عودة "الراين".. الحياة تدب من جديد بشريان التجارة الألماني
قال سماسرة وتجار سلع اليوم الإثنين إن مناسيب المياه في نهر الراين بألمانيا ارتفعت بعد هطول الأمطار في مطلع هذا الأسبوع.
وبعد هطول تلك الأمطار فإن تلك المناسيب تجاوزت المستويات التي تسببت في أزمات في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الجاري، لكنها ربما تنخفض مرة أخرى هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
تأخر الشحنات
وأدى ارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار على مدى أسابيع إلى استنزاف المياه في النهر الذي يعد الشريان التجاري لألمانيا مما تسبب في تأخر الشحنات وارتفاع تكاليف الشحن.
وأدى انخفاض منسوب المياه إلى تقييد شحن السلع على طول نهر الراين، الذي يلتف على طول 800 ميل من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال؛ وتضيف هذه النكسة الأخيرة إلى الصعوبات اللوجستية التي يواجهها الشاحنون بالفعل.
وقال خبراء اقتصاد إن مثل هذا الاضطراب قد يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد بأوروبا هذا العام بواقع نصف نقطة مئوية.
وبلغ منسوب المياه عند نقطة كاوب بالقرب من كوبلنز عند 1.04 متر اليوم الاثنين، بزيادة سبعة سنتيمترات خلال اليوم، محافظا على ارتفاعه في الآونة الأخيرة بعد انخفاضه إلى 32 سنتيمترا فقط في وقت سابق في أغسطس/آب الجاري.
وتحتاج السفن إلى مستوى مياه يبلغ نحو 1.5 متر عند النقطة كاوب للإبحار بكامل حمولاتها.
وقال أحد السماسرة "لا أعتقد أننا سنشهد أزمة هذا الأسبوع، لكن توقعات الطقس تشير إلى جفاف كبير في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن تنخفض مستويات المياه مرة أخرى... من المرجح أن تستمر مشكلات انخفاض المياه حتى سبتمبر".
طريق شحن رئيسي
ونهر الراين هو طريق شحن رئيسي للسلع، ومنها الحبوب والمعادن والفحم ومنتجات النفط بما في ذلك وقود التدفئة.
كما يعتبر هو أهم نهر في أوروبا الغربية، يمر عبر منطقة صناعية ألمانية، من بين أماكن أخرى، ومن المفترض أن يتم نقل أكثر من 300 مليون طن من البضائع إلى مياهها كل عام.
يمكن أن تحمل السفينة النهرية عادة حوالي 1000 طن من القمح، على سبيل المثال، الأمر الذي يتطلب حوالي 40 شاحنة لنقل نفس الكمية من البضائع.
وبسبب انخفاض مستوى المياه، لا تستطيع المراكب سوى حوالي ثلث حمولتها المعتادة حتى مطلع الأسبوع الجاري، بينما هناك مناطق لا يمكن للسفن المرور بها بسبب جفافها.
وارتفعت أسعار الشحن النهري خلال الأسابيع الماضية، مما يعني أن التوصيل بالشاحنات أصبح أرخص، لكن الأسعار منذ مطلع هذا الأسبوع ارتفعت، لكن الأزمة الأكبر هو نقص سائقي الشاحنات في ألمانيا مع وجود العديد من العمال في أيام العطلات.