بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. الغموض يحيط بمفاوضات الاتفاق التجاري
قال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك إنه تم تحقيق تقدم حقيقي في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف، في تصريحات نقلتها رويترز، اليوم الأحد، أن الابتعاد عن إبرام صفقة تجارية سيئة أفضل من فرض قيود على بريطانيا في المستقبل.
ومن المعتقد أن سوناك أحد الأصوات البارزة في مجلس الوزراء البريطاني التي أيدت إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
- الغموض يغلف صفقة "التريليون دولار" بين أوروبا وبريطانيا
- مفاوضات "ما بعد بريكست" في مهب الريح.. رفض بريطاني وتهديد أوروبي
وقال لصحيفة صنداي تايمز إنه يأمل في توصل بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاتفاق، مضيفا: "أراجع يوميا أجزاء من النص، لذلك هناك تقدم حقيقي، بالتأكيد، سيكون من الأفضل إبرام اتفاق".
لكنه أضاف: "التأثير الرئيسي على اقتصادنا هو فيروس كورونا. إنها ليست (مسألة إبرام) اتفاق بأي ثمن على الإطلاق. إذا لم نتوصل لاتفاق فلماذا؟ هذا لأنهم يرفضون التنازل عن بعض المبادئ المعقولة والشفافة للغاية التي وضعناها منذ البداية. نحن لا نطلب.. معاملة خاصة للغاية".
ويجري الجانبان محادثات منذ شهور وعلى الرغم من قول المسؤولين إنهم أحرزوا تقدما في الأيام القليلة الماضية فما زال من المتعين بذل جهود كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق والتصديق عليه بحلول نهاية العام.
اتفاق عاجل
وتحتاج بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى التوصل بشكل عاجل لاتفاق لتجنب تعطيل التجارة بين البلدين التي يزيد حجمها عن تريليون دولار عندما تنتهي فترة انتقالية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وعلى الرغم من المحادثات المكثفة المستمرة منذ شهور ما زالت توجد فجوات حول القضايا الرئيسية.
وواجهت المحادثات الأسبوع الجاري صعوبة جراء الكشف عن إصابة أحد أعضاء فريق الاتحاد الأوروبي بفيروس كورونا. وجرى تعليق المفاوضات وجها لوجه، كما أن كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه سوف يخضع للحجر الصحي فيما ينفد الوقت للتوصل إلى اتفاق.
وفي وقت متأخر من الخميس، دعا قادة فرنسا وبلجيكا وهولندا التكتل إلى إعداد خطط طوارئ في حال فشل التوصل لاتفاق. وإذا ما حدث هذا، فسوف تواجه الشركات والمستهلك العراقيل حيث أنه سوف يعود تطبيق الرسوم والحصص.
وفي اجتماع في بروكسل، أمس الجمعة، لفت الاتحاد الأوروبي إلى أن المملكة المتحدة لم تتحرك بما يكفي للتغلب على الثلاث عقبات الرئيسية أمام اتفاق تجاري لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وفي الاجتماع، قيل للوفود من دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء البالغة 27 دولة إن التقدم كان بطيئا، وإن المفاوضات يمكن أن تستمر حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب مصادر كانت في الاجتماع وطلبت عدم الكشف عن هويتها لأنه غير مخول لها التحدث علانية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
تقدم بسيط
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الجمعة، إنه تم إحراز تقدم متواضع، لكنه مهم في محادثات التجارة مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، لكنها نبهت إلى أنه لا يزال هناك "بعض الأمتار للوصول إلى خط النهاية".
وفي مؤتمر صحفي في بروكسل، قالت فون دير لاين إنه كان هناك "مزيد من التحرك" بشأن موضوعات مهمة بما في ذلك المساعدات الحكومية، التي تتعلق بمدى الدعم الذي تقدمه الحكومات للشركات.
ومع ذلك، قالت رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن ثلاث قضايا رئيسية يتعثر فيها التقدم منذ شهور وهي صيد الأسماك، ومدى امتثال بريطانيا لمعايير الاتحاد الأوروبي، وكيفية إدارة النزاعات، لا تزال صعبة".
وشددت السياسية الألمانية التي تنتمي ليمين الوسط على أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به".
مطالبات لجونسون بالتدخل
ويوم الجمعة الماضي، طالب حزب العمال البريطاني المعارض، رئيس الوزراء بوريس جونسون التدخل شخصيا في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، لضمان التوصل إلى اتفاق مع اقتراب انتهاء وقت الفترة الانتقالية.
وقال الحزب العمال، في رسالة، إن الغموض المستمر بشأن ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق يعرقل الاقتصاد ويسلط الضوء على الضرر الذي يمكن أن يلحق بالشركات وبالعلاقات بين الدول الأربع التي تشكل المملكة المتحدة في حالة الفشل في التوصل إلى اتفاق.
وتقول حكومة جونسون إنها تريد التوصل لاتفاق لكنها لم تتمكن حتى الآن من إيجاد أرضية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة المنافسة وحصص صيد الأسماك. ويقول رئيس الوزراء إن بريطانيا ستزدهر حتى بدون اتفاق.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز