زيادة ملحوظة في مهر العروس بالصين

عدد الرجال في الصين يزيد عن عدد السيدات بـ30 مليون شخص، ما يجعلها من أكثر النسب غير المتوازنة بين الذكور والإناث في العالم.

لطالما كان "سعر العروس" أو "المهر" نقداً أو منزلاً أو أشياء أخرى تُقدم إلى والدي العروس المستقبلية، جزءاً مهماً من اتفاق الزواج في معظم أنحاء الصين منذ عقود، إلا أن تكاليف الزواج في الصين ترتفع بشكل كبير تزامناً مع محاولة البلد للتعايش مع أحد أكبر الاختلالات الديموغرافية في تاريخها.

• زواج جماعي لخمسين من الأزواج الصينيين في سريلانكا

وكان المعدل الدارج يبلغ حوالي 38 ألف دولار أو ما يعادل 5 أضعاف الراتب السنوي في "دان ليو" تلك القرية التي تبعد 4 ساعات عن بكين، والآن يطلب المسؤولون الصينيون من العائلات ألا يزيدوا "سعر العروس" عن 2900 دولار وإلا سيتم اتهامهم بالاتجار بالبشر.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن استراتيجية الطفل الواحد السابقة في الصين أسهمت في زيادة عدد الذكور المفضلين لدى معظم العائلات الصينية التي كانت تجهض الإناث أو تتركهن ببساطة في طي النسيان بعدم تسجيلهن، حتى تم تخفيف هذه السياسة المثيرة للجدل عام 2016.

ويزيد عدد الرجال في الصين عن عدد السيدات بـ30 مليون شخص، ما يجعلها من أكثر النسب غير المتوازنة بين الذكور والإناث في العالم.

 ومع التوسع الاقتصادي الصيني خلال العقد الماضي، خرجت العديد من المراهقات الريفيات للتعلم أو للبحث عن وظائف يتقاضين منها رواتب أفضل، وعادة لا يعدن مرة أخرى إلى قراهن، مثل قرية دان.

لذلك قرر المسؤولون في دان ليو وقرى أخرى التصرف بطريقتهم الخاصة حيال الشيء الوحيد الذي يمكنهم التحكم فيه وهو "سعر العروس"، لكن يمكن أن تؤدي جهود تخفيض سعر العروس إلى انقسامات بين القرى الصينية، حيث إنها تصب في مصلحة عائلة العريس.

ويقول مزارع من قرية "دان ليو" إن لديه ابنة واحدة، وعندما يحين وقت زواجها سيطلب المبلغ الذي يرغب به، موضحاً أن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، لأنه يخطط إلى منح المبلغ لابنته على أي حال، لكنها مسألة مبدأ.

وبالطبع يؤثر سعر العروس أو "المهر" في المناطق الريفية كثيراً على الحالة المادية لعائلة العريس، ويقوض قدرتهم على رعاية الأفراد المسنين أو الأطفال، فضلاً عن أن هذه العادة أفقدت الرجال الفقراء الأمل في العثور على شريكة الحياة.

من جانبه، وصف وانج فنج، عالم الاجتماع الذي يدرس الديموجرافيا الصينية في جامعة كاليفورنيا في إرفاين، هذه العادة بأنها ضغط اجتماعي هائل على العائلات التي تساعد في زواج أبنائها.

وعلّق على قرار تقليل سعر العروس قائلًا إنها محاولة لعلاج عرض وليس المشكلة الجذرية.