سوناك أم بيني موردنت.. من يفوز بسباق خلافة تراس؟
سويعات قليلة ويُحسم منصب رئيس وزراء بريطانيا الحائر بين وزيري المالية السابق ريشي سوناك، ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردنت.
فبعد انسحاب رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون من السباق على المنصب الرفيع زاعمًا أن الوقت غير مناسب، بات الطريق ممهدًا أمام ريشي سوناك للوصول إلى دوانينج ستريت.
واليوم الإثنين، حصل سوناك على تأييد الأغلبية من نواب المحافظين، بتصويت 184 نائبا له، فيما لم تنل منافسته بيني موردونت، سوى 90 صوتا، حسب مصادر بحملتها.
فما الخطوة المقبلة؟
وفقا لقواعد المنافسة التي ستجرى على عجل الإثنين، فإنه أمام المرشحين حتى ظهر اليوم للحصول على 100 تزكية من نواب الحزب في مجلس العموم كي يتمكنا من مواصلة السباق، بينما إذا حصل مرشح واحد فقط على دعم 100 من النواب المحافظين، فسيتم إعلانه رئيسا للوزراء.
وبمجرد أن يقدم المرشحون تزكياتهم، سيصوت نواب حزب المحافظين (357 نائبا) لاختيار أفضلهم، وإذا لم يحسم أحد المرشحين السباق سيتعين على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفا الاختيار بين أكثر مرشحين شعبية عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أما في حال وجود مرشح واحد، فإنه سيدخل داونينج ستريت مباشرة.
من الأوفر حظًا؟
يعد ريشي سوناك المرشح الأوفر حظا في سباق اليوم؛ فالاقتصادي البريطاني كان احتل المركز الثاني في السباق ضد ليز تراس، لكنه حصل خلال عطلة نهاية الأسبوع على ترشيحات بدءًا من اليمينيين مثل الوزيرين في حكومة تراس: كيمي بادينوش وسويلا برافرمان إلى شخصيات أكثر وسطية مثل وزير الخارجية الأسبق جيرمي هانت، ووزير الداخلية غرانت شابس.
وانتهى يوم الأحد بحضور أكثر من 165 مؤيدًا، بينهم وزير مكتب مجلس الوزراء نديم الزهاوي، الذي كان قد بشر قبل ساعات بعودة ما أسماه "جونسون 2.0".
وقال مصدر مقرب من سوناك في تصريحات لصحيفة "الجارديان"، إنه "لا يأخذ أي شيء كأمر مسلم به"، فيما قال مصدر في الحملة: "ريشي سيواصل الحديث مع زملائه، لمناقشة أفضل السبل لتوحيد الحزب ودفع البلاد قدما".
الرجل "المنقذ"
وتقول صحيفة الجارديان، إنه إذا نجح سوناك في ذلك، فسيصبح أول رئيس وزراء بريطاني غير أبيض، وكهندوسي، مشيرة إلى أن العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين يعتبرون وزير المالية السابق منقذهم من عودة بوريس جونسون "المليئة بالفضائح".
وقالت الصحيفة البريطانية، إن سوناك أظهر أن لديه بعض التصميم على القيام بالمهمة من خلال الاستقالة من وزارة الخزانة، والتعجيل بزوال حكومة جونسون، ثم خوض المنافسة على القيادة لاحقًا. لكن حملته كانت تفتقر بشكل غريب إلى الذكاء السياسي، مما سمح لليز تراس بأن تتفوق عليه، بعد أن فشلت حملته في فهم مخاوف وهواجس أعضاء حزب المحافظين.
إلا أنه تقدم سريعًا بعد بضعة أشهر فقط، حتى بات حزب المحافظين يتطلع إليه الآن للقيام بما هو شبه مستحيل - تغيير معدلات اقتراع الحزب المنخفضة والفوز في الانتخابات ضد كير ستارمر في غضون عامين.
تحديات ضخمة
لكن إذا وجد نفسه رئيسا للوزراء، اليوم الإثنين، فسيتعين على سوناك أن يكون مبدعًا سياسيًا ودبلوماسيًا للتعامل مع كابوس في الطريق، بحسب "الجارديان"، التي قالت إنه رغم أنه كان عضوًا في البرلمان لمدة سبع سنوات فقط، وكان وزيراً لمدة عامين فقط، إلا أن داعميه لرئاسة الوزراء أقروا بأنه لا يتمتع بخبرة واسعة عبر الإدارات لإعداده للأزمات المتعددة التي تتراكم على جميع الجبهات.
فمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي لا تزال تكافح جائحة كورونا، مرورًا بالوضع الاقتصادي، إلى احتمال انقطاع التيار الكهربائي والشتاء المهدد بالاستياء من الإضرابات، تواجه المملكة المتحدة ستة أشهر صعبة للغاية.
وسيحكم رئيس الوزراء المقبل دولة غارقة في أزمة خطرة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، مع تجاوز التضخم 10%، فيما سيتعين عليه تهدئة الأسواق المضطربة منذ إعلان موازنة حكومة تراس نهاية سبتمبر/أيلول، وسينبغي عليه أيضا محاولة توحيد حزب منقسم منذ سنوات، قبل عامين فقط من الانتخابات التشريعية.
ولا تزال العديد من المعضلات التي واجهتها رئيسة الحكومة السابقة تراس قائمة؛ فهل يذهب للنمو على خلفية ارتفاع الهجرة، أم يلتزم بوعود ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بفرض قيود أكثر صرامة؟ وهل يمكنه الوفاء بوعود جونسون لعام 2019 بعدم العودة إلى التقشف، أم أنه سيجادل بأن ظروف السوق الحالية تعني أن التخفيضات ضرورية؟.
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز