفاف البحيرة، مما تسبب في تكوين قشرة ملحية سميكة.
لماذا سميت بوليفيا بهذا الاسم؟
ربما سمعت عن الشخصية السياسية البارزة سيمون بوليفار لدوره في قيادة حروب الاستقلال في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية.
حرر بوليفار خمس دول من الحكم الإسباني، موطنه فنزويلا وكولومبيا والإكوادور وبيرو وبوليفيا.
تم منح زعيم فنزويلا آنذاك أنطونيو خوسيه دي سوكري الخيار النهائي بشأن مستقبل بوليفيا. وأعطاه بوليفار خيار توحيد تشاركاس (بوليفيا الحديثة) مع المقاطعات المتحدة في ريو دي لا بلاتا أو جمهورية بيرو التي تم تشكيلها حديثًا.
كان هناك خيار ثالث مطروح أيضا: إعلان الاستقلال عن إسبانيا والمضي قدمًا بمفرده.
اختارت سوكري الاستقلال وفي عام 1825 انفصلت تشاركاس رسميا عن إسبانيا. وتم تسمية الدولة التي تشكلت حديثا تكريما لمحررها سيمون بوليفار.
مصارعة الشوليتا
هل تساءلت يوما كيف سيكون شعورك عندما ترى سيدات من السكان الأصليين يتصارعن مع الرجال؟.
لا تتساءل بعد الآن. ففي منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت النساء في المشاركة في مشهد المصارعة البوليفي.
ويُعتقد أن هذه الرياضة قدمت وسيلة لضحايا العنف المنزلي لإيجاد مجتمع وتخفيف التوتر. ويقال إن مصارعة الشوليتا أصبحت تمثيلا على المسرح لمشكلة العنف المنزلي في البلاد.
وكلمة شوليتا في بوليفيا هي تصغير لكلمة تشولا التي تعني السيدة التي ترتدي الزي التقليدي للبلاد
وتطلق كلمة شوليتا على المصارعات اللاتي يصبحن نجمات برنامج كل أسبوع.
تبدأ مباراة المصارعة عادة بهجوم ذكر على أنثى، ومع ذلك، تنتصر الشوليتا دائما في النهاية، وعادة ما تضرب مهاجمها بجسدها.
أثناء القتال، تصفف الشوليتا شعرها على شكل ضفائر ، وترتدي تنانيرها المنتفخة متعددة الطبقاتو وقبعاتها المستديرة الملونة.
سجن يديره السجناء
كان سجن "سان بيدرو" في لاباز يُطلق عليه ذات يوم، لقب "أكثر مناطق الجذب السياحي غرابة في العالم".
في عام 1996، تم القبض على السجين البريطاني توماس ماكفادن بتهمة تهريب المخدرات وحُكم عليه بقضاء فترة عقوبته في سان بيدرو.
وعلى عكس السجون الأخرى، يُعرف سجن سان بيدرو بأنه مجتمع خاص به حيث يحكم السجناء المكان.
لا يوجد حراس بالداخل، ويتعين على السجناء شراء أو استئجار زنزاناتهم، والعديد منهم يأخذون عائلاتهم معهم.
داخل السجن هناك العديد من المتاجر والمطاعم. وتقول تقارير إعلامية إن الكوكايين منتشرة في المكان.
أخطر طريق بالعام
اكتسب طريق شمال يونغاس الذي يربط لاباز بكورويكو لقبا سيئا، "طريق الموت"، وذلك لأنه شهد في وقت ما، مصرع ما يقدر بنحو 300 شخص كل عام.
كانت الظروف الجبلية الغادرة، وضعف الرؤية، ونقص الحواجز الواقية والبنية التحتية السيئة تعني أن الرحلة على هذا الطريق كانت مخاطرة بحياتك.
في الوقت الحاضر، يتدفق المسافرون والباحثون عن الخوف من كل مكان إلى لاباز، لكسب قميص "لقد نجوت من طريق الموت" الخاص بهم.
فندق الملح
على الرغم من وجود فنادق ملح أصغر حجما في بوليفيا، إلا أن "قصر الملح" يبقى المثير.
فالملح يمتزج بكل عنصر من عناصر الفندق، سواء الأسقف أو الجدران أو الأثاث. فكلها مصنوعة من الملح وهناك أيضا منحوتات ملحية من صنع فنانين محليين في المناطق العامة.
سوق الساحرات
بوليفيا بلد الطقوس الأصلية التي يمكنك مشاهدتها في سوق الساحرات في لاباز.
تُعرف هذه الأسواق محليا باسم El Mercado de las Brujas، وتبيع مجموعة كاملة من الأشياء الغريبة، كالضفادع المجففة وأجنة حيوان اللاما التي تستخدم تقليديًا كقربان "للأم باتشاماما"، وتُدفن في أساسات المباني الجديدة. ويُعتقد أن هذه الممارسة تحافظ على سلامة عمال البناء، وتجلب الحماية والرفاهية.
الدلافين الوردية
يعيش دلفين النهر البوليفي في الممرات المائية لحوض الأمازون، وتم اكتشافه لأول مرة من قبل الغرب في عام 1832. وفي عام 2012، قدم الرئيس إيفو موراليس قانونًا لحمايته، معتبرا إياه "كنوزًا وطنية".
تشتهر هذه الدلافين المعرضة للانقراض بلونها الوردي ويمكنها حتى "الاحمرار"، وتصبح أكثر وردية عندما تكون أكثر حيوية.
ساعة تعمل بالعكس
في عام 2014، تم عكس عقارب الساعة في مبنى الكونغرس البوليفي في لاباز بحيث تنتقل الأرقام من واحد إلى اثني عشر في اتجاه عكس عقارب الساعة.
أطلق عليها ديفيد تشوكيهوانكا، وزير الخارجية البوليفي السابق، اسم "ساعة الجنوب" وقال إنها ستذكر البوليفيين بالتفكير الإبداعي ومناقشة المعايير الراسخة.