مهرجان فينيسيا السينمائي 2025.. براد بيت يروي مأساة الطفلة «هند» في غزة

انضم النجمان براد بيت وهوكين فينيكس إلى نخبة من صناع السينما لدعم فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية The Voice of Hind Rajab كمنتجين تنفيذيين، قبل عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي يوم 3 سبتمبر/أيلول، على أن ينتقل بعد أيام إلى مهرجان تورونتو السينمائي.
يحظى الفيلم بدعم لافت من أسماء كبيرة بينها المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، الممثلة روني مارا، المخرج البريطاني جوناثان غليزر، إضافة إلى شريكي براد بيت في شركة "بلان بي" ديدي غاردنر وجيريمي كلاينر، ما يعزز حضوره على الساحة السينمائية العالمية.
قصة هند رجب في غزة
الفيلم يستند إلى حادثة حقيقية صدمت العالم في يناير/كانون الثاني 2024، حين كانت الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة ستة أعوام، تحاول النجاة مع عائلتها من حي تل الهوى في غزة تحت وابل من القصف الإسرائيلي. السيارة التي تقلهم تعرضت لإطلاق نار كثيف، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا بداخلها ما عدا هند، التي وجدت نفسها وحيدة وسط الركام وجثث ذويها.
بشجاعة غير متوقعة لطفلة في عمرها، أمسكت هند بهاتف واتصلت بفرق الهلال الأحمر الفلسطيني، وظلت على الخط لأكثر من ساعة تستنجد طلباً للنجدة. الفريق الطبي نسق مع الجيش الإسرائيلي لمحاولة إنقاذها، لكن عند وصول سيارة الإسعاف، قُتل المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون، وانقطع الاتصال بالطفلة. وبعد اثني عشر يوماً، عُثر على السيارة محطمة ومليئة بآلاف الطلقات، وبداخلها جثث هند وعائلتها وطاقم الإسعاف. تحقيقات مستقلة لاحقاً أكدت أن الدبابة الإسرائيلية أطلقت النار من مسافة تراوحت بين 13 و23 متراً.
هذه الواقعة أصبحت رمزاً لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في الحرب، وأدت إلى تأسيس مبادرة حقوقية باسم "مؤسسة هند رجب" في بروكسل لمقاضاة المسؤولين عن استهدافها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
اللغة السينمائية للفيلم
كوثر بن هنية بنت فيلمها على التسجيل الصوتي الأصلي لمكالمة هند مع الهلال الأحمر، وصاغته داخل بناء درامي محكم يظل في مكان واحد. لا مشاهد مباشرة للعنف أو الدمار، بل يتركز الفيلم على الصوت: أنفاس الطفلة، ارتباكها، محاولات المتطوعين لطمأنتها، وصمت طويل يثقل كل لحظة.
الإضاءة الداكنة والزوايا الضيقة تعكس الانغلاق والعزلة، فيما يوظف المونتاج إيقاعاً بطيئاً يجعل المشاهد يعيش لحظة الانتظار التي عاشتها هند. تتحول الشاشة إلى مساحة سماع لا رؤية، حيث يواجه المتفرج المأساة عبر تخيله الشخصي لما يحدث خارج الكادر، ما يزيد من وقع القصة على الجانب العاطفي.
المخرجة تصف الفيلم بأنه محاولة لتثبيت الذاكرة السينمائية في مواجهة النسيان، مؤكدة أن "السينما قادرة على مقاومة زخم الأخبار وتحتفظ بما قد يُمحى من الذاكرة الجماعية".
حضور فينيسيا
بعد أن نافست بن هنية على جوائز الأوسكار بفيلمي Four Daughters (2023) وThe Man Who Sold His Skin، تقدم في هذا العمل تجربة فنية وإنسانية استثنائية. عرضه في مهرجان فينيسيا يأتي وسط توقعات بأن تكون الحرب الجارية في غزة حاضرة بقوة على السجادة الحمراء، حيث خطط ناشطون لتنظيم تظاهرة داعمة لفلسطين بالتزامن مع العروض.