موسى حوامدة يوقع ديوان "سأمضي إلى العدم"
ديوان صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو الديوان التاسع للشاعر الفلسطيني موسى حوامدة
وقّع الشاعر موسى حوامدة مجموعته الشعرية "سأمضي إلى العدم"، في رواق بيت الثقافة والفنون بعمّان. وقال حوامدة في شهادة إبداعية خلال الحفل، إنه لم يكتب بعد النصَّ الكامل، أو القصيدة الكاملة، مضيفًا أن "النص الكامل والنهائي وهمٌ وفخّ".
وتابع حوامدة: "أعرف أن النص الذي أكتبه حتى الآن، والقصيدة التي تجتاحني حتى الآن مريضة بالنقصان، زاهدة في الكمال، متيَّمة بتمام نقص صاحبها، متأملة الفراغ الذي يعبئ الصدر والروح، متأرجحة بين حنين لن يعود، وأمل لن يتحقق، وعدم لم يبلغ كماله في ملحمة الوجود".
وأوضح الشاعر أن قصائده منذ مجموعته "شغب" مرورًا بـ"شجري أعلى" و"موتى يجرون السماء" و"جسد للبحر رداء للقصيدة"، تعبّر عن رؤيته للكون، وهي "تنشد أنين المجرات الصاخب، وعناء الجبال المحكومة بالصبر". وتابع: "لم لمْ يكتمل الكمال في حلبة النقصان إذن؟ لأن كثيرًا من الحضور غياب، وبعض الغياب حضور ساطع، يؤذي البصر قبل البصيرة، ولا تتم الأشياء دون نقصانها، ولا تبتهج الخسارات باختفاء دوافعها".
ورأى حوامدة أن القصيدة تخلق كمالَها وظلالها وغدها في العدم، "بعيدًا عن شروط الطبيعة، ومنطق الهزيمة، وحكمة الدهور". وتابع: "من تلك الفيافي الواسعة الأرجاء، ومن تلك السهوب شاسعة المساحة، ومن تلك النجوم الذاهلة عن مساوئ الظنون،تغادر القصيدة أرض التوقع، وشرفة التأويل، لتسفر عن وجهها الرائي، وعينينها الحالمتين، بعالم أفضل، وحياة تليق بنشوة العصيان".
وقدم الشاعر والتشكيلي محمد العامري شهادة إبداعية حول تجربة حوامدة، كما قدم الروائي جمال القيسي ورقة تناولت المجموعة، بالإنابة عن الناقد المغربي مصطفى العطار، فيما قدم الناقد عبد الرحيم جداية رؤيا نقدية وشهادة إبداعية في المجموعة. وتتضمن المجموعة التي صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، قصائد تتأمل في الذات وما يراودها من أحلام وهواجس وأفكار ورفْض لواقعها بهدف تأسيس عالم أجمل. ومن قصيدة "تركت ظلي":
"ما كانَ لي أنْ أهْدِمَ هذا الحِصَارَ
فقَدْ بَنَيتُ سَجْنيَ وَرائي
وتَركتُ ظِلِّي تَحْتَ سِياجِه
وأرخَيْتُ حِبالَ نَجاتي بين يَديهِ
وشَرَحْتُ للعَابِرينَ مَجَازَ الصُورة.
وما كانَ لي أنْ أُعكَّر صَفْوَ البَحْر
وَحْدي
وأنْ أَمدَّ جَسَدي
في ميَاه الصُحبة الزَّرْقاء
تلكَ التي تَليقُ بكِناَيةٍ حُرَّة
لا بِشَقيٍّ طالعٍ من فاجِعَة التَّورِية".