الرضاعة الطبيعية.. طبيبة تكشف فوائدها للأم والطفل
الرضاعة الطبيعية كنز من الفوائد الصحية والنفسية لكل من الأمهات والأطفال، وهي عملية مفيدة للطرفين وتوفر لهما حماية صحية مدى الحياة.
ورغم أن كثيرين يركزون على أهمية حليب الأم للطفل وما يحويه من مزيج مثالي من العناصر الغذائية التي تمده بكل ما يحتاجه، فإنهم يجهلون فوائده للأمهات.
على سبيل المثال: تفرز الرضاعة الطبيعية هرمونًا يتسبب في تقلص الرحم ويساعده على العودة إلى حجمه الطبيعي، كما أنه يقلل من خطر النزيف المفرط بعد الولادة.
أيضا من فوائد هذه العملية الطبيعية أنها تحرق السعرات الحرارية الزائدة، ما يساعد الأم على إنقاص الوزن بعد الولادة، ويقلل من خطر إصابة الأمهات بأنواع من السرطان.
فوائد الرضاعة الطبيعية
الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكيريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، تحدثت عن أهمية الرضاعة الطبیعیة للأم والطفل، وكم الفوائد التي تعود على كليهما منها.
وقالت عبدالوهاب لـ"العين الإخبارية"، إن الرضاعة الطبیعیة لا غنى عنها للطفل، لكن في حالة مرض الأم يفضل البعض استبدالها بطرق أخرى، وإن كنت لا أحبذ هذا.
وأوضحت أن الأبحاث التي أجريت في هذا الشأن أثبتت مدى أهمية الرضاعة الطبيعية للطرفين.
واستشهدت بما خلص إليه أحد الأبحاث من أن الأطفال الذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية، خصوصا في أول 6 أشهر، يكونون أقل عرضة بنسبة 16% للإصابة بمرض سرطان الدم مقارنة بغيرهم ممن لم يرضعوا طبيعيا.
الطبيبة المختصة عددت فوائد الرضاعة الطبیعیة للأم والطفل، كالتالي:
- تحسن العلاقة بين الأم وطفلها
- تكسب الطفل طمأنينة نفسية
- تزيد مناعة الطفل وترفع معدلاتها جدا
- تساعد الطفل على استكمال الأجسام المضادة
- تكسب الطفل مقاومة كبيرة شديدة للعديد من الأمراض
- تقي الأم من أورام سرطانية عديدة، مثل سرطان الثدي والرحم والمبايض
- تعالج حالات اكتئاب ما بعد الولادة للأمهات
أنواع حليب الأم وفوائده
يأتي حليب الأم على 3 مراحل، كل منها مصممة وفقًا لسن الطفل ما يجعلها الغذاء المثالي منذ اليوم الأول، وهي: اللبأ، والانتقالي، والنضج.
فعندما تلد الأمهات لأول مرة لا يفرز حليب بل مادة سميكة مصفرة تدعى اللبأ، وهي مزيج حيوي من البروتينات والفيتامينات والمعادن تساعد في الحماية من البكتيريا والفيروسات الضارة، وتحفز الطفل على إنتاج الأجسام المضادة.
كما أنه يغلف أمعاء الطفل من الداخل، ويحمي جهاز المناعة لديه ويحميه أيضا من الحساسية واضطرابات الجهاز الهضمي، حيث يحفز حركة الأمعاء الأولى للطفل ويقلل من خطر الإصابة باليرقان.
التالي هو الحليب الانتقالي، صليب اللبأ والحليب الناضج، وعادة ما يتم إنتاجه في اليوم الثالث أو الرابع، حيث يشبه الحليب الممزوج بعصير البرتقال ولكن مذاقه أفضل للطفل، ويتم إنتاجه عندما "يدخل" الحليب أولاً.
يحتوي على مستويات أقل من الجلوبولين المناعي والبروتينات من اللبأ، لكنه يحتوي على المزيد من اللاكتوز والدهون والسعرات الحرارية.
بينما يتم إنتاج الحليب الناضج بين اليوم العاشر وأسبوعين بعد الولادة، وهو رقيق وأبيض، رغم أنه أحيانًا يميل إلى الزرقة قليلاً.
في حين أنه يشبه الحليب الخالي من الدسم، إلا أنه مليء بجميع الدهون والعناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها الأطفال في مرحلة النمو.
فوائد حديثة للرضاعة الطبيعية
كشفت دراسة حديثة أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من خطر إصابة الأم بأمراض القلب والأوعية الدموية.
من المعروف أن الرضاعة الطبيعية مفيدة للغاية للطفل، إذ سبق وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تم إرضاعهم طبيعيا أقل عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، وأيضا أقل عرضة للوفاة من الأمراض المعدية.
لكن اتضح مؤخرا أنها مفيدة للغاية للأم أيضا وبطرق عديدة، حيث أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللائي يرضعن من الثدي لأي فترة من الوقت كن أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب أو الإصابة بسكتة دماغية أو الوفاة بأمراض القلب خلال السنوات العشر التالية.
ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، تتقوى تلك التأثيرات الإيجابية للرضاعة الطبيعية كلما طالت فترة الرضاعة من الأم.
جمعت الدراسة بياناتها من النساء اللائي كان متوسط العمر 51.3 وقت الدراسة، وأخريات يبلغن من العمر 24.6 عامًا في وقت الولادة لأول مرة.
وأفادت 82٪ من النساء اللواتي شاركن في الدراسة بأنهن أرضعن من الثدي، ولمدة 15.6 شهرًا في المتوسط.
إلى جانب أهميته للرضاعة الطبيعية، وجدت الدراسات أن الأوكسيتوسين، وهو هرمون يزيد من تقلص الرحم أثناء المخاض ويحفز إخراج الحليب في قنوات الثدي، له أيضًا العديد من الآثار المفيدة على الجهاز القلبي الوعائي، مثل تأثيرات خفض ضغط الدم، تأثيرات مضادات الأكسدة، تثبيط الالتهاب وخفض كتلة الدهون، وغير ذلك.
ونظرًا لأن الوزن المرتفع عامل خطر لأحداث القلب والأوعية الدموية في المستقبل والرضاعة الطبيعية يمكن أن تسهل فقدان الوزن بشكل أسرع، فقد تلعب دورًا في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بينما لوحظت فوائد القلب والأوعية الدموية من الرضاعة الطبيعية، هناك امتيازات صحية أخرى أشارت إليها الدراسة، بما في ذلك أنها لا ترتبط فقط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما أنها ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وسرطانا المبيض والثدي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز