هل تنجرّ بريطانيا إلى حرب إيران؟ خيارات ستارمر «الصعبة»

قالت صحيفة "تليغراف"، إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقد اجتماعا للجنة الطوارئ "كوبرا"، فيما تلوح إمكانية مشاركة لندن بضرب إيران.
يأتي هذا الاجتماع ردًا على طلب أمريكي متوقع لطلب المساعدة العسكرية، في حال قرر الرئيس دونالد ترامب الانضمام رسميًا إلى الحملة الإسرائيلية ضد إيران.
تتركز النقاشات على قاعدة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي، التي تحولت إلى مركز استراتيجي لتخطيط الهجوم الأمريكي.
ففي بداية الشهر الماضي، نشرت واشنطن 10 قاذفات ثقيلة فيها: 6 طائرات "بي-2 سبيريت" الشبحية و4 طائرات من طراز بي-52؛ جميعها قادرة على حمل القنبلة العملاقة GBU-57 (التي تزن 14 طنًا).
وهذه القنبلة قادرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، على الأرجح.
ويمكن أن تستفيد هذه المقاتلات من الموقع المثالي للقاعدة - المحمية بحكم موقعها البحري، والواقعة على بعد 5,146 كم فقط من الهدف.
لكن الاستخدام الهجومي للقاعدة يتطلب موافقة بريطانية رسمية.
لذلك، فإن رفض ستارمر استخدام القاعدة، سيعني إعادة كتابة الخطة الأمريكية بالكامل.
بينما تُحمّل الموافقة، لندن مسؤولية قانونية وأخلاقية عن هجوم غير مصرح به من مجلس الأمن، وقد تجعل القواعد البريطانية أهدافًا للرد الإيراني.
ورغم عدم رفض أي رئيس وزراء بريطاني طلبًا مماثلًا في التاريخ، فإن المشورة القانونية التي سيحصل عليها رئيس الوزراء البريطاني، قد تشكل حاجزًا حاسمًا.
مسارات الدعم الثانوية: بين التعاون والمخاطر
بخلاف دييغو غارسيا، توجد ثلاث ساحات أخرى قد تقدم فيها بريطانيا الدعم، وهي:
قاعدة أكروتيري في قبرص: قد تطلب واشنطن استخدام هذه القاعدة لإطلاق طائرات مقاتلة وطائرات إنذار مبكر والتزود بالوقود جواً.
تاريخيًا، لعبت أكروتيري دورًا محوريًا في كل العمليات العسكرية بالمنطقة منذ حرب الخليج 1991، ومن المرجح أن يوافق ستارمر على هذا الطلب الأقل حساسية.
عمليات الدفاع الجوي: نشرت بريطانيا بالفعل مقاتلات "تايفون" وطائرات التزود بالوقود في قبرص. ويُرجح أن دورها سيكون حماية القواعد البريطانية وقواتها، وتقديم غطاء جوي دفاعي لإسرائيل التي تعاني دفاعاتها من إرهاق بسبب الهجمات الإيرانية المتواصلة.
وأظهرت مقاتلات "تايفون" فعالية في إسقاط الطائرات المسيّرة خلال الهجمات الإيرانية في أبريل/ نيسان الماضي، رغم عجزها عن مواجهة الصواريخ الباليستية.
دعم التزود بالوقود: قد تُستخدم طائرات فويغر البريطانية في قبرص لتزويد المقاتلات البريطانية والأمريكية بالوقود خلال عملياتها، وهو دعم لوجستي حيوي للحملات الجوية الطويلة المدى.
"الخط الأحمر"
لا يتوقع أن توافق بريطانيا على ضرب أهداف داخل إيران مباشرةً. فقدرات سلاح الجو الملكي مثل صواريخ "ستورم شادو" وقنابل "بيفواي رغم دقتها، لا تقدم إضافة نوعية للقوة النارية الأمريكية-الإسرائيلية الهائلة.
ورقة الضغط البريطانية: حاملة الطائرات "برنس أوف ويلز"
تتواجد حاملة الطائرات البريطانية برنس أوف ويلز في المحيط الهندي، بمصادفة توقيت لافتة، لتشكل ورقة ضغط بيد ستارمر.
وتضم الحاملة على متنها 18 مقاتلة متطورة من طراز إف-35 بي (ما يعادل نصف الأسطول الإسرائيلي)، بالإضافة إلى غواصة نووية مسلحة بصواريخ "توماهوك".
هذه القوة تستطيع تعزيز القدرة الهجومية ضد إيران بنسبة 50 في المائة، والضرب من مسافات أقرب بكثير.
قد يستخدم ستارمر هذه الأصول كأداة تفاوض للحصول على مقعد في طاولة القيادة المشتركة للعملية، حيث يطالب بحق البريطانيين في التأثير على اختيار الأهداف وقواعد الاشتباك، بما في ذلك تجنب الضربات المتهورة أو التي تهدد المدنيين.
ورغم تردد واشنطن وتل أبيب في تقاسم السيطرة، إلا أن القوة العسكرية التي تقدمها الحاملة البريطانية قد تجعل هذه التنازلات ضرورية.