دماغ فاقدي اليدين تتكيف مع أصابع أقدامهم
بالنسبة لجميع الناس تقريبًا، يتم تمثيل أصابع اليد دائمة الاستخدام من خلال قسم صغير من الدماغ، بينما لا يوجد تمييز لأصابع القدم في المخ.
كشفت دراسة بريطانية أجريت على ثلاثة من الرسامين أصحاب الهمم الذين فقدوا أيديهم ويستخدمون القدم في الرسم، أن استخدام الأقدام لتقوم بوظائف اليد يمكن أن يسبب خرائط منظمة لأصابع القدم في الدماغ، وهو أمر لم يوثق في أي دراسة أجريت من قبل.
وبالنسبة لجميع الناس تقريبًا، يتم تمثيل أصابع اليد دائمة الاستخدام من خلال قسم صغير من الدماغ، بينما لا يوجد تمييز لأصابع القدم في مناطق المخ، وكان السؤال الذي طرحه الباحثون: وماذا عن الذين فقدوا أيديهم ويستخدمون القدم في أداء بعض وظائف اليد؟
للحصول على إجابة في الدراسة التي قادها باحثون من معهد UCL للعلوم العصبية المعرفية وجامعة أكسفورد البريطانية، ونشرت في دورية "Cell Reports"، تم تجنيد ثلاثة رسامين محترفين في المملكة المتحدة يمسكون بفرشاة التلوين بين أصابع القدم، كما يستخدمون أصابع القدم بانتظام للمهام اليومية مثل ارتداء الملابس واستخدام أدوات الكتابة، بالإضافة إلى 21 شخصًا يستخدمون اليدين وعملوا كمجموعة مراقبة.
وخضع المشاركون لمسح فائق الدقة بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ أثناء الرسم بالقدم، وتبين أن أجزاء محددة في الدماغ تفاعلت بوضوح مع أصابع القدم، وشوهدت خرائط دماغية تتألف من أصابع قدم الفنانين، وأظهرت الدراسة أن أقدام رسامي القدمين كانت ممثلة في المخ بطريقة "تشبه اليد" .
وتتوافق هذه النتيجة مع دراسة أخرى وجدت أن منطقة اليد بالمخ تعتاد على دعم أجزاء الجسم المستخدمة للتعويض عن الإعاقة، مثل الشفاه أو القدمين أو الذراعين للأشخاص الذين ولدوا بيد واحدة فقط.
وقال بيتر لونغستاف، أحد رسامي القدمين الذين شاركوا في الدراسة، إنه كان مفتونًا بمعرفة كيف تطور دماغه بشكل مختلف بسبب الطريقة التي استخدم بها قدميه.
وأضاف "لقد استمتعت بمساعدة العلم من خلال توضيح كيف أن معظم الناس لا يعتادون على إمكاناتهم الكاملة، وآمل أن تشجع النتائج الآخرين على التفكير في طرق غير تقليدية للتأقلم مع الحياة دون استخدام الأيدي".