مقاطعة منتجات تركيا.. الشركات السعودية تصعد والمغردون يوثقون
الشركات السعودية تصعد من حملة مقاطعتها للمنتجات التركية رفضا للسياسات العدائية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد بلادها
صعدت الشركات السعودية من حملة مقاطعتها للمنتجات التركية رفضا للسياسات العدائية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد بلادهم ودعمه للإرهاب وتدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وأعلنت شركات سعودية كبرى ومتوسطة وصغيرة ومحال بيع تجزئة والعديد من المقاهي مقاطعتها المنتجات التركية ووقف استيرادها وبيعها وتداولها وتوفير بدائل من المنتجات الوطنية ومنتجات الدول الشقيقة والصديقة.
وتصدر هاشتاق #حمله_مقاطعه_المنتجات_التركيه ترند الأعلى تغريدات في السعودية، اليوم السبت، وذلك ضمن سلسلة هاشتاقات تدعو للمقاطعة، تصدرت الترند منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
ووثق المغردون نجاح المقاطعة بنشر مقاطع فيديو لإزالة المنتجات التركية من أرفف المجمعات التجارية ومقاطع لشركات أعلنت مقاطعتها تفاعلا مع حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات التركية.
بدائل وطنية
ومن أبرز الشركات التي أعلنت مقاطعتها، أسواق عبدالله العثيم، وأسواق الوطنية وأسواق ريسان بالمدينة المنورة.
وفي هذا الصدد، قالت أسواق الوطنية في حسابها بموقع تويتر: "نحن في #أسواق_الوطنية لا نبيع المنتجات التركية، ونؤكد على عدم تعاملنا مع أي شركات تركية في أي مجال، وذلك تضامناً مع الحملة الشعبية ضد تصرفات حكومة تركيا تجاه وطننا الغالي".
بدورها نشرت "أسواق عبدالله العثيم" بيانا إلحاقيا لبيان سابق أعلنت فيه مقاطعتها منتجات تركيا، أكدت فيه أنها قامت بتوفير بدائل لتلك المنتجات.
وشددت، في الوقت ذاته، أن قيادتنا وحكومتنا وأمننا هم خط أحمر لا يقبل المساس، موجهين التحية والاحترام للشعب التركي الشقيق بعيدًا عما تقوم به حكومته من تصرفات شائنة.
ونشر المغرد السعودي الشهير بن عويد مقطع فيديو يوثق فيه مقاطعة أسواق ريسان بالمدينة المنورة للمنتجات التركية.
وظهر في المقطع لافتات وضعها المركز في واجهته وداخله كتب عليها "من واجب وطني يعتذر مركز ريسان عن بيع المنتجات التركية".
ووجه بن عويد الشكر للمركز لتفاعله مع الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا.
كما أعلن ملاك مجموعة من المقاهي مشاركتهم في حملة المقاطعة، وفي هذا الصدد قال "تووز كافيه" في حسابه بتويتر: "انطلاقاً من واجبنا الوطني كأبناء وتجار هذا الوطن الغالي فإن إدارة (تووز كافيه) تعلن عن إيقاف تعاملها مع كافة المنتجات التركية والمشاركة في #حملة_مقاطعة_المنتجات_التركية".
لا حياد في حب الوطن
بدوره قال "زحمة كافيه": "تضامناً مع #الحمله_الشعبية_لمقاطعة_تركيا وإيماناً منا بواجبنا الوطني والتزامنا كأبناء لهذا الوطن الغالي؛ وكوننا جزءا من قطاع التجارة، فإننا نعلن نحن #زحمه_كافيه إيقاف تعاملنا مع كافة المنتجات التركية والانضمام لـ#حمله_مقاطعه_المنتجات_التركيه".
الكثير من المتاجر الخاصة بالمنتجات الزراعية أعلنت بدورها الانضمام للحملة.
وفي هذا الصدد غرد متجر الزراعة المنزلية للبذور معلنا "إلغاء استيراد البذور ولوازم الزراعة التركية المقررة للمتجر".
في السياق نفسه أعلن "الجرودي للحبوب والأعلاف" أنه "تضامناً مع الحملة الشعبية لمقاطعة النظام المفسد تم سحب المنتجات التركيه من محلاتنا ونعتذر عن توفيرها".
بدوره أعلن حسن بن حمود أن مكتبه الذي يعمل في مجال الشحن "يعلن وبشكل نهائي عن عدم استقبال أي شحنات إلى تركيا".
وتفاعل المغردون مع الشركات التي أعلنت مقاطعتها ووجهوا الشكر لها ودعوا لدعمها، وطالبوا بقية الشركات بسرعة الانضمام لها.
مقاطعة مؤلمة
على مدار الأعوام الماضية، تتجدد الدعوات للمقاطعة، رفضا لسياسات أردوغان، فيما بدأت المقاطعة الشعبية تأخذ منحى أكثر تصعيدا وتنظيما مع بداية الشهر الجاري.
جاء ذلك في أعقاب دعوة عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلى "المقاطعة لكل ما هو تركي، سواء على مستوى الاستيراد أو الاستثمار أو السياحة".
والأربعاء، جدد عجلان دعوته للمقاطعة، في تغريدة قال فيها: "أقولها بكل تأكيد ووضوح: لا استثمار، لا استيراد، لا سياحة، نحن كمواطنين ورجال أعمال لن يكون لنا أي تعامل مع كل ما هو تركي".
وفقا للأرقام التي نقلتها وكالة بلومبرج عن هيئة الإحصاء السعودية، فقد هوت قيمة الواردات السعودية من المنتجات التركية إلى 9.47 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 12.74 مليار دولار في 2015.
وتراجعت واردات السعودية خلال أول 8 أشهر من 2020 بشكل مهول إلى 1.91 مليار دولار وفقا لبلومبرج، وهو ما يؤكد بوار المنتج التركي في الأسواق السعودية.
وتتعدد العلامات التجارية للمنتجات التركية التي تتم مقاطعتها، ولكن وفقا للأرقام فإن أغلبية المنتجات هي للسجاد والمنسوجات والمواد الكيميائية والحبوب والأثاث والصلب.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، غرد الآلاف للتحذير من تلك المنتجات، خاصة في ظل توافر بدائل عديدة لها بجودة أعلى وأسعار أكثر تنافسية، ورصد المغردون قائمة تضم 86 علامة تجارية تركية.
وقال المغردون إنه يمكن تمييز المنتجات التركية من خلال "الباركود" الذي يبدأ برقم 869.
ويأمل المشاركون في أن تستمر الحملة حتى تحقق أهدافها بالكامل، في ظل التأكيد على فعالية المقاطعة كوسيلة ناجحة في مواجهة صلف أردوغان.
وأسهم نجاح الحملة في السعودية، ومشاركة أكبر المراكز والأسواق التجارية السعودية، في انتقالها سريعًا إلى دول عربية أخرى، منها الإمارات ومصر والمغرب، وغيرها، وانتشرت الحملة على أوسع نطاق، احتجاجاً على سياسات تركيا ودعمها للإرهاب، وكذلك تدخلاتها في الشؤون العربية.