إيران.. جثمان الشاه رضا بهلوي يفجر أزمة للملالي
جدل في إيران بعد العثور على جثة محنطة يرجح عودتها لحاكم سابق مناوئ لسيطرة الملالي.
يدور جدل داخل إيران بعد عثور السلطات على جثة محنطة يُعتقد أنها ترجع لرضا بهلوي، أحد الحكام السابقين للدولة البهلوية، التي حكمت البلاد منذ عام 1925 حتى سقوطها عام 1979؛ إثر استيلاء نظام الملالي على السلطة بزعامة الخميني.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الثلاثاء، أنه قد عُثر على الرفات قرب موقع مدفن ملكى للعائلة البهلوية تم تخريبه عمدا بعد عام 1979 بمدينة الري، جنوب العاصمة طهران، بالتزامن مع عمليات حفر في موقع مجاور لتوسعة ضريح عبدالعظيم الحسني أحد المراجع الشيعية.
وعلى إثر الضجة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، لا سيما مع حلول الذكرى الثمانين لجلوس رضا بهلوي على عرش إيران بعد الإطاحة بالعائلة القاجارية، تناقضت تصريحات المسؤولين، حيث قال حسن خليل آبادي، أحد أعضاء مجلس بلدية طهران، إن الجثة محنطة، مرجحا علاقتها بالشاه رضا بهلوي، قبل أن يرد عليه مصطفي آجرلو مدير العلاقات العامة في الضريح، أن الجثة ليست محنطة، وأن ملامح الوجه غير واضحة، قبل أن تعلن هيئة الطب الشرعي في إيران اخضاع الجثة لفحوصات "دي إن أيه" لتحديد هويتها.
وأشار أحمد شجاعي رئيس هيئة الطب الشرعي، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أنه من المحتمل خضوع تلك الجثة، لفحوص دقيقة لمعرفة هوية صاحبها، مؤكدا استحالة معرفة هذا الأمر ظاهريا، مشددا على أن تحنيط الجثة من شانه تغيير معالم الجسد كليا، بحسب قوله.
وفي السياق ذاته، أكد رضا بهلوي حفيد الشاه الراحل والمقيم في منفاه خارج البلاد، متابعته لكل التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر عن كثب، محذرا من إخفاء السلطات الإيرانية معلومات عن جثمان جده.
وأشار بهلوي الحفيد، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "نقوم حالياً بالتحقيق في هذه القضية، ونتطلع إلى الكشف عن حقيقة الأمر خلال الأيام المقبلة"، مضيفا: احذر السلطات من مغبة أي تكتم أو عدم الشفافية في هذه القضية"، وفق قوله.
ويعد رضا بهلوى "1925 -1941"، أحد حكام إيران المناوئين لسيطرة المتشددين داخل البلاد حيث قلص من سلطاتهم إلى حد كبير، قبل أن يتم خلعه ونفيه خلال الحرب العالمية الثانية من خلال غزو بريطاني سوفيتي.
وتأثر بهلوي الجد بالنازية الألمانية التي كانت سائدة حينها، حيث أقدم في منتصف الثلاثينات على تغيير اسم البلاد القديم "فارس" إلى "إيران" المستمد من "الآريين" إحدى الممالك القديمة تاريخيا في إيران، استنادا إلى نظرية تفوق العرق الآري، واتجه إلى ضم كل الأقاليم التي كانت تتمتع بالاستقلال الذاتي مثل الأحواز، وبلوشستان إلى دولته الجديدة.
وتوفي رضا بهلوي في 26 يوليو/تموز عام 1944 في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، وحالت الاضطرابات السياسية في إيران دون نقل جثمانه ودفنه في بلده، وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 1944 تم نقل جثمان رضا بهلوي إلى العاصمة المصرية القاهرة؛ نظراً للعلاقات الملكية الوطيدة مع إيران آنذاك، حيث دفن بمسجد الرفاعي، إلا أنه بعد الخلاف الذي وقع بين البلدين عام 1948، إثر طلاق الشاه محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول، أرسل شاه إيران بعثة ملكية إلى مصر عام 1950 لنقل رفات والده إلى بلاده مجددا.
وأقام نجله، الشاه محمد رضا بهلوي، وهو آخر شاه لإيران قبل أن يطيح به رجال الدين، ضريحا لوالده في مدينة الري قرب طهران، لكن تم تخريب الضريح عن عمد من قبل رجل الدين المتشدد صادق خلخالي، إضافة إلى تدمير كل المقابر الملكية البهلوية حينها.
وادعى خلخالي الذي لقبه الإيرانيون بـ"الجزار"؛ لتورطه بآلاف الإعدامات لمواطنين ومسؤولين تابعين للدولة البهلوية بعد توليه رئاسة أول محكمة ثورية في البلاد آئنذاك، في مذكراته قبل وفاته أن محمد رضا بهلوي أخذ عظام والده معه حين خرج من إيران، لكن العائلة البهلوية لم تعلق على هذا الأمر.