"المفخخات".. مرتزقة أردوغان تسعى لتكرار مأساة إدلب في ليبيا
صفحات تابعة لكتائب الجيش الوطني الليبي ترصد مفخخات أعدها مرتزقة موالون لتركيا شرقي العاصمة الليبية طرابلس
نشرت صفحات عدة تابعة لكتائب الجيش الوطني الليبي، اليوم الأربعاء، مقاطع فيديو لمفخخات أعدها مرتزقة موالون لتركيا في محاور القتال شرقي العاصمة الليبية طرابلس.
- قبائل "الكراغلة" تفند "كذبة" أردوغان بشأن مليون تركي في ليبيا
- "الشباب الليبي" يؤكد دعمه الكامل للجيش في مواجهة التدخل التركي
وحذرت الصفحات من تنفيذ المليشيات المدعومة بمرتزقة أردوغان من تنفيذ نفس خطط الحرب في إدلب والغوطة الشرقية وحلب السورية في محاور شرق ووسط طرابلس.
وأظهرت المقاطع المصورة -التي تم التأكد من صحتها بحسب مصادر عسكرية ليبية- عددا من المفخخات والمتفجرات والتشريكات بين المنازل وتحت الأشجار في المناطق التي كانت محل الاشتباك قبل تحريرها من قبل الجيش الليبي، في محاولة لعرقلة تقدمه أو تحقيق أكبر قدر من الخسائر في صف الجيش الليبي والمدنيين بعد تحرير هذه المناطق.
على نهج داعش
ويقول عمرو فاروق الباحث المختص في الجماعات التكفيرية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك قيمة الفرد الذي تم تجنيده وتدريبه وصرف عليه آلاف الدولارات، لذلك لجأ إلى تدريب المرتزقة في أكاديميات تركية.
وكشف فاروق عن أن هذه الأكاديميات شبه عسكرية وتابعة للمخابرات التركية ودورها تدريب العناصر المدنية والمرتزقة لتأهيلهم لخوض حروب الوكالة.
ونوه بأنه تم تدريب نحو 2000 مرتزق سوري موالٍ لتركيا، على الحروب بالوكالة والحرب في الشوارع والعصابات.
وتابع أن استخدام هؤلاء المرتزقة استراتيجية تعتمدها كافة المنظمات المتطرفة، ابتداء من تنظيم الإخوان مرورا بالجماعة الإسلامية والشوقيين والتكفير والهجرة، انتهاء بتنظيمي داعش والقاعدة، حيث يتم تدريبهم على أساليب إرهابية من بينها المفخخات والمواجهة المباشرة مع الأجهزة الأمنية والجيوش النظامية.
وأشار فاروق إلى أن سيد قطب منظّر جماعة الإخوان الإرهابية، وضع أساسيات استراتيجية ما يعرف برد الاعتداء، وكان من بينها الاغتيالات واستخدام المفخخات، وهو ما تلقفته الجماعات الإرهابية الأخرى، واعتمدت عليه.
واختتم أن أردوغان لديه سلطان على التنظيمات التكفيرية مثل تنظيمي داعش والقاعدة، وإلا ما استطاع نقل عناصرهما إلى ليبيا.
استراتيجة غير مجدية
ويقول محمد الترهوني المحلل العسكري الليبي، إن هذه الفيديوهات وغيرها تؤكد أن التنظيمات الإرهابية في مراحلها الأخيرة، وقد سبق أن استخدمها الإرهابيون في معارك بنغازي ودرنة وغيرها.
وأشار في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إلى أن هذه المفخخات يراد بها تأخير تقدمات الجيش الوطني الليبي في حالة صدر له الأوامر بالتقدم، إلا أن المهندسين العسكريين الليبيين تمرسوا على مواجهة هذه الخطط الإرهابية.
وكشف عن تحقيق المهندسين العسكريين الليبيين تقدمات نوعية وفنية في هذا المضمار، حيث طوروا العديد من الأجهزة الكاشفة والمبطلة للمتفجرات، ليس في المناطق البرية فقط بل في المفخخات البحرية.
وتابع أن قوات المشاة البحرية طورت مصادات للمتفجرات أمام عربات الدبابات لتسهيل عمليات العبور والتقدم.
وشدد على أن الجيش الوطني الليبي لديه العديد من الخطط التي تستطيع تطويرها لتتناسب مع طبيعة المعركة، مؤكدا أن هذه المفخخات والعمليات الانتحارية لم تشهدها المعارك في طرابلس إلا بعد الإعلان عن إرسال مرتزقة أردوغان.
وأشار إلى أن هذا المتغير لن يؤثر على خط سير المعارك وقت استئنافها، لكن وجب التنويه بزيادة الحرص ورفع درجة الاستعداد وانتشار في صنف الهندسة العسكرية قبل التحرك الفعلي للقوات.
مئات المرتزقة
وقالت مصادر سورية وتركية وليبية إن ألفي مرتزق سوري من الفصائل الموالية لتركيا وصلوا إلى ساحات القتال في ليبيا.
وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن مصادرها، إنه تم نشر 300 مرتزق مما يعرف بالجيش الوطني السوري، وهو مظلة من الجماعات الإرهابية الممولة من تركيا.
وكشفت الصحيفة عن أن هؤلاء المرتزقة غادروا سوريا عبر معبر كلس الحدودي مع تركيا في 24 ديسمبر الماضي، تلاه 350 آخرون في الـ29 من الشهر نفسه، تلاه نقلهم إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث تم إرسالهم إلى مواقع المواجهات شرقي العاصمة.
وتابعت أن 1350 آخرين عبروا إلى تركيا في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، وتم نشر بعضهم في ليبيا في حين لا يزال بعضهم يتلقون تدريبات في معسكرات في جنوب تركيا.
وتوقعت مصادر الصحيفة أن يتحد المرتزقة القادمون من سوريا في فرقة سميت باسم زعيم المقاومة الليبية عمر المختار، الذي أُعدم من قبل إيطاليا في عام 1931.
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وصول 14 جثة لمرتزقة إلى سوريا من الفصائل الموالية لتركيا قتلوا خلال اشتباكات ليبيا.
وأشار المرصد إلى أن المعلومات تشير إلى مقتل 26 آخرين لم تصل جثثهم إلى سوريا بعد.
ونوه بأن عدد المرتزقة الموالين للحكومة التركية الذين يقاتلون في ليبيا ارتفع بشكل كبير جدا حيث فاق 1600 مقاتل على الأقل من فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفيلق الشام ولواء الشمال والحمزات ولواء المعتصم وفصائل أخرى يجري تحضيرهم في معسكرات جنوب تركيا قبل الانطلاق إلى ليبيا.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ندّد مساء الثلاثاء، بتدخل تركيا في النزاع الليبي، محذّراً من أن انخراط أنقرة عسكريا في ليبيا يحولها إلى سوريا جديدة.
وقال بوريل خلال نقاش في البرلمان الأوروبي في ستراسبورج إنّ "الأمور في ليبيا تفلت من أيدينا".
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، وإرسال المرتزقة السوريين الموالين لتركيا على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز