رضيع بريطاني أصغر متبرع بالأعضاء في العالم
"سنرى طفلنا ثيو في عيون إيموجين، مع كل نفس يدخل إلي صدر الجميلة العزيزة، سنشعر بأنفاس ثيو بيننا".
"سنرى طفلنا ثيو في عيون إيموجين، مع كل نفس يدخل إلي صدر الجميلة العزيزة، سنشعر بأنفاس ثيو بيننا ومع كل عيد ميلاد لها سيكون عيد ميلاد لطفلنا الراحل، لقد غادرنا ملاكنا الصغير في عيد الميلاد ولكنه سيبقى معنا دائما في كل أعيادنا".
بهذه الكلمات تحدث والدا الرضيع البريطاني "ثيودور أومودي" الذي غادر الحياة وعمره لم يتجاوز الـ41 يوما إثر مرض أصابه فجأة وعجز الأطباء عن علاجه، ليصبح أصغر متبرع بالرئة في بريطانيا.
وكأن مشيئة القدر أرادت أن يمنح الرحيل المبكر للرضيع "ثيو" الحياة لطفلين آخرين، عبر التبرع بأعضائه الصغيرة، فالطفلة "إيموجين بولتون" كتب لها الحياة بعد أن أجريت لها زراعة رئة ناجحة، وهي الآن تتعافي في بيتها وتحظى بدفء وحب أهلها، ورعاية واهتمام والدي ثيو الذي أهداها الحياة.
أما الطفل الآخر فقد كتبت له الحياة بعد أن زرعت له كليتا "ثيو" وكان هذا الطفل الذي رفض أهله الكشف عن هويته لوسائل الإعلام يعاني من ضمور كامل في الكلى، مما استلزم زراعة كليتين أخريين للطفل الذي يحظى هو الآخر بحنان ورعاية أهله.
وعن قرار التبرع بأعضاء طفلهما الرضيع قال والدا "ثيو" اللذان رفضا الكشف عن اسمهما مكتفين بالحديث عن بطولة ابنهما الراحل: "هذه الفرصة لا تأتي للمرء سوى مرة واحدة، فرصة إنقاذ حياة إنسان آخر. إنه لشعور رائع أن تعرف أن الله قدر أن تكون أداة تمنح السعادة لعائلة بأكملها من خلال إنقاذ طفلهما من الموت أو من الحياة مع الألم".
وتضيف الأم وهي تحتضن صورة رضيعها: "عندما أخبرني الأطباء بعجزهم عن إنقاذ "ثيو" شعرت وكأن عاصفة هوجاء تضرب روحي، وبت أتحدث إلى ربي قائلة:"لماذا وهبته لي طالما ستحرمني منه قبل أن يتم من عمره شهران"، شعرت وأنا أتحدث بهذه الكلمات وكأن أعضائي تمزق بسكين بارد، ثم دخلت في نوبة بكاء حاد حتى جاء زوجي يهدئ من روعي ويهدهدني بفكرة أن "ثيو" سيكون معنا دائما عبر التبرع بأعضائه لمن يحتاج إليها، وبدأ يحدثني عن حالة الطفلة "إيموجين"، عندها فقط أدركت أن هذا العالم لا تحدث فيه الأشياء اعتباطا، بل كل بسبب، فبدأت أشعر بالسكينة وأنا أتأمل صورة الطفلة الجميلة التي ستمنحها رئة "ثيو" الحياة، فرضيت وابتسمت، أملا من الله أن تنتهي الجراحة بسلام وتسعد الطفلة وأهلها."
أما هارلي وجاسون بولتون والدا الطفلة "إيموجين" فقالا بصوت تخنقه عبرات الفرحة بعودة طفلتهما إلى الحياة والعرفان لوالدا "ثيو" عما وصفاها بـ"أثمن هدايا الكون": "لا ندري كيف يمكننا أن نشكر "ثيو"، لا نعرف كيف نعبر لوالديه عن امتناننا لما قدماه لنا بقلب سمح، وصدر رحب، ونفس كريمة، لقد أنقذا طفلتنا "إيموجين" من موت محقق.
وأضافت: فقد ولدت بعيب خلقي عطل رئتها فلم تكن تعمل، كانت تئنّ وهي تحت أجهزة التنفس الصناعي، وما كان بيدنا إنقاذها حتي جاءت هدية السماء مع أعياد الميلاد، لا نعرف كيف نشكر الله على قدره الرحيم، ولا كيف نرد لوالدي ثيو جميلهما الحميل.