"انهيار الخدمات".. شبح كارثة يلوح بالأفق في غزة
بعد 8 أيام من الهجوم الإسرائيلي على غزة، تسود مخاوف من كارثة إنسانية لا تقل عن خطورة القصف الإسرائيلي وما يخلفه من دمار وضحايا.
ودقت بلديات وجهات حقوقية أجراس الخطر من كارثة إنسانية يخلفها انهيار محتمل لقطاعات خدمية أساسية في حال استمرار الهجوم.
ووفق تقارير حقوقية؛ فإن عمليات القصف المكثفة التي تسببت بتدمير مئات المنازل والمنشآت الخدمية، أثرت بشكل كبير على إمدادات الكهرباء والمياه، وخدمات النظافة في العديد من الأحياء، ما ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة.
وأكد محمد ثابت، مدير الإعلام في شركة الكهرباء، في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، أن دمارا واسعا لحق بمكونات شبكة الكهرباء نتيجة القصف المستمر.
وكشف ثابت عن توقف خطوط تغذية رئيسية وخروج أخرى عن الخدمة بفعل استهداف البنية التحتية لشبكة الكهرباء خلال الغارات الإسرائيلية.
وقال: إن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع توشك على التوقف عن العمل نظرًا لإغلاق معبر كرم أبو سالم، وعدم السماح بإدخال شحنات الوقود اللازمة لتشغيل المحطة.
وفعليا، حاليا تتراوح ساعات وصول الكهرباء في غزة بين 3-4 ساعات في اليوم بينما هناك قطع كامل عن بعض الأحياء بسبب قصف شبكة الكهرباء.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بدوره، حذر من أن وقف عمل محطة توليد الكهرباء وتعطل خطوط الإمداد من شأنه مفاقمة الأزمة الحالية، وسيكون له تأثيرات خطيرة على الخدمات الأساسية التي يتلقاها أكثر من 2 مليون شخص يعيشون في قطاع غزة.
وأشار إلى أن ذلك سيؤثر على وصول المياه وخدمات الصرف الصحي، مؤكدا أن الكثير من الأحياء باتت تعاني من انقطاعات لعدة أيام، خاصة أن عمليات القصف أيضًا تسببت بتدمير العديد من خطوط المياه والصرف الصحي.
في سياق متصل، قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن نقص الوقود يؤدي إلى تقنين واضح في تقديم الخدمة منها خدمة المياه ويشوش عمل مضخات الصرف الصحي وآبار المياه التي تم تشغيلها بشكل استثنائي.
وأكد تعرض محطة للصرف الصحي للأضرار جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، أعقبها توقف محطة تحلية المياه لمدة ثلاثة أيام متتالية، شمال غزة، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وقال السراج: إن استمرار الاستهداف الإسرائيلي لشبكات المياه المنزلية في المدينة ينذر بأزمة إنسانية حتمية قد تؤدي إلى نقص حاد في المياه في مناطق مختلفة من المدينة مع تداعيات صحية خطيرة، كما تقدر الخسائر المادية بأكثر من 3 ملايين دولار.
وذكر أنّ كميات كبيرة تقدر بعشرات الأطنان من النفايات تتكدس في قطاع غزة، بسبب خطورة نقلها وإيصالها لمكب النفايات المركزي شرق غزة، حيث تعد هذه المنطقة خطيرة في ظل الظروف الحالية لقربها من الحدود.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية تدمير واسعة لأكثر من 70 شارعًا حتى الآن بطول يمتد لعدة كيلومترات، لقطع حركة التواصل بين العديد من الأحياء، خاصة محيط مجمع الشفاء الطبي، وهو أمر يعيق حركة الإسعافات، فضلاً عن تدمير البنية التحتية بالكامل.
ولفت إلى أنّ نحو 40 ألفا من النازحين داخليًا بفعل القصف يعانون من ظروف صعبة في مراكز الإيواء بمدارس "أونروا" التي أقيمت في محافظات الشمال وغزة والوسطى ورفح، إذ تلقوا فقط مساعدات أولية من مبادرات محلية لم تلب الحد الأدنى من احتياجاتهم.
وتواجه مئات مزارع الدواجن صعوبات في توفير الأعلاف والمياه مع حالة الإغلاق، وكذلك صعوبة الوصول لبعض هذه المزارع، وفق مزارعين.
وقال الباحث الحقوقي ياسر عبد الغفور لـ"العين الإخبارية" إن تداعيات خطيرة بدأت تظهر على غزة تتعدى القصف والتدمير.
وأشار إلى أن القصف المستمر، تسبب في تعطل شبه كامل للحياة، والإنتاج، وهو ما سيكون له ارتدادات خطيرة خاصة على الفئات الهشة التي تعتمد في توفير قوت أسرها على العمل اليومي.
ونبه إلى تعرض العديد من المصانع للتوقف أو التدمير وهو ما حول المئات إلى جيش البطالة التي تقارب من 50 % بغزة.
وشدد على أن هذا التدهور يتطلب تحركا فوريا لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير مساعدات عاجلة لتأمين احتياجات الأسر المتضررة.