غزة على أعتاب الحرب.. مخاوف من خروج الشارع من معادلة المواجهة
ما بين التسخين في المنطقة الحدودية شرق غزة، وتهديدات الفصائل فيها، تتسارع تداعيات التوتر الحاصل في القدس ليبقى سيناريو التصعيد واردا.
وتسببت البالونات الحارقة المطلقة من غزة اليوم بإشعال ما لا يقل عن 30 حريقا في التجمعات الإسرائيلية المحاذية، فيما شهدت المنطقة الحدودية عدة تظاهرات أصيب خلالها أحد الشبان شرق خانيونس.
وعلى وقع تهديدات من الأذرع المسلحة بغزة، أعلنت إسرائيل، الأحد، رصد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع تجاه إسرائيل، فيما دوت صافرات الإنذار بمنطقة مفتوحة فقط.
وتقول الفصائل المسلحة إنها "لن تقف مكتوفة الأيدي" حال تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، حيث ينظر إلى يوم الاثنين كيوم حاسم بالنظر إلى المسيرة الكبيرة المتوقعة للمستوطنين.
معادلة الهدوء
ويؤكد عصام أبو دقة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنه إذا ما تدهورت الأحداث فالاحتلال يتحمل المسؤولية وقال لـ"العين الإخبارية": "شعبنا في غزة لن يتخلى عن حقه في الدفاع عن شعبنا في القدس الذي يتعرض لعدوان في الأقصى وتطهير عرقي في الشيخ جراح".
وأضاف: "نحن نتوقع أي شيء من الاحتلال خاصة أن (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) يعيش أزمة داخلية بعد فشله في تشكيل حكومته".
وتوقع أن يقدم نتنياهو على تصعيد في المنطقة للخروج من أزماته و"شعبنا لن يسمح بهذا الأمر"، مضيفا "نحن نقرأ المشهد جيدا ونحن لسنا من هواة التصعيد خصوصا وأننا نحن في الأيام الأخيرة من رمضان ومقبلين على العيد ومعنيون أن يعيش شعبنا بأمن وسلام ورخاء وسعادة وليس في حرب".
واستدرك "لكن شعبنا لا يقبل أن تراق دماء نسائه وأطفاله في القدس على أيدي المستوطنين تحت حماية الجيش والشرطة"، مطالبا الاحتلال "وقف جرائمه في القدس والتطهير العرقي لتجنيب المنطقة حربا تؤججها سياسات الاحتلال".
وأصيب أكثر من 300 فلسطيني منهم نساء وأطفال في الأيام الماضية بعدما اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومصلياته ومنطقة الشيخ جراح وساحة باب العامود وقمعت المصلين والمعتصمين، وهو ما أشعل حالة غضب في عموم الأراضي الفلسطينية.
وفيما بدا محاولة إسرائيلية لإخماد مؤقت لحالة الغضب، أرجأت المحكمة العليا بإسرائيل بناءً على طلب المستشار القضائي جلسة كان من المقرر أن تعقدها الإثنين للنظر في التماس عائلات فلسطينية ضد قرارات إخلائها من حي الشيخ جراح.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "ألغى القاضي يتسحاق عميت جلسة إخلاء عائلات الشيـخ جراح التي كانت مقررة غدا الإثنين، وستعقد جلسة بديلة في غضون شهر".
وتهجير عائلات حي الشيخ جراح بالقدس واحدة من القضايا التي أشعلت فتيل مواجهات واحتجاجات يومية في القدس ونقاط التماس في الضفة وغزة.
حراك جماهيري
ويرى الدكتور بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، أن الفلسطينيين أحوج ما يكونون لإحياء الشارع وتحريك القاعدة الجماهيرية لمواجهة سياسات الاحتلال دون الانتقال لمرحلة التصعيد العسكري.
واعتبر الشوبكي في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن إقحام الأذرع العسكرية في هذه المواجهة قد يأتي بنتائج سلبية بعكس توقعات القائمين على الفصائل لأن الاحتلال سيرد على التصعيد بتصعيد أقوى ما سيؤدي لإخراج الشارع من المعادلة وإبقاء المقاتلين العسكريين..
وقال: "الأصل لا يتم التسرع بمثل هكذا خطوات كي لا تستغلها إسرائيل لحرف البوصلة عن النضال الشعبي من أجل الأقصى".
وطالب حركة فتح قيادة الشارع لمواجهة شعبية في الضفة لتلتحم مع نضال المقدسيين وفي غزة مطلوب أن تكون مناصرة شعبية دون أي فعل عسكري، وفق رأيه.
ورأى أن الفعل الشعبي حاليا يحقق أهدافه على مستوى عربي ودولي "فهنا يتم إعادة النظر في أي طرح يريد إعادة الفعل العسكري بهذه المرحلة التي تحقق فيها المقاومة الشعبية أهدافها".