بريطانيا على أعتاب عصر الإلحاد.. والسبب الأمهات

في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن غير المؤمنين باتوا يشكلون الأغلبية في المملكة المتحدة، كشف باحثون عن الأسباب المحتملة وراء هذا التحول.
ووجهت دراسة إصبع الاتهام إلى الأمهات، معتبرين أنهن الحلقة الأضعف في نقل المعتقدات الدينية إلى الأجيال الجديدة.
وشملت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي مونستر وبرلين، مقابلات مع أسر مسيحية وغير مسيحية من خمس دول (ألمانيا، فنلندا، إيطاليا، كندا، والمجر)، خلصت إلى أن الأمهات يلعبن الدور المحوري في "التنشئة الدينية"، وأن تراجع تدينهن، أو تبنيهن لمبدأ "حرية الاختيار"، أدى إلى تقلص فرص انتقال الإيمان إلى الأبناء.
وقال الفريق، إن كثرا من الآباء باتوا يختارون عدم فرض الدين على أبنائهم، أو ينقلون إليهم اللادينية بشكل مباشر.
انهيار تدريجي للإيمان
بحسب الدراسة، هناك ثلاثة عوامل رئيسية كانت تُسهم سابقًا في نقل الدين عبر الأجيال:
- بناء هوية دينية واضحة داخل الأسرة، من خلال حضور الكنيسة بانتظام أو مشاركة الصور والطقوس الدينية على مواقع التواصل.
- ممارسة الطقوس الدينية بشكل جماعي مثل الصلاة أو الترانيم، لتعزيز الشعور بالانتماء.
- توحيد المذهب بين الوالدين، ما يُوفر نموذجا متماسكا للأبناء.
لكن الأهم، وفق الدراسة، هو وجود الأم في قلب هذه الممارسات. إذ يرى الباحثون أن اصطحاب الأبناء إلى الكنيسة من قِبل الأب وحده لا يكفي، ما لم تكن الأم مشاركة بفاعلية.
تحوّلات اجتماعية وثقافية
وتزامنا مع هذه التحولات العائلية، رصدت الدراسة أيضًا تحولا في القيم لدى الشباب، الذين يتبنون مفاهيم مثل التضامن والخير العام، لكن خارج الإطار الديني. فبينما يُبرر الأهل هذه القيم على أسس دينية، يعتبرها الأبناء مفاهيم ثقافية عامة.
وبينما كانت الأجيال السابقة تختبر الروحانية ضمن طقوس كنسية تقليدية، باتت الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي الترفيهي تحل مكانها في الوقت الراهن، وفق ما لاحظه الباحثون.

مؤشرات وأرقام
- تعداد عام 2021 أظهر أن نسبة المسيحيين في إنجلترا وويلز تراجعت إلى 46%، مقابل 59% في 2011.
- دراسة أخرى عام 2023 أظهرت أن عدد الملحدين في المملكة المتحدة تجاوز عدد المؤمنين بالله للمرة الأولى.
- في الولايات المتحدة، انخفضت عضوية الكنائس إلى أقل من 50%، وفقًا لمؤسسة "غالوب".