بروفيسور "ينقذ عظام فتاة من السرطان".. طفرة في تقنيات بناء الأطراف بمستشفيات أجيبادم تركيا
تشير إعادة بناء الأطراف الشاملة إلى الإجراء الجراحي لإعادة بناء طرف تالف مثل الذراع أو اليد أو الساق أو القدم بعد استئصال ورم أو قطعة من العظم أو الأنسجة لأسباب متعدّدة، مثل علاج المريض من السرطان.
ويتضمن هذا النوع من الجراحة استخدام تقنيات ومواد متقدمة لاستعادة شكل ووظيفة الطرف المصاب.
وكما سبق ذكره، يمكن إجراء عملية إعادة بناء الأطراف لعدة أسباب، منها:
الإصابات الرضحية:
غالبًا ما يتم إجراء جراحة ترميم الأطراف لإصلاح الإصابات الناجمة عن الصدمات، مثل الكسور والخلع وإصابات الأنسجة الرخوة.
الأورام:
في بعض الحالات قد يتطلب علاج الأورام السرطانية إزالة قطعة من أنسجة أحد الأطراف، والتي يمكن إعادة بنائها باستخدام التقنيات الجراحية الجديدية.
التشوهات الخلقية:
يولد بعض الأشخاص بفروقات أو تشوهات في الأطراف يمكن تصحيحها من خلال الجراحة الترميمية.
الحالات التنكسية:
يمكن أن تسبب بعض الحالات التنكسية، مثل هشاشة العظام أو التهاب المفاصل، أضرارا كبيرة للمفاصل وبنيات الأطراف الأخرى مما قد يتطلب جراحة إعادة بناء الطرف لتخفيف الألم واستعادة الوظيفة الكاملة للطرف.
عادةً ما تستدعي جراحة إعادة بناء الأطراف الشاملة تدخّل فريق من المتخصصين، بما في ذلك جراحو العظام وجراحو التجميل والمعالجين الفيزيائيين.
ستعتمد التقنيات والمواد المحددة المستخدمة في الإجراء على الحالة الفردية للمريض، ولكنها غالبا ما تشمل ترقيع العظام، واستبدال المفاصل، وإعادة بناء الأنسجة الرخوة وغيرها من حلول العلاج المتوفّرة.
يمكن أن يستغرق التعافي من جراحة إعادة بناء الأطراف فترة طويلة، وتتطلب هذه العمليات برمجة حصص لإعادة تأهيل مكثفة وعلاجا طبيعيا لاستعادة نطاق الحركة والقوة والوظيفة الكاملة للأطراف المصابة، فمع الرعاية والعلاج المناسبين يمكن للعديد من الأشخاص تحقيق نتائج ممتازة وتحسين نوعية حياتهم بشكل كبير.
تشخيص سرطان العظام
تعد سرطانات العظام أكثر ندرة من السرطانات الأخرى، وتمثّل الأورام الخبيثة في العظام عُشر الأورام التي يتم تشخيصها.
ويقول البروفيسور ليفانت إيرالب، إخصائي جراحة العظام في مستشفى أجيبادم بإسطنبول تركيا، إنه "في مقابل 5000 حالة سرطان الثدي، يُكتشف سرطان واحد يصيب الهيكل العظمي (ساركوما)".
ويضيف: "لذلك، فإن خبرة إخصائيي علم الأمراض والأشعة والجراحين الذين يتعاملون مع تشخيص وعلاج أورام العظام والأنسجة الرخوة تقل 5000 مرة عن خبرة إخصائي علم الأمراض والأشعة والجراحين الذي يتعاملون مع سرطان الثدي. وهذا يعني أنّه من الضروري التحرّي جيدا لإيجاد الطبيب المناسب".
واستكمل البروفيسور حديثه قائلا: "في الواقع، يتم الحصول على نتائج دقيقة عندما تتم إحالة مرضى سرطانات العظام إلى الأطباء ذوي الخبرة والتجربة، ولعلاج هذه السرطانات، يجب إجراء التشخيص الصحيح أولا، ويبدأ الإخصائي بالفحص الصحيح واستجواب المريض بشكل دقيق".
ووصف البروفيسور عملية التشخيص في سرطانات العظام قائلا: "نظرًا لأن سرطانات العظام نادرة، فمن الضروري دائمًا الشك فيما هو غير متوقع، ونحاول الحصول على أدلة من المرضى بهدف الوصول إلى التشخيص الصحيح عن طريق أسئلة لا يطرحها في العادة طبيب غير متخصص".
ويتابع: "بعد الاستماع إلى قصة المريض، نحاول الكشف عن ماهية الورم، بدءًا من أبسط تصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية وحتى التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني الأكثر تقدمًا، بعد ذلك يتم أخذ عينة من الأنسجة عن طريق تحليل الخزعة، ويتم فحصها من قبل أخصائي علم الأمراض المتخصص في هذا المجال".
عند الانتهاء من كل هذه الخطوات، يبدأ التخطيط لعلاج المريض. إذا تم الكشف عن ورم حميد، فيمكن علاج المريض من خلال إجراء عملية جراحية فقط. في حالة اكتشاف ورم خبيث، يجب إضافة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي إلى برنامج العلاج قبل الجراحة أو بعدها أو في كلتا المرحلتين.
الجراحة الصحيحة مهمة في علاج سرطان العظام
واجب جراح العظام في جراحة الأورام هو إجراء الجراحة بشكل صحيح. لذلك تكمُن الجراحة الصحيحة في إزالة الورم من جسم المريض بشكل لا يسمح بتكراره.
وبفضل العلاج الكميائي الذي يسبق العملية الجراحية، تتكون كبسولة كقشرة الجروح حول الورم فتفصله عن الأنسجة السليمة. وخلال العملية، قد يحتاج الجرّاح إلى إستئصال الورم عبر إزالة الكبسولة ومحتواها، وفي أحيان أخرى، يضطرّ الطبيب إلى اقتطاع قسم من الأنسجة السليمة المحيطة بالكبسولة.
ويقصد بالأنسجة السليمة أحيانًا العضلات والأوعية والأعصاب والمفاصل. وبالطبع الهدف الأول هو إنقاذ حياة المريض وتفادي بتر أطرافه، لكن من الضروري أيضا التفكير في مرحلة ما بعد المرض، وإعطاء المريض فرصة إعادة استعمال أطرافه قدر الإمكان.
يتم التخطيط في المرحلة الثانية لكيفية إغلاق أو إصلاح الفجوة التي تتركها إزالة الورم، وفي هذه المرحلة، سيعمل جراحو التجميل مع أخصائيي زراعة الأنسجة الرخوة وجراحي القلب والأوعية الدموية على ترقيع الأوعية الدموية، ويستعمل جراحو العظام أطرافا صناعية أو أنسجة متجددة لإنشاء الطرف من جديد وإعادة وظيفته.
هذه الأساليب الجراحية صعبة للغاية لأنها طويلة الأمد وتتطلب تخطيطًا جيدًا ودراسة دقيقة. في الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أن هؤلاء المرضى يخرجون من جلسات العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي الثقيلة، فأجسامهم عرضة للعديد من المضاعفات، لذلك يجب التخطيط لعملياتهم الجراحية بشكل صحيح ومتابعتها عن كثب.
أورام العظام هي أكثر فروع جراحة العظام صعوبة
بعد إنهاء تعليمه كأخصائي جراحة العظام في جامعة إسطنبول، تلقى البروفيسور ليفانت إيرالب تدريبًا في مجال توظيف الأطراف الإاصطناعية الكاملة في ألمانيا، والتثبيت الخارجي للعظام في أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم درس وتدرّب على إعادة البناء البيولوجي للأطراف في اليابان، وحاليا يتسقبل المرضى في مستشفى مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية بإسطنبول.
يقول البروفيسور ليفانت إيرالب: "جراحة أورام العظام هو الفرع الأكثر تعقيدا في طب العظام، والأكثر صعوبة في التنبؤ لنتائج علاجه، وترسم حدوده الدراسات العلمية وينفتح على الإبداع من خلال التجارب السابقة التي يكتسبها الجراح من خلال الممارسة. وهو فرع يجب أن تتم فيه متابعة المريض بدقة بعد العملية الجراحية".
النجاح يجلب السعادة
وتحدث البروفيسور إيرالب عن مريضة ظلت قصتها عالقة بذاكرته. التقيا بسبب إصابتها بسرطان العظام الذي تم تشخيصه وهي في سن الثامنة، وذكر أن المريضة خضعت لعملية جراحية قام بها بنفسه تلتها فترة علاج كيماوي مكثفة تعافت عقبها المريضة تماما. لكن في سن 18، عندما اكتمل نمو عظام الفتاة، حدثت نتيجة متوقعة للعلاج، فقد تشكل قصر يبلغ حوالي 8.5 سم في ساق واحدة بالمقارنة مع الساق السليمة، وكانت بحاجة إلى إجراء جراحة إطالة الساق.
بعد ستة أشهر من العملية الثانية، أحضرت الفتاة خطيبها لمقابلة الدكتور إيرالب خلال زيارة طبية، لقد أدرك أنه لم ينقذ حياتها فقط من خلال العملية الأولى، لكنه ساعدها اجتماعيًا عبر العملية الثانية على تصحيح طولها.
بعد فترة من الزمن، اتصلت المريضة بالطبيب لتخبره بحملها، فأكّد لها البروفيسور إيرالب أنها لن تواجه أي مشاكل صحيّة.
وبعد عدّة أشهر، جاءت المريضة تحمل طفلها بين ذراعيها إلى المستشفى ليتعرف على البروفيسور الذي أصبح يحمل اسمه.
وقال البروفيسور ليفانت إنه يحبّ مجال عمله كثيرا ويتفانى في تطوير تقنياته وتعليمها لجيل الجراحين الجدد ليساعدهم على تحديد الطريقة الجراحية الأمثل لعلاج كل حالة على حدى من خلال إجراء حسابات مفصلة لحل العديد من مشاكل العظام، مع المحافظة على الأطراف ووظائفها.
وأكد أنهم بدأوا في قبول المرضى من خلال إنشاء وحدة داخل مستشفى أجيبادم بإسطنبول، حيث سيتم إجراء دراسات شاملة لإعادة بناء الأطراف.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز