خبراء: نشر قوات مشتركة على حدود مصر والسودان يعزز الثقة بين البلدين
الاتفاق السوداني المصري الخاص بنشر قوات مشتركة وتسيير دوريات على حدودهما خطوة إيجابية في سبيل تعزيز الثقة بين الجانبين.
امتدح خبراء عسكريون الاتفاق السوداني المصري، الخاص بنشر قوات مشتركة وتسيير دوريات على حدودهما لبسط الأمن والاستقرار، ووصفوه بأنه خطوة إيجابية في سبيل تعزيز الثقة بين الجانبين، فضلا عن أنه يحقق الطمـأنينة للبلدين.
واختتم الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري، الأحد، زيارة ناجحة إلى السودان امتدت ليومين أجرى خلالها مباحثات عسكرية، خلصت إلى اتفاق لتشكيل قوات مشتركة وإقامة دوريات على الحدود بين البلدين لمكافحة الإرهاب والجرائم العابرة، وحسم مظاهر الانفلات وفرض الأمن والاستقرار.
وقال الفريق أول محمد بشير سليمان الخبير العسكري السوداني لـ"العين الإخبارية"، إن وجود قوات مشتركة على الحدود المصرية السودانية سيسهم في القضاء على أنشطة عصابات الإتجار بالبشر وتهريب السلاح والمخدرات، ويحد من حركة الجماعات التخريبية، ما ينعكس بشكل إيجابي على الأمن والاستقرار بداخل البلدين.
ويرى سليمان أن التفاهمات العسكرية بين الخرطوم والقاهرة، تعتبر خطوة إيجابية في سبيل تعزيز الثقة في علاقات البلدين، فضلا عن أنها تحقق قدرا كبيرا من الطمأنينة من واقع المكاسب الأمنية التي سيحققها الوجود العسكري المشترك على الحدود.
ودعا الفريق أول محمد بشير سليمان إلى ضرورة العمل على مزيد من الارتقاء بالعلاقات العسكرية بين السودان ومصر، لافتا إلى أن التواصل الأمني والعسكري ينعكس بشكل إيجابي على بقية الملفات المشتركة بين البلدين.
من جانبه، توقع الفريق خليل محمد الصادق الخبير العسكري السوداني، نجاح تجربة القوات المشتركة بين مصر والسودان، أسوة بتجربة الخرطوم السابقة مع دولة تشاد حيث شكلت نموذجا يحتذى به في القارة الأفريقية بأسرها.
وأوضح الصادق، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن القوات المشتركة ستسهم في إرساء قواعد الحدود بين البلدين، وستحقق نتائج إيجابية في بسط الأمن والاستقرار، لافتا إلى أن المنطقة الحدودية بين السودان ومصر مفتوحة وتعتبر مسرحا لعصابات التهريب والإتجار بالبشر، فوجود الجيوش فيها سيقضي على كل هذه الأنشطة.
وقال إن الاتفاق العسكري السوداني المصري يشكل نقطة تحول كبيرة في علاقات البلدين، مشددا على أن إحكام التنسيق الأمني سينعكس على مجمل الملفات بين البلدين، ويوصد كل الأبواب التي من شأنها التأثير على العلاقات السياسية بين القاهرة والخرطوم.
وكانت المباحثات العسكرية المصرية السودانية، التي جرت في الخرطوم يومي السبت والأحد، خلصت إلى اتفاق لإقامة مشروعات مشتركة للقوات الرئيسية في البلدين، وتوسيع الدورات التدريبية للضباط وضباط الصف، وزيادة عدد الفرص في المعاهد العسكرية السودانية والمصرية.
واتفق الجانبان بحسب رئيس الأركان السوداني كمال عبد المعروف، على تعاون استخباراتي وأمني في كل الملفات والمجالات، وإقامة مشروعات استخباراتية تدريبية في البلدين بالتناوب، والتنسيق المستمر في كل الملفات التي تهم المنطقة والإقليم.
واتفقا أيضاً على إنشاء مشروعات شراكة بين الطرفين عبر المؤسسات المعنية بالأمور الخدمية والاستثمار، وإتاحة الفرص للجانب المصري بإقامة مشروعات زراعية وإنتاج حيواني وصناعة الطرق والصناعات الدوائية، عبر مشروعات الخدمة الوطنية المصرية، والتنسيق مع الجهات ذات الصلة في السودان.