أفغانستان ترتدي "البرقع".. تجارة رائجة وأسعاره تقفز 5 أضعاف
مع دخول طالبان العاصمة الأفغانية كابول، بدا للسيدات أن كل شىء سيتغير، وعلى رأسه الزي والعمل والتعليم.
تطمينات عديدة أطلقها قادة طالبان بمجرد الولوج إلى قصر الرئاسة، الأحد الماضي، خاصة فيما يتعلق بأوضاع النساء.
ولكن لا يبدو أن هذه التطمينات كافية، فقد شهدت الأيام الأخيرة ازدحام النساء أمام المتاجر لشراء البرقع، وهو الزي الرسمي الذي فرضته طالبان خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي.
البرقع الأفغاني
هذا البرقع يكون مصنوعا من قماش ثقيل لونه أزرق في الأغلب، وهو مصمم خصيصا لتغطية المرأة من الرأس إلى أخمص القدمين.
وتقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن عدم ارتداء البرقع في الأماكن العامة قد يؤدي إلى فرض عقوبات قاسية على النساء والجلد العلني من "شرطة الأخلاق" التابعة لطالبان.
خلال أقل من أسبوع تسبب الإقبال الكبير على شراء البرقع في تضاعف سعره.
فتقول امرأة أفغانية تعيش في كابول تدعى رقيه خلال حديث عبر الهاتف مع صحيفة "ara" الإسبانية، إنها ذهبت لشراء البرقع لنفسها ولابنتيها اللتين تبلغان من العمر 16 و18 عاما، على الرغم من عدم إصدار تعليمات صريحة من حركة طالبان بارتداء البرقع حتى الآن.
تضيف: "عدت إلى المنزل خالية الوفاض، ولم يكن لدي ما يكفي من المال لدفع ثمن البرقع، الذي ارتفع سعره إلى خمسة أضعاف من 500 أفغاني، إلى 2500 أفغاني على الأقل".
نقل تقرير لشبكة "سي إن إن" عن امرأة في كابول قولها "الأسرة لديها برقع أو برقعان فقط، يتم تقاسمهما بينها وبين أختها ووالدتهما".
وأكدت "إذا لم يكن لدينا البرقع، فعلينا الحصول على ملاءة سرير أو أي شيء لجعله وشاحا أكبر".
الزي الأفغاني للنساء
وتقول "بلومبرج" إنه بالرغم من الظروف التي تعيشها أفغانستان، فهناك عمل واحد مزدهر؛ فقد شهدت المحافظات معاودة افتتاح متاجر البرقع، وأصبح الثوب الأزرق السميك عنصرا باهظا لا بد منه.
وتخشى النساء في أفغانستان فقدان المكاسب التي تم تحقيقها خلال عدة سنين في مجال الحقوق المدنية، لا سيما فيما يتعلق بالتعليم والعمل.
يأتي ذلك على الرغم من تأكيد قيادة طالبان أنها مفتوحة لتعليم المرأة، وتقول الجماعات الحقوقية إن القواعد تختلف باختلاف القادة المحليين والمجتمعات نفسها.
قالت خريجة جامعية تبلغ من العمر 25 عامًا، وتعمل في منظمة غير حكومية محلية في هيرات بأفغانستان، إنها لم تغادر المنزل منذ أسابيع بسبب القتال.
وتضيف لوكالة الأنباء "أسوشيتد برس"، أنه من خلال التحدث مع السكان الآخرين، كان هناك عدد قليل من النساء في الشوارع، حتى الطبيبات يبقين في المنزل حتى يتضح الوضع.
وتؤكد "لا أحد يستطيع تغيير موقف طالبان ضد النساء والفتيات، فهم لا يزالون يريدون بقاء النساء في المنزل".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg جزيرة ام اند امز