الحادث الأغرب في تاريخ بريطانيا.. كيف تسلل شخص لغرفة الملكة إليزابيث؟
تاريخ طويل من الحكم ناهز الـ70 عامًا، كان مليئًا بالتحديات والآمال بالإضافة إلى المواقف "الغريبة"، والتي استدعت تدخلات فورية.
فالملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت قبل أيام ثلاثة، عن عمر 96 عامًا، عاشت قبل 40 عامًا، واقعة "غريبة"، كشفت عن قصور في تأمين القصر الملكي البريطاني.
تلك الواقعة كان بطلها الرسام وخبير الديكور والذي كان عاطلا عن العمل في ذلك الوقت مايكل فاغان، والذي تسلل إلى غرفة نوم الملكة في قصر باكنغهام.
فكيف فعل ذلك؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريرًا مفصلاً للحادث الذي وقع في قصر باكنغهام يوم الجمعة 9 يوليو/تموز 1982، مشيرة إلى أنه شوهد رجل تم التعرف على هويته لاحقًا على أنه مايكل فاغان (ولد في لندن في 8 أغسطس/آب 1948) على "الدرابزين"، بالقرب من بوابات مدخل السفراء حوالي الساعة 6:45 صباحًا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن فاغان صعد فوق السور الذي كان إلى جوار مدخل السفراء، وقفز وراء مظلة قماشية مؤقتة كانت موضوعة إلى جانبه، ومنها إلى غرفة في الطابق الأرضي تسلل إليها من خلال نافذة غير مغلقة، تضم مجموعة الطوابع الملكية.
وأشارت إلى أن فاغان لم يستطع الوصول إلى بقية المبنى، لكون جميع الأبواب كانت مغلقة، مما دفعه إلى الخروج مرة أخرى من نفس النافذة، ومنها إلى أنبوب تصريف في أحد أركان المبنى حيث يلتقي رواق مدخل السفراء بخط المبنى الرئيسي.
وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن فاغان استخدم أنبوب الصرف للصعود إلى السطح، وبمجرد صعوده ذهب إلى مكان يبعد حوالي قدمين فقط عن مبنى القصر الرئيسي، مشيرة إلى أنه بعد أن خلع جواربه، صعد إلى حافة ضيقة أتاحت له الوصول من خلال نافذة غير مقفلة في مكتب رئيس الأسرة نائب الأدميرال السير بيتر أشمور، الذي كانت الخادمة فتحته هذا اليوم.
التجول بحرية
ولمدة 15 دقيقة، كان فاغان يتنقل بحرية عبر أروقة القصر دون أن يشك فيه أحد، فيما تتذكر إحدى العاملات في القصر أنها رأته، لكن سلوكه لم يكن مريبًا بما يكفي لجعلها تدق ناقوس الخطر.
ويقول فاغان، في التقرير الأمني الذي نشر لاحقًا، إنه وجد طريقه إلى الشقق الخاصة من خلال "متابعة الصور"، مشيرًا إلى أنه دخل الشقق الخاصة وذهب أولاً إلى غرفة الانتظار، ومنها إلى غرفة نوم الملكة إليزابيث حوالي الساعة 7:15 صباحًا، وبيده قطعة من منفضة سجائر مكسورة قال إنه كان ينوي قطع بها معصميه بحضور الملكة.
ومر فاغان عبر الغرفة وفتح الستائر بالقرب من سرير الملكة إليزابيث الثانية، التي ضغطت على جرس الإنذار الليلي، إلا أن أحدًا لم يستجب، فاضطرت الملكة إلى استخدام هاتفها الموجود إلى جانب سريرها لإرشاد موظف الهاتف في القصر لإرسال الشرطة إلى غرفة نومها.
واتصل عامل الهاتف بالشرطة، حوالي الساعة 7:18 صباحًا، إلا أنه بعد حوالي ست دقائق، أجرت الملكة إليزابيث مكالمة هاتفية أخرى، لأن ضابط الشرطة لم يصل بعد.
وقبل وصول ضباط الشرطة، نادت الملكة على الخادمة التي اقتادت ومدرب الكلاب معًا فاغان إلى مخزن قريب بحجة تزويده بسيجارة، بحسب "نيويورك تايمز"، التي قالت إنه عثر بعد ذلك على قطعة زجاج على سرير الملكة إليزابيث بالإضافة إلى بقعة دماء على أغطية الفراش ناتجة عن قطع سطحي في إبهام فاغان الأيمن بسبب الزجاج المكسور.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز