الجارديان: اقتصاد بريطانيا تباطأ منذ الانضمام للاتحاد الأوروبي
أولئك ممن يحزنون على مغادرة بريطانيا متأكدون من أن هذا التغيير الجوهري سيكون مؤلما، لكن هناك أيضًا من يرون فيه فرصة وليس تهديدا.
بدأت بريطانيا عهدًا جديدًا بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي رسميا وهو الأمر الذي خلف ردود أفعال متباينة بين احتفالات وحزن، لكن كما أشار محافظ بنك إنجلترا السابق مارك كارني دخلت المملكة المتحدة عقدًا جديدًا من التغيير الهيكلي الجذري، وفق ما ذكرت الجارديان.
وذكرت الصحيفة البريطانية خلال تقرير منشور عبر موقعها أن أولئك ممن يحزنون على مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي متأكدون من أن هذا التغيير الجوهري سيكون مؤلمًا، لكن هناك أيضًا من يرون فيه فرصة وليس تهديدًا.
وتضيف "تقوم حجة أولئك على بضع ركائز تتمثل في الخلل الذي يشهده الاقتصاد البريطاني وحاجته لإعادة إنعاش، وأنه سيكون من السهل القيام بالتغييرات اللازمة بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي".
وأوضحت الصحيفة خلال التقرير أنه بين فترة دخول بريطانيا الاتحاد الأوروبي عام 1973 وخروجها كانت هناك 4 فترات ركود، و3 فترات ازدهار في سوق الإسكان، وتآكل تدريجي للقدرات الصناعية.
وبالنسبة للمائة عام التي سبقت الأزمة المالية، ازدادت إنتاجية العامل الواحد 2% سنويًا في المتوسط، لكن منذ عام 2010 تباطأت لـ0.5% سنويًا، وحال كانت واصلت نموها بمعدلها السابق لكان الاقتصاد أكبر بنسبة نحو 20% عما هو عليه حاليًا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن معدل النمو الخاص بالمملكة المتحدة منذ انضمامها إلى ما كان يعرف آنذاك بالمجموعة الاقتصادية الأوروبية عام 1973 كان أبطأ عما كان عليه في العقود التي سبقت الانضمام. وعلاوة على ذلك، تركز النمو في ركن واحد من الاقتصاد، لندن والجنوب الشرقي.
وكانت معنويات يوم بريكست بين كثير من الشركات التجارية بالمملكة المتحدة أكثر تفاؤلًا بكثير عما كان عليه على مدار عام 2019، عندما أدى عدم الوضوح بشأن بريكست إلى تأجيل خطط خاصة بالاستثمارات.
وتشير الصحيفة إلى أنه "على مدار الأسابيع السبعة الماضية، كانت الشركات متأكدة من حدوث بريكست، والشكل الذي سيتخذه؛ إذ قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن المملكة المتحدة ستغادر السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، حتى يتسنى لها وضع لوائحها التنظيمية وإبرام اتفاقيات تجارية خاصة بها".
وتقول: "في هذه الأثناء، كان الأداء الاقتصادي للدول الأخرى بالاتحاد الأوروبي سيئ، وأولئك ممن يعتقدون أن بريكست خطأ يشيرون –بشكل صحيح– إلى أن أداء بريطانيا كان أفضل بعد عام 1973 عما كان عليه في الخمسينيات والستينيات بالمقارنة بألمانيا وفرنسا، لكن هذا لأن معدلات النمو السائدة في أوروبا تراجعت من أكثر من 4% إلى أكثر قليلًا عن 1% اليوم".
ورأت الصحيفة البريطانية أن انتظار الاتحاد الأوروبي لحل مشاكله العميقة يمكن أن يكون عملية طويلة، مشيرة إلى أن مؤيدي بريكست من اليسار واليمين يقولون إن مغادرة التكتل يخلق مساحة لتجربة أشياء مختلفة.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز