كشفها 5400 يورو.. معلومات لا تعرفها عن "طليقة" بوتفليقة
كشفت تقارير جزائرية رسمية، للمرة الأولى عن اسم الزوجة السابقة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وكانت حياة الرئيس الجزائري السابق مليئة بجوانب خفية وسرية بعيدة عن الأضواء، لكن التقارير الأخيرة فضحت هذا الجانب من حياة الرجل الذي حكم البلاد لنحو 20 عاما.
"المهدي المنتظر يطعن بوتفليقة".. أغرب جريمة بمحاكم الجزائر
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه الجزائريون أن من كان يحكم بلادهم "رئيس أعزب"، أنهت عملية جرد دقيقة لسفارة الجزائر بباريس الغموض حول جانب مخفي من الحياة الشخصية لبوتفليقة.
ووفق ما ذكرته مختلف وسائل الإعلام المحلية، فقد ظهر لبوتفليقة زوجة اسمها "آمال تريكي" كانت ضمن الطاقم الدبلوماسي بالسفارة الجزائرية في فرنسا.
لكن فضح حقيقة وجودها واسمها تم الكشف عنه في سياق "فضيحة فساد" جديدة لأركان نظام بوتفليقة، مثل التي رافقت معظم أركانه كشقيقه ومستشاره الخاص السعيد بوتفليقة الذي كان الاسم الأبرز من تلك "العائلة الرئاسية" والأكثر إثارة للجدل.
وطبقا لوسائل الإعلام الجزائرية، تمكن السفير الجزائري في فرنسا محمد عنتر داوود من استرجاع 44 ملكية من أملاك الدولة الجزائرية كان يشغلها مقربون من الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.
وكشفت عملية الجرد والتحقيقات عن أن جميع هؤلاء المقربين من بوتفليقة في السفارة كانوا يحصلون على امتيازات كبيرة بطريقة غير قانونية لمدة 18 سنة كاملة، وذلك من 2001 إلى 2019، أي بعد نحو عامين من تولي الرئيس السابق مقاليد الحكم بالبلاد.
وكان من بين أولئك المسؤولين والمقربين، زوجته "السرية التي تدعى آمال تريكي، حيث تقاضت راتباً شهرياً بقيمة 5400 يورو، وكذا وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي، الذي كان يتلقى راتباً شهرياً بـقيمة 9 آلاف يورو شهرياً "دون شغل أي وظيفة معينة.
كما أظهرت التحقيقات أن زوجة بوتفليقة حصلت على سيارة بأرقام دبلوماسية طوال هذه الفترة مع مقابل بدل الإيجار.
ومن بين العقارات التي تم استرجاعها التابعة للسفارة، شقق وبطاقات دبلوماسية كان يمتلكها محمد بجاوي، وزير الخارجية الأسبق (2005 – 2007)، وتعويضات مالية أخرى مقابل الإيجار.
وقرر السفير الجزائري تجريد زوجة بوتفليقة وكل المقربين منه من كل الامتيازات التي حصلوا عليها وتمتعوا بها لـ18 سنة من حكمه للبلاد.
ورغم بروز اسم الزوجة الحقيقية للرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن المعلومات عن هذه الشخصية "السرية" بقيت شحيحة باستثناء ما تم تأكيده بأنها كانت تعمل بوزارة الخارجية الجزائرية.
طليقة بوتفليقة
وحصلت "العين الإخبارية" على بعض المعلومات من مصادر جزائرية مطلعة تكشف حقيقة الزوجة السابقة آمال تريكي.
وقالت المصادر إن "تريكي" تبلغ من العمر 53 عاماً، ومن مواليد 1968، وهي ابنة الدبلوماسي الأسبق يحيى تريكي.
ووفق المصادر ذاتها، فقد تزوجت آمال تريكي من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عام 1990 وهي الفترة التي لم يتول فيها أي منصب في الجزائر، قبل أن يحدث الطلاق بينهما في 2002 عندما كان رئيسا للجزائر، لأسباب بقيت مجهولة.
ورغم الطلاق احتفظت آمال التريكي بـ"لقب زوجة الرئيس" بمقر السفارة الجزائرية بباريس وهو اللقب الذي منحها امتيازات خاصة.
حياة مثيرة
وبوتفليقة الذي عُرف بدهائه وحنكته الدبلوماسية والسياسية، منذ أن كان وزيرا لخارجية الجزائر (1962 – 1978) ثم رئيساً للبلاد (1999 – 2019)، لطالما أثارت حياته الشخصية الكثير من الجدل حتى بعد استقالته وانسحابه من الحكم "مجبراً لا مخيراً".
ومنذ النصف الثاني من حكمه للجزائر تولت أسماء من عائلته صفة "مستشارين في الرئاسة"، بينهم شقيقته الكبرى "زهور" التي عرف عنها بأنها كانت مشرفة على "أكل الرئيس" ثم على وضعه الصحي بعد تدهور حالته في 2013.
وكذا شقيقه "مصطفى" وهو الطبيب المختص في أمراض الأنف والحنجرة والذي توفي في 2010 بعد إصابته بمرض عضال، وعُرف عنه تواضعه "وعدم تلطخ اسمه في قضايا فساد".
بالإضافة إلى 3 أشقاء آخرين، وهم المحامي "عبد الغني" الذي توفي في فبراير/شباط الماضي، وكذا شقيقه الأصغر "ناصر" الذي كان يشتغل منصب "أمين عام لوزارة التكوين المهني" ولازال مرافقاً للرئيس السابق.
أما أكثر أسماء أشقاء بوتفليقة الذين أثاروا الجدل وكانوا سبباً في ثورة ملايين الجزائريين ضد رئيسهم السابق هو شقيقه "السعيد" الذي شغل منصب مستشاره الخاص، حتى تكشفت الحقائق بأنه "كان الحاكم الفعلي للجزائر من وراء الستار" منذ ولاية بوتفليقة الرابعة من 2014 إلى عام 2019.
ولم تخل حياة بوتفليقة من القصص الغريبة وفضائح الفساد المدوية التي ارتبطت بعهده وحتى باسمه، ولعل "ابنته المزيفة" التي اشتهرت بـ"مدام مايا" واسمها الحقيقي زليخة نشناشي، كانت واحدة من أوجه تلك الحياة الغامضة التي رافقت مشوار بوتفليقة السياسي طوال 57 عاماً بينها 20 سنة في حكم الجزائر.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز