أسعار الخبز تتضاعف بالسودان.. أسرار الصعود الكبير
طبقت المخابز السودانية، زيادات كبيرة على أسعار الخبز تصل إلى 100% في بعضها، في خطوة تعكس مزيد من التراجع لاقتصاد البلاد.
وأكد مسؤول في وزارة التجارة السودانية خروج الحكومة نهائياً من سوق الخبز ورفعت الدعم كلياً عن السلعة التي أصبحت تخضع لتقلبات السوق الحرة.
وقال المسؤول لـ"العين الإخبارية" مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن الحكومة لا تتدخل في تسعيرة الخبز والأمر متروك برمته إلى المخابز التي سوف تبيع الرغيف للمستهلك وفق تكاليف إنتاجه.
ولم يحدد المسؤول على وجه الدقة الموعد الذي حررت فيه الحكومة السودانية الدقيق بشكل كامل.
وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول سوداني عن خروج الحكومة بشكل كامل عن سلعة الخبز الاستراتيجية، وكانت روشتة الإصلاح التي طبقتها الخرطوم بإشراف صندوق النقد الدولي أقرت رفع الدعم الحكومي عن القمح بشكل متدرج.
وفي منتصف العام الماضي، خصص السودان مخابز تبيع الرغيف بالسعر التجاري وأخرى مدعومة وتلاشت الأخيرة تدريجياً وأغلقت أبوابها تماما مع حلول 2022.
وارتفعت أسعار الخبز في ولاية الخرطوم الإثنين، من 25 إلى 40 و50 جنيها سودانياً في بعض المخابز في نسب زيادة متفاوتة تتراوح بين (80 -100%).
وقال علي الزين، صاحب مخبز بمدينة أم درمان لـ"العين الإخبارية" إن لا سبيل أمامهم غير تطبيق زيادة على سعر الخبز لتغطية تكاليف الإنتاج العالية، لافتاً إلى أن جوال الدقيق ارتفع من 16 ألف إلى 27 و28 ألف جنيه.
وأوضح أيضاً أن سعر لتر غاز الطهي الذي تعمل به غالبية المخابز ارتفع من 48 ألف إلى 75 الف جنيه، فيما زاد سعر "جركن" الزيت من 12 ألف إلى 20 ألف جنيه.
وأشار إلى تكاليف أخرى كأجور العاملين والجبايات المحلية وإيجار المحال، كل ذلك يجعل زيادة أسعار الخبز منطقية مقارنة بكلفة الإنتاج.
أما المتحدث الرسمي لتجمع أصحاب المخابز بالسودان عصام الدين عكاشة، يعزي رفع سعر الخبز في بلاده إلى زيادة سعر القمح عالمياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهما أكبر دولتين في العالم إنتاجاً للقمح.
وقال عكاشة في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن السودان يستورد 95% من الكمية التي يستهلكها في العام والبالغة 2.2 مليون طن، من روسيا وأوكرانيا.
وأكد أن الإنتاج المحلي من القمح لا يتعدى 500 ألف طن سنويا، وأشار الى أن الحكومة خرجت تماماً عن دعم الخبز وهي لا تقوم بتسعيره في الوقت الراهن.
ويرى الخبير الاقتصادي أحمد خليل أن زيادة سعر الخبز واحدة من تجليات الانهيار الاقتصادي بالسودان ولا مجال لأي أسباب خارجية، فقد ارتفعت تكاليف إنتاج السلعة بشكل لافت وتآكلت قيمة الجنيه.
وقال خليل في حديثه لـ"العين الإخبارية" "هذا الانهيار الاقتصادي ستكون له تداعيات سياسية مكلفة، فقد ظهرت بعض بوادر الاحتجاج بالأقاليم، فالأوضاع أصبحت قابلة للانفجار في أي لحظة".
وأضاف "الأوضاع الاقتصادية صارت لا تطاق، والمواطن أصبح عاجزاً عن مقابلة احتياجاته الأساسية من أكل وشرب، وعلى الحكومة التدخل بشكل عاجل لتدراك أزمة الخبز".
وتراجع الاقتصاد السوداني بشكل مريع عقب توقف مساعدات دولية نتيجة قرارات اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقضت بإقالة الحكومة الانتقالية وفرض حال الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
والأسبوع الماضي، قرر السودان تعويم الجنيه، وإنشاء محاكم خاصة بمخربي الاقتصاد كخطة إسعافية تحاول إنقاذ الوضع الاقتصادي في البلاد من شبح الانهيار، لكنها تواجه تحدي اضطراب سياسي غير مسبوق.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز