بوريطة لـ"العين الإخبارية": الاعتراف الأمريكي تحول محوري بملف الصحراء
قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء تحول محوري؛ لكونها فاعلا مُؤثرا في القرار الدولي.
وأوضح بوريطة، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الحدث الأساسي اليوم، هو اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، واصفاً إياها بـ"القوة العظمى، والفاعل المُؤثر في القرار الدولي".
ولفت إلى أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي في سياق تتزايد فيه المواقف الدولية الداعمة لمغربية الصحراء.
وأشار إلى أن هذا الموقف الأمريكي التاريخي، جاء بعد سلسلة من الاتصالات بين العاهل المغربي الملك محمد السادس، والإدارة الأمريكية، طيلة ثلاث سنوات، تُوجت بهذا الإعلان التاريخي الذي يُعد تحولاً محورياً في مسار ملف الصحراء المغربية.
استئناف دون تخلي
وفي الوقت الذي أكد بوريطة لـ"العين الإخبارية" أن الرباط وتل أبيب ستشهدان إعادة فتح مكاتب الاتصال الخاصة بالبلدين، شدد على أن ذلك لا يعني التخلي أو مقايضة القضية الفلسطينية.
وأوضح أن المغرب لا يُمكنه أن يتخلى أبداً عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكداً وقوف المغاربة ملكاً وحكومة وشعباً إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين.
وأكد على أن بلاده كانت سباقة للانخراط في عملية السلام، إذ لعبت دوراً تاريخياً منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وقال إن المملكة المغربية وظفت الجالية اليهودية ذات الأصول المغربية من أجل خدمة القضية الفلسطينية.
وأعقب بالقول أن "الخصوصية المغربية تكمن في انخراطه بشؤون الشرق الأوسط دون أن تكون له مصلحة مباشرة".
ولفت إلى أن هذا المبدأ، جعل المغرب يحظى بالمصداقية التي تجسدت في اتصال العاهل المغربي بالرئيس الفلسطيني بغية تأكيد ثوابت الموقف المغربي من حل الدولتين والمفاوضات بين الطرفين.
700 ألف مغربي بإسرائيل
وأوضح الوزير أن المغرب البلد الوحيد الذي لديه مواطنون يهود يُقيمون بترابه، ويُؤدون شعائرهم الدينية بكُل أريحية.
وكشف أن عدد المغاربة اليهود المتواجدين في إسرائيل يتجاوز الـ 700 ألف يهودي من أصل مغربي، لافتا إلى أن الدستور المغربي يقول إن الرافد العبري واحد من روافد الهوية المغربية إلى جانب الهوية العربية والأمازيغية والحسانية.
وزاد أن لليهود المغاربة في إسرائيل روابط وثيقة مع بلدهم الأم، إذ يأتون في إطار احتفالات دينية وعائلية.
وشدد على أن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، له نفس المسؤولية تُجاه المغاربة المسلمين واليهود.
وقال إن مغاربة إسرائيل يزورون بلادهم باستعمال جواز سفر إسرائيلي، وهو الشيء الذي قد يُثير حرجاً في بلدان عربية أخرى. ليُعلق: "إلا أن المغرب له خصوصية فريدة".
ولفت إلى أن بلاده كانت دائما تستعمل هذه الخصوصيات والثوابث، للدفع بالسلام والدفع بتقارب وجهات النظر.
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ترامب إن الجانبين اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مؤكدا أن الخطوة تعد إنجازا هائلا للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن استقلال الصحراء الغربية ليس حلا واقعيا، وأنه يدعم إقامة حكم ذاتي تحت مظلة مغربية. كما قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية لها في مدينة الداخلة.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة، وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات من إسرائيل وإليه لكل مواطنيه.
وتأتي الخطوة المغربية بعد أسابيع من توقيع الإمارات منتصف سبتمبر/أيلول الماضي معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، في خطوة شجاعة أسهمت في دفع البحرين والسودان إلى نهج ذات الطريق، الأمر الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويسهم في دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.