الوسيط الأمريكي في لبنان.. جولة بين المسؤولين ورسالة لإسرائيل
جال الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، بين المسؤولين اللبنانيين.
وزار الوسيط الأمريكي رفقة سفيرة واشنطن لدى لبنان دوروثي شيا مقر الرئاسة اللبنانية، والتقى الرئيس ميشال عون الذي أكد له -بحسب بيان صادر عن الرئاسة- على الحقوق السيادية للبنان في المياه الطبيعية.
وخلال اللقاء -وفقا لبيان الرئاسة- قدم عون للوسيط الأمريكي ردا شفهيا على مقترح كان قد تقدم به منذ مدة للبنان "وبقي سريا".
وقد شكر هوكشتاين عون على الرد، وقال إنه سينقله إلى الجانب الإسرائيلي في الأيام القليلة المقبلة، وقد تمنى عليه الرئيس اللبناني جواباً سريعاً نظراً للتطورات الحاصلة، فيما وعده الوسيط الأمريكي بأنه سيفعل ذلك بأسرع وقت ممكن.
كما أشارت معلومات إلى أن هوكشتاين قد يزور تل أبيب، ويعود بجواب إلى لبنان الأسبوع المقبل.
لقاءات هوكشتاين قادته إلى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، في مكتبه في اليرزة، حيث تناولا بحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وجدّد قائد الجيش اللبناني موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ووقوفها مع أي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان.
وفي سياق متصل اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الوسيط الأمريكي في السراي الحكومي، في لقاء ضم أيضا نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وخلال الاجتماع تبلّغ الموفد الأمريكي بالموقف اللبناني "الموّحد" من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأمريكية.
كما تم التأكيد على أن مصلحة لبنان العليا تقتضي بدء عملية التنقيب عن النفط، من دون التخلي عن حق لبنان في ثرواته كافة.
ووصل إلى لبنان أمس الإثنين الوسيط الأمريكي في مفاوضات ترسيم الحدود، ومن المقرر أن يلتقي لاحقا وزير الطاقة وليد فياض.
وبدأت المفاوضات غير المباشرة بوساطة أمريكية في 2020 في قاعدة لقوات حفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في الناقورة بلبنان.
والمفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية مجمدة منذ مايو/أيار 2021، بعد عقد 5 جلسات محادثات برعاية الأمم المتحدة ووساطة أمريكية، دون التوصل إلى اتفاق.
وتشكل مسألة ترسيم الحدود البحرية أهمية بالغة للبنان، حيث سيسهل الأمر من استكشاف الموارد النفطية ضمن مياهه الإقليمية.
وأثار الحديث عن نشر إسرائيل منصة تنقيب عن الغاز في حقل كاريش، مؤخرا، غضبا لبنانيا، حيث يعتبر لبنان أن هذا الحقل يقع ضمن منطقة متنازع عليها.
وعلى إثر ذلك، طلب لبنان في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي "عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها، تجنبا لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين".