الكتاب يواجه الإرهاب في معرض الجزائر الدولي
الصالون الدولي للكتاب في الجزائر يضم عددا من الكتب التي تتناول وتفضح ظاهرة الإرهاب في العالم.. تعرف على بعضها.
تزامناً مع منع السلطات الجزائرية 25 دور نشر لمخالفتها شروط النشر، و97 عنواناً تمجد الإرهاب وتحتوي على مضامين تدعو إلى الفتنة، ضم الصالون الدولي للكتاب في الجزائر عدداً من الكتب التي تشرح وتفضح ظاهرة الإرهاب، والتي تجمع على أنها ظاهرة عالمية.
عناوين كثيرة لظاهرة واحدة، حاول كتابها من خلال دراسات أكاديمية وميدانية تسليط الضوء على إرهاب "عديم الضمير والجنسية والدين والجغرافيا"، ومن أهمها نجد كتاب "فَتْواك لا تُطبق هنا" بالنسختين الإنجليزية والفرنسية للكاتبة الجزائرية وأستاذة القانون الدولي بجامعة كاليفورنيا "دافيس سكول"، كريمة بنون.
الكاتبة تطرقت إلى التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتطرف الديني، وكذا أهمية مكافحة الأفكار المسبقة التي يتعرض لها المسلمون، كما أجرت دراسة على 300 شخص من 30 بلداً من بينها الجزائر، قدموا شهاداتهم عن ظاهرة الإرهاب.
ومن القصص المؤثرة والأدلة الدامغة على بشاعة الفكر والفعل الإرهابيين، ما ذكرته الكاتبة عن أم جزائرية فقدت ستة من أبنائها في ليلة واحدة، اغتالتهم أيادي الإجرام في تسعينيات القرن الماضي، أو كما تسمى في الجزائر "العشرية السوداء"، وقصة أخرى لفتاة من العاصمة الجزائرية اغتالها الإرهابيون لأنها رفضت ارتداء الحجاب والتوقف عن الدارسة في الجامعة، ما يؤكد رغبة الإرهابيين في إعادة الجزائر إلى العصر الجاهلي.
الكتاب تضمن أدلة وشهادات حية عن معاناة الجزائريين طوال أزيد من عشرية كاملة من التطرف والجهل بالدين، وأيضا لمن تصدوا للإرهاب "في الوقت الذي كان يجهل فيه باقي العالم ما كان يحدث في الجزائر" كما ذكرت الكاتبة.
وتقول الكاتبة كريمة بنون "إن الكتاب هو مساهمة لتوضيح الرؤى خاصة لدى القراء الناطقين باللغتين الإنجليزية والفرنسية حول الإسلام والمسلمين، والتفريق بين المعنى الحقيقي للدين الإسلامي والأفكار التضليلية، ومكافحة استعمال الدين لتبرير الإرهاب والأفكار المسبقة حيال المسلمين".
"ثقافة الإرهاب" للكاتب والفيلسوف الأمريكي "نعوم تشومسكي" من بين الكتب المعروضة في صالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب السعودي منذر محمود صالح محمد، عن دار النشر السعودية "الكعيبان".
وبحسب ما جاء فيه، فإن الكتاب "يوجه نقداً لاذعاً للثقافة السياسية السائدة في الولايات المتحدة، من خلال تحليل لفضيحة إيران – كونترا"، كما يبرر تشومسكي بحسب الكتاب دائماً "كيف وقفت الولايات المتحدة ضد حقوق الإنسان وضد التحول الديمقراطي في إيران من أجل مصالحها الاقتصادية".
وهو الكتاب الذي قالت عنه صحيفة " بابليشرز" الأمريكية إن "فيه مناقشة عميقة، وتوثيقاً في غاية الدقة عن ثقافة الإرهاب، وسوف يصيب الليبيراليين والمحافظين على حد سواء بالذهول".
ومن بين الكتب التي ترجمها إلى العربية المؤلف أيهم الصباغ، عن دار الكعيبان، كتاب "معظّم بيغ.. عدو محارب.. رحلة مسلم بريطاني إلى معتقل غوانتانامو ذهابا وإيابا".
الكتاب الذي جلب انتباه زوار المعرض، عبارة عن رواية مؤثرة بطلها مسلم بريطاني يعيش في باكستان واسمه "معظّم"، حيث تم اختطافه عقب هجمات 11 من سبتمبر/أيلول الإرهابية، ليتم اقتياده إلى مركز اعتقال أمريكي في قندهار ومنه إلى باغرام، ليجد نفسه في معتقل جوانتانامو بتهمة الإرهاب.
وكما جاء في الكتاب، فقد أمضى "معظّم" ثلاث سنوات سجيناً في هذا المعتقل، بعد تعرضه للتعذيب وتلقيه تهديدات بالقتل وخضوعه لما يقارب 300 استجواب، كما كان شاهداً على مقتل معتقلين اثنين، قبل أن يطلق سراحه في 2005، لكن دون أن يحصل على أي تفسير أو اعتذار.
القصة الحقيقية التي جاء بها الكتاب، ما هي إلا "الوجه الآخر للإرهاب" الذي يبرز معاناة المسلمين من تهمة يحاول الغرب إلصاقها بهم وبدينهم، رغم أن العالم كان شاهداً بالصوت والصورة على عمليات إرهابية أكدت أن الإرهاب "لا دين ولا وطن له".
حيث يؤكد مضمون الكتاب "أنه لا يمثل مجرد رواية مؤثرة حول إخفاق العدالة فحسب، بل يخوض في تفاصيل اعتقال معظّم، وملقياً الضوء عليه كمسلم مثقف.. ناهيك عن بروز دوره ضمن الجالية المسلمة مؤخراً متصدياً للإرهاب ومحاولات أبلسة الإسلام على حد سواء".
ومن بين الكتب الفاضحة للإرهاب في معرض الجزائر الدولي للكتاب نجد أيضاً "الإرهاب الفكري.. أشكاله وممارساته" للكاتب الإيريتري، الدكتور جلال الدين محمد صالح، والصادر عن مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية.
في هذا الكتاب، شرح المؤلف جميع أشكال وممارسات الفعل الإرهابي، من خلال كرونولوجيا تاريخية عاد بها إلى بدايات الإرهاب، التي يقول الكاتب إنها بدأت قبل هجمات الحادي عشر أيلول/سبتمبر الذي "مارسته منظمات غربية وغيرها".
الكاتب يرى أن تعريف الغرب وباحثيهم لظاهرة الإرهاب يخضع "للتوجهات السياسية، والمقاصد الفكرية، ولدوافع الجهات البحثية التي تقف من خلفهم"، وهنا يقصد ذلك التعريف "اللصيق بالإسلام".
ويؤكد أن مصطلح الإرهاب "إذا ما أطلق في وسائل الإعلام الغربية فإنه يتصرف إلى الإسلام عقيدة، ومنهج حياة، وإلى الاتجاهات الإسلامية الداعية إلى تطبيق الإسلام دون تمييز بين المغالي منها والمعتدل"، ليكون بذلك واحداً من المراجع التي تفند مزاعم الغرب الرابط بين الإسلام والإرهاب.
كما يأتي هذا المرجع في الوقت الذي تسعى فيه عديد من الدول العربية إلى تحقيق وتعزيز أمنها الفكري من أفكار مسمومة ومنحرفة دخيلة على الدين الإسلامي والمجتمعات العربية.
يوجد أيضاً في معرض الجزائر كتاب "تحديث أجهزة مكافحة الإرهاب وتطوير أساليبها" الصادر أيضاً عن مركز الدراسات والبحوث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للدكتور محمد مؤنس محب الدين، حيث خاض في جذور الإرهاب وأنماطه الحديثة، إضافة إلى المقاربة الأمنية في مواجهة هذه الظاهرة والمعوقات التي تعترضها.
ومن بين العناوين التي أعطت تحليلاً أكاديمياً وأمنياً ونفسياً واجتماعياً لظاهرة الإرهاب في معرض الجزائر للكتاب، نجد: "انقاذ النزعة الإنسانية في الدين" للدكتور عبدالجبار الرفاعي "الإرهاب والقرصنة البحرية" الصادر عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، "الخوف من الجريمة الإرهابية بين الماهية وإمكانية القياس" للدكتور أحمد محمد المزغش، و"التكدس السكاني العشوائي والإرهاب" للدكتور مصطفى محمد موسى.