مارجريت تاتشر وخلافة جونسون.. إرث المحافظين ينافس
رغم انحسار السباق لخلافة بوريس جونسون في رئاسة حزب المحافظين البريطاني بين اثنين، لكن هناك متنافسا ثالثا: مارجريت تاتشر.
هيمنت رئيسة الوزراء السابقة الراحلة على المشهد في بريطانيا في الثمانينيات، وتركت إرثًا ضخما مثيرا للجدل.
يقول منتقدوها إن كانت سببا في تقويض الروابط الاجتماعية وتدمير المجتمعات الصناعية في البلاد. لكن حزب المحافظين الحاكم، اعتبر تاتشر رمزًا وإلهامًا أعادت بريطانيا مجددا لقيادة العصر الحديث، وفقا لوكالة أسوشيتد برس
خلال السباق لخلافة بوريس جونسون كزعيم للمحافظين ورئيس للوزراء، زعمت كل من وزيرة الخارجية ليز تروس ووزير الخزانة السابق ريشي سوناك أنهما يجسدان قيم تاتشر، التي توفيت في عام 2013 عن عمر يناهز 87 عامًا.
وردا على سؤال حول أعظم رئيس وزراء لبريطانيا؟ قال كلا المرشحين دون تردد تاتشر.
ويرى المحللون أن محاولة المرشحين لرئاسة الحزب التمسح بتاتشر يعود إلى إنجازاتها الكبيرة، حيث قادت المحافظين إلى ثلاثة انتصارات متتالية في الانتخابات ولم تُهزم قط في صندوق الاقتراع. لكن الحزب أسقطها في النهاية - مثل جونسون - من في عام 1990 بعد 11 عامًا في السلطة.
ويرى المؤرخ ريتشارد فينن من جامعة كينجز كوليدج لندن، ومؤلف كتاب "بريطانيا تاتشر": "لقد فشل كل زعيم محافظ منذ مارجريت تاتشر".
فخسر جون ميجور الانتخابات ورئاسة الحزب عام 1997، وحافظ القادة الثلاثة بعده على حزب المحافظين في صفوف المعارضة. واستقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عقب استفتاء عام 2016 الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فيما فشلت خليفته تيريزا ماي بسبب الاقتتال الداخلي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأقال نواب الحزب جونسون بعد عدد من الفضائح الأخلاقية.
في المقابل شهد عقد تاتشر في السلطة، الحرب والسلام والازدهار والانهيار، فقد كانت زعيمة في زمن الحرب هزمت الأرجنتين في حرب جزر فوكلاند، وكانت الديمقراطية التي وقفت في وجه الاتحاد السوفيتي وشهدت نهاية الحرب الباردة ، والرأسمالية التي هاجمت النقابات وأطلقت العنان لقوة الأسواق المالية.
سيتم انتخاب الزعيم البريطاني الجديد من قبل حوالي 180 ألف عضو من أعضاء حزب المحافظين، الكثير منهم يعتبر تاتشر بطلة.
قامت تاتشر بخصخصة الصناعات المملوكة للدولة، وبيع المساكن العامة وهزمت عمال مناجم الفحم في بريطانيا بعد إضراب مرير استمر لمدة عام. وتحت قيادتها، أغلقت المصانع وطرد ملايين العمال، خاصة في شمال إنجلترا.
وأشار التقرير إلى أن جونسون، الذي يعتبر المحافظ ونستون تشرشل، لا تاتشر، مثله الأعلى، حقق فوزًا انتخابيًا كبيرًا عام 2019 بالحصول على دعم على الناخبين في المدن الغنية في شمال إنجلترا الذين لم يفكروا مطلقا في دعم المحافظين من قبل.
ولذا يرى المحللون أنه ينبغي على خليفة جونسون ألا يشيد بتاتشر إذا كان يأمل في الاحتفاظ بأصوات تلك المقاطعات الشمالية، حيث لا يزال الناس يتحدثون عن إغلاق المصانع والمناجم"وعن تأثير ذلك على مجتمعاتهم، وعن الطريقة التي مزقت بها حياة السكان".
وقال فينن: "هذا ليس تاريخًا قديمًا لبعض هؤلاء الناس". "هذه هي تجربتهم الحية."
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA= جزيرة ام اند امز