تفاقم أزمة الخبز في السودان وترقب لتحرك حكومي
أزمة الخبز في السودان تتفاقم وسط ترقب من المواطنين لحلول حذرية كان قد أعلنها رئيس البلاد عمر البشير خلال خطاب عيد الأضحى المبارك.
تفاقمت أزمة الخبز التي يشهدها السودان لأكثر من أسبوعين، وسط ترقب من المواطنين لحلول حذرية للضائقة المعيشية كان قد أعلنها رئيس البلاد عمر البشير خلال خطاب عيد الأضحى المبارك.
وتباينت مواقف المواطنين السودانيين في التعاطي مع أزمة الخبز، فبعضهم اختار الوقوف في الصفوف أمام المخابز لساعات طوال للحصول على أعداد قليلة من الخبز، بينما لجأ آخرون إلى الأطعمة المصنوعة من الذرة والتي تواجه بدورها غلاء فاحشاً.
وقال رئيس لجنة الصناعة في البرلمان السوداني، عبد الله علي مسار إن أزمة الخبز سببها توقف جميع مطاحن القمح في البلاد باستثناء مطحن واحد، بحجة أن أسعار بيع الدقيق الحالية غير مجدية.
وأشار إلى أن وزارة المالية التزمت بدفع مبلغ 250 جنيهاً مقابل كل جوال دقيق للمطاحن كـ(فرق سعر) ومن المنتظر استئناف العمل.
وأوضح مسار في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن السودان يستهلك 100 ألف جوال دقيق في اليوم، ومن المقرر أن تدفع وزارة المالية مبلغ 25 مليون جنيه نحو 625 ألف دولار يومياً للمطاحن "فرق سعر"، لافتاً إلى أنه من خلال اتصالات أجراها مع المطاحن تأكد من وجود كميات مقدرة من القمح تكفي حاجة البلاد لعدة أشهر مقبلة.
وأشار إلى أن توقف المطاحن أدى إلى تقليص حصص المخابز من الدقيق بنسب كبيرة ما أدى لنشوب الأزمة، ووعد بالمتابعة مع الوزراء المعنيين في الجهاز التنفيذي إلى حين انتهاء الأزمة.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية فإن السودان يستهلك مليون و800 طن قمح سنوياً بنحو ملياري دولار، وهو ما دفع الحكومة إلى تقليص الدعم الموجه للسلعة الاستراتيجية في موازنة العام المالي 2018م.
وفي مطلع العام الجاري فتحت الحكومة السودانية المجال أمام القطاع الخاص لاستيراد القمح، لكنها عادت بعد نحو شهر من اعتماد الموازنة وتوالت عملية استيراد القمح في أعقاب حدوث ندرة خبز مماثلة.
وتعترف حكومة الخرطوم، بوجود نقص في احتياطات النقد الأجنبي أدى إلى تراجع قيمة العملة الوطنية إلى مستويات قياسية، وبلغ الدولار الأمريكي 44 جنيهاً في السوق السوداء فيما تصاعدت معدلات التضخم لتقترب من حاجز 64% وفق آخر إحصائية رسمية.
ويشهد السودان حالة من الترقب لإعلان حزمة معالجات حكومية للخروج من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والتي من بينها نقص الخبز.
ويرى الخبير الاقتصادي السوداني صديق كبلو أن أزمة الخبز تعد جزءا يسير من الضائقة الاقتصادية التي تواجه البلاد منذ مطلع العام الجاري.
وشدد كبلو خلال حديث لـ"العين الإخبارية" على ضرورة أن تبدأ الحلول بإبعاد المتسببين في الأزمة، ومن ثم العمل بشكل جدي في زيادة الإنتاج من خلال مشروعات إنتاجية وتهيئة بيئة الاستثمار وتبني التسهيلات اللازمة.