هزيمة بولسونارو بالبرازيل.. الصمت يثير مخاوف الشارع
أثار رفض الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، رغم اعتراف كبار مساعديه، قلقا واسعا في البرازيل.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن رسائل التهنئة بفوز لولا دا سيلفا بالانتخابات الرئاسية تدفقت من جميع أنحاء العالم، سواء من الولايات المتحدة والهند أو روسيا والصين، لكنها لم تصله من شخص واحد فقط، هو الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
وأشارت الصحيفة إلى أن قائد الجيش السابق، البالغ من العمر 67 عامًا، حذر العام الماضي بأن النتيجة الوحيدة للسباق الرئاسي هذا العام ستكون إعادة انتخابه أو اعتقاله أو وفاته، وهو ما أثار قلقا واسعا من اندلاع أعمال العنف في رابع أضخم ديمقراطية في العالم.
وحذر بولسونارو، الذي يعتبر زعيما يمينيا متطرفا ويعلن دعمه دونالد ترامب واصفا إياه بالصديق، خلال الحملة الانتخابية من أن الانتخابات ستشهد عمليات تزوير، وقال في مقابلة في أغسطس / آب، قال إنه "لن يقبل النتائج إلا إذا جرت بنزاهة".
ولم يقدم بولسونارو أو وحلفاؤه من الأدلة ما يدعم تأكيداته، ما أثار مخاوف بين مؤيدي دا سيلفا والدبلوماسيين والمنظمات الحقوقية من اندلاع أحداث مشابه للسادس من يناير/ كانون الثاني في البرازيل.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تصريحات بولسونارو دفعت الملايين من أنصاره إلى التشكيك في نزاهة الانتخابات، واستعداد الكثير منهم للنزول إلى الشوارع تحت قيادة الزعيم اليميني للاحتجاج على نتائج الانتخابات.
لكن أقرب حلفاء الرئيس، من الوزراء السابقين في حكومته إلى السياسيين البارزين، بما في ذلك آرثر ليرا، الذي يرأس مجلس النواب بالكونغرس البرازيلي، أقروا نتيجة جولة الإعادة يوم الأحد، بفوز دا سيلفا بنسبة 50.9 بالمائة من الأصوات، بواقع 2.1 مليون صوت متفوق على بولسونارو، الذي حصل على 49.1 بالمائة.
ودعا حلفاء بولسونارو إلى الاعتراف بفوز دا سيلفا، وهو زعيم نقابي سابق يبلغ من العمر 77 عامًا خدم فترتين كرئيس بين عامي 2003 و2011، وعودته مجددا لقيادة هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 215 مليون نسمة.
بخسارته الانتخابات أصبح السيد بولسونارو أول رئيس يفشل في الفوز بولاية ثانية في غضون 25 عامًا منذ التعديل الدستوري الذي يسمح للرئيس بالترشح لولاية ثانية.
ولقي بولسونارو معارضة قوية داخل البرازيل بسبب تعامل حكومته مع جائحة كوفيد -19، التي أودت بحياة ما يقرب من 700 ألف برازيلي.
في المقابل أكد دا سيلفا في خطاب النصر الذي ألقاه ليلة الأحد من أحد فنادق ساو باولو، على أهمية الوحدة في بلد يعيش حالة من الاستقطاب، قائلا "نحن دولة واحدة، شعب واحد، بلد عظيم."
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز