بالصور.. فلسطيني يحول قنابل الموت الإسرائيلية إلى تحف فنية
في منزله بغزة، يفرغ أحمد أبو عطايا ما جمعه من قنابل أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ليمارس هوايته بتحويل أدوات القتل إلى تحف فنية.
في منزله بغزة، يفرغ أحمد أبو عطايا (40 عامًا) ما جمعه هو وعدد من أفراد أسرته من قنابل أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المشاركين في تظاهرات العودة شرق قطاع غزة، ليبدأ ممارسة هوايته الجديدة، بتحويل أدوات القتل إلى تحف فنية.
وبشكل يومي، خاصة أيام الجمعة، تطلق قوات الاحتلال مئات القنابل المسيلة للدموع بأنواع مختلفة، تجاه المتظاهرين السلميين الذين يتجمعون في 5 مخيمات عودة شرق قطاع غزة.
أبو عطايا الفلسطيني المنحدر من بئر سبع الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، يقول لـ"العين الإخبارية": إن الفكرة جاءته من هول ما تطلقه قوات الاحتلال من قنابل غاز تجاه المتظاهرين، فتارة من الجيبات وأخرى من بنادق الجنود، وأحيانا من الطائرات المسيرة.
ويضيف "شاهدت هذه القنابل تسقط علينا كالمطر، اختنقت من غازها، وشاهدت آخرين يصابون بشكل مباشر منها، وبعضهم استشهدوا نتيجة ارتطامها بهم، ففكرت لم لا أحولها من أدوات قتل إلى أدوات حياة".
واستشهد فلسطينيان على الأقل نتيجة ارتطام قنابل الغاز بهما، فيما أصيب الآلاف بها ارتطاما أو اختناقا منذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس/آذار الماضي، وفق معطيات حقوقية.
على أريكة بسيطة في منزله، ينهمك أبو عطايا في ترتيب مجموعة جديدة من القنابل جمعها بعد يوم دامٍ آخر، من أيام المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، فهنا القنابل الجلدية السوداء التي تطلقها الطائرات المسيرة، وفي مكان آخر القنابل الحديدية.
يبتسم وهو يسوي بسكينه الجزء العلوي من القنبلة البلاستيكية، لينزع غطاءها وينظفها، ومن ثم يضع بها كمية من الرمال، ويغرس فيها النعناع الفلسطيني ذو الرائحة الجميلة، قائلا "إرادتنا أقوى منهم".
لم تمنع أبو عطايا إصابته بشظايا في الجمعة الأولى للمسيرة، من مواصلة المشاركة في مخيم العودة شرق غزة.
تلمع عيناه وهو يقف ويمسك بمسبحة كبيرة مكونة من قطع حديدية من مخلفات قنابل الغاز، ويقول: "مستمرون ولن نخاف، سنعود حتما، وسأصحب هذه السبحة معي إلى بلدتي الأصلية في بير سبع".
في مساعدة أبو عطايا يعمل أفراد أسرته وأبناء أشقائه الذين أصيب أربعة منهم برصاص الاحتلال، ولم يمنعهم ذلك من الاستمرار في المشاركة وفي نهاية اليوم يشاركون عمهم في جمع بقايا القنابل الخانقة والمميتة.
يعلق المسبحة الكبيرة، إلى جانب نظيراتها على جدار غرفته، لتروي حكاية إرادة وتصميم وحب للحياة، وانتزاع الأمل من براثن الموت والقتل.