برايان هوك: النظام الإيراني مثير للشفقة بمنع احتفالات "كورش"

المبعوث الأمريكي الخاص بإيران ينتقد حظر السلطات في طهران إحياء مراسم يوم قومي، خشية تحوله لاحتجاجات مناهضة

انتقد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، الخميس، حظر السلطات في طهران إحياء مراسم يوم قومي تقام سنويا، خشية تحوله لاحتجاجات مناهضة لسياسات نظام ولاية الفقيه.

وقال "برايان هوك" رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في وزارة الخارجية الأمريكية، إن عرقلة السلطات في طهران زيارة الإيرانيين مزار الملك الفارسي القديم "كورش" في محافظة فارس "جنوب"، أمر مثير للشفقة، على حد قوله.

وقال "هوك"، وفقا لحساب الخارجية الأمريكية الرسمي بالفارسية على تويتر، إن هناك تساؤلات عن سبب خوف واضطراب النظام الإيراني إلى هذا الحد من مسيرات "يوم كورش" بمنطقة باسارجاد الأثرية، مشيرا إلى أن مؤسس الأسرة الأخمينية كان قائدا متسامحا، وسعى نحو طريق المصالحة بين الفرقاء. 

• الخارجية الأمريكية للنظام الإيراني: كفاكم اضطهادا للأقليات
• إيران.. جثمان الشاه رضا بهلوي يفجر أزمة للملالي

وأوضح المبعوث الأمريكي أن مؤرخين وفلاسفة إغريق، من بينهم هيرودوت وجزنفون، قد تناولوا سيرة "كورش" في كتاباتهم، مؤكدا أن الشعب الإيراني لديه الحق في الاحتفاء بتراثه، مؤكدا أن الإيرانيين يعكسون كونه أكبر بكثير من النظام الحالي في طهران. 

يشار إلى أن هيذر نويرت، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية دعت، الثلاثاء، السلطات الإيرانية إلى احترام حقوق الأقليات الدينية في البلاد، والكف فورا عن اضطهاد حريتهم في إقامة شعائرهم، بالتزامن مع حظر طهران إقامة احتفال قومي يومي 28 و29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، لإحياء ذكرى يوم ميلاد الملك الفارسي القديم "كورش"، مؤسس الأسرة الأخمينية قبل أكثر من 2000 عام، خشية تحوله إلى احتجاجات مناهضة. 

واعتاد إيرانيون من مختلف أقاليم البلاد الذهاب بشكل جماعي منذ مطلع الألفية الثانية إلى محافظة فارس، حيث مقبرة "كورش"، للاحتفاء في منطقة "باسارجاد" الأثرية الواقعة بمدينة شيراز، غير أن السلطات عرقلت، قبل عامين، تلك التجمعات، حيث تقيم سياجا حديديا حول المزار وتضع متاريس لعرقلة حركة الإيرانيين في الوصول إليه. 

وذكر نشطاء إيرانيون أن عناصر الشرطة والحرس الثوري كثفت التواجد في تلك المنطقة مؤخرا، بعد تزايد حركة القادمين للمزار، وسط تهديدات باعتقال من يقترب للاحتفال بتلك الذكرى، التي تحولت بالسنوات الأخيرة لاحتجاجات ضد سياسات الترهيب والقمع في الداخل الإيراني، فيما ترفض الحكومة الإيرانية إدراج يوم كوروش كـ"مناسبة وطنية"، بسبب ضغط من رجال الدين المتشددين.

وتعتبر السلطات الإيرانية أن مظاهر الاحتفال بذكرى "يوم كورش" بمثابة تحد لها، خاصة أن الملك الفارسي القديم يٌعرف تاريخيا بكونه أول من أصدر إعلانا عالميا لحقوق الإنسان، فيما يعرف باسم "أسطوانة كورش" المصنوعة من الصلصال، ويرجع تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد، حيث دونت عليها نقوش باللغة المسمارية تشجع حرية العبادة في إيران.