قطار إضرابات بريطانيا يصل محطة "التمريض".. الأكبر في 100 عام
تجتاح بريطانيا موجة عارمة من الإضرابات في قطاعات عدة، بسبب التضخم وتدني مستوى الأجور.
ولم يتخيل أحد أن قطار الإضرابات قد يصل يوما إلى محطة الرعاية الصحية والتمريض، إلا أن أكثر من 300 ألف عضو في أكبر اتحاد للتمريض في بريطانيا دعا للتصويت اليوم الخميس على إضراب للمطالبة بزيادة الأجور لمواكبة التضخم المتصاعد، في أكبر اقتراع في تاريخه الممتد منذ 106 أعوام.
معدلات تضخم قياسية
ورغم أن معدل التضخم في بريطانيا سجل تباطؤا خلال أغسطس/آب الماضي، حيث انخفض إلى 9.9% مقابل 10.1% في يوليو/تموز، إلا أنه يبقى في أعلى مستوياته منذ 4 عقود، حيث تعيش البلاد في أوج أزمة غلاء معيشة وارتفاع أسعار متزايد.
ووجهت انتقادات شديدة لبنك إنجلترا (البنك المركزي في بريطانيا) لتأخره في تشديد السياسة النقدية من أجل مواجهة أعلى معدل تضخم تشهده البلاد في أكثر من 4 عقود.
في السياق قالت الأمينة العامة لنقابة الممرضين ورئيستها التنفيذية بات كولين "نعاني من نقص في الموظفين، وعدم التقدير وضعف الأجور. تم دفع مهنتنا إلى حافة الهاوية لسنوات، والآن يتم دفع الثمن على حساب سلامة المرضى".
زيادة الأجور
كما قالت النقابة إنها تطالب بزيادة في الأجور بنسبة 5% فوق معدل التضخم للتغلب على انخفاض القيمة الفعلية للأجور، حيث يجد أعضاؤها صعوبات في مواجهة ارتفاع كلفة المعيشة.
أضافت أن زيادة أقل من التضخم تعني أن العمال لا يستطيعون البقاء في المهنة أو الانضمام إليها، مضيفة أن مهام "رعاية المرضى معرضة للخطر" بسبب الآلاف من وظائف التمريض الشاغرة في جميع أنحاء بريطانيا.
من جهته، قال متحدث باسم إدارة الصحة والرعاية الاجتماعية الحكومية الإدارة تأمل في أن ينظر الممرضون بإمعان في عاقبة أي إضراب على المرضى.
وأضاف المتحدث "نقدر العمل الشاق للممرضين في خدمة الصحة الوطنية ونعمل جادين لدعمهم". وأشار إلى الزيادات السابقة في الأجور التي حصل عليها القطاع.
وما زالت هيئة الصحة الوطنية تتعافى من الضرر الذي لحق بالخدمات خلال جائحة كوفيد-19، وتواجه أسوأ أزمة موظفين على الإطلاق وسط تراكم الحالات التي تنتظر الرعاية.
وتقدم الهيئة الرعاية الصحية مجانا في وقت ومكان الحاجة منذ عام 1948، وشهدت ارتفاعا قياسيا في عدد الأشخاص الذين ينتظرون بدء العلاج الروتيني بالمستشفيات وزيادة أوقات الانتظار في أقسام الحوادث والطوارئ.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز