بوريل: مساحة التسوية النووية مع إيران تتضاءل
أعرب منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت، عن خيبة أمله من أن خطة إحياء الاتفاق النووي مع إيران تتضاءل.
وأشار إلى أن على إيران والأطراف الأخرى الاستجابة لنص الاتفاق المقترح من الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق.
وقال بوريل في مقال له نشره الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي: "لا توجد خطة حاسمة من قبل إيران لإحياء الاتفاق النووي، ولقد تضاءلت مساحة التسوية والتسويات المهمة مع الجمهوريات الإسلامية الأخرى وقد تنتهي".
وصرح جوزيب بوريل قائلاً: "بعد 15 شهرًا من المفاوضات المكثفة والمثمرة في فيينا والتفاعلات العديدة مع أعضاء خطة العمل المشتركة الشاملة والولايات المتحدة، توصلت إلى استنتاج مفاده أن مساحة التسوية والتسويات المهمة قد تضاءلت وربما تنتهي".
وفي جزء آخر من مقالته، أشار هذا المسؤول الأوروبي إلى مسودة الاتفاقية مع إيران، وقال "حان الوقت الآن لاتخاذ قرارات سياسية سريعة لإنهاء مفاوضات فيينا بناءً على النص الذي اقترحته والعودة على الفور إلى خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم تنفيذها بالكامل".
كما كشف جوزيب بوريل، إن الاتفاق الذي اقترحه لإحياء الاتفاق النووي يتضمن قيوداً صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية، مبيناً "لقد وضعت الخيار الأفضل على الطاولة لإحياء الاتفاق النووي، وحان الوقت الآن لاتخاذ قرار".
وبين "كان هدفنا دائمًا هو التوصل إلى اتفاق يعود بالفائدة على الجميع سواء أوروبا أو إيران أو المجتمع الدولي وهذا بالفعل ما حققناه جميعًا"، مشيراً إلى أن "الاتفاق المقترح يتضمن قيودًا صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية وأكبر نظام مراقبة وتفتيش تم تنفيذه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وكانت إيران قامت بخفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة الأنشطة النووية والحد من وصول مفتشي الوكالة، كما قامت برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة وذلك بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي منتصف عام 2018.
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "أدى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة إلى تخفيض 98٪ من احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب وإزالة آلاف أجهزة الطرد المركزي".
ولفت بوريل إن التنفيذ الكامل للاتفاق تأثر بشدة بقرار ترامب في عام 2018 بسحب الولايات المتحدة منه ومتابعة حملة الضغط الأقصى أحادية الجانب ضد إيران، لافتاً إلى أن سياسة الضغط الأقصى التي انتهجتها إدارة ترامب "فشلت"، لأن اجماع المشاركين أبقى الاتفاقية حية، والآن أصبح الاستمرار في هذا العمل أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وتوقفت المفاوضات النووية المباشرة بين إيران ومجموعة 4+1 بمشاركة أمريكا لإحياء الاتفاق النووي في مارس/آذار الماضي، دون حصول تقدم.
كما فشلت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في أواخر يونيو/حزيران الماضي في العاصمة القطرية الدوحة.
وأعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الثلاثاء، في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنه "وضع نصًا جديدًا يأخذ في الاعتبار مخاوف الجانبين في المفاوضات النووية".
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الخميس أن الولايات المتحدة ستستجيب بسرعة كبيرة لاقتراح الاتحاد الأوروبي الجديد لكسر الجمود في المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وأن واشنطن على اتصال مع شركائها الأوروبيين بشأن ذلك.
وقال برايس "إن نص الاقتراح الجديد الذي قدمه جوزيب بوريل يستند إلى الاتفاقية التي تم وضعها في المفاوضات المكثفة للدول المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا وكان مطروحًا على الطاولة منذ مارس الماضي، ومرة أخرى اعتبر إيران سببًا لعدم العودة إلى الاتفاق النووي".
وفي غضون ذلك، لم يتضح بعد موقف إيران من اقتراح منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الجديد.