"الاتحاد الجمركي".. كلمة السر لنجاح الاتفاق البريطاني الأوروبي
بريطانيا قد تذلل معظم العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق للانفصال (بريكسن) إذا ما تراجعت عن وعد بمغادرة الاتحاد الجمركي للاتحاد
تواجه تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، مأزقاً غير متوقع بعدما رفض البرلمان بأغلبية كبيرة خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وهي ضربة قوية لحكومتها، قد تتخطى عواقبها الداخل البريطاني إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع البعض لطرح العديد من السيناريوهات لإتمام "بريكست" باتفاق يرضي الطرفان (الاتحاد الأوروبي – بريطانيا) وينتشل حكومة ماي من ذلك "الفخ الدبلوماسي" الصعب، ولعل أبرزها هو إعادة التفاوض في حال استمرار ماي في الحكومة، وستسعى ماي جاهدة من خلالها إلى الحصول على تنازلات إضافية من الاتحاد الأوروبي، مما يعرضها للضغط على حكومتها لعدم الخروج من الاتحاد الجمركي الأوروبي والرضوخ لرغبة بعض المسؤولين الأوروبيين، خصوصاً بشأن حرية تجارة المحاصيل الزراعية تحديداً، فيما يبقى السيناريو الأصعب وهو نجاح حزب العمال المعارض في سحب الثقة من حكومة ماي، بعدما فشلت في إقناع البرلمان بالاتفاق، وصوّت بأغلبية 432 نائباً ضد الاتفاق مقابل 202، ولكن في هذه الحالة لن يبقى أمامه سوى أسبوعين فقط لإثبات قدرته على قيادة أغلبية في البرلمان وتشكيل حكومة.
- صندوق النقد: انفصال بريطانيا دون اتفاق أكبر خطر على اقتصادها
- ماي تبحث مع قادة الاتحاد الأوروبي هاتفيا "الخطوات المقبلة" لبريكست
قال فيل هوجان، مفوض شؤون الزراعة بالاتحاد الأوروبي، إن بريطانيا قد تذلل معظم العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق للانفصال البريطاني إذا ما تراجعت عن وعد بمغادرة الاتحاد الجمركي للاتحاد.
وكتب هوجان في صحيفة (آيرش إندبندنت)، السبت، يقول "إذا تراجعت ماي عن خطها الأحمر بشأن الخروج من الاتحاد الجمركي، ستتبدد جميع العقبات العالقة بشأن التوصل إلى اتفاق".
وقالت ماي بعد التصويت في البرلمان برفض اتفاق كانت قد توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي إن سياسة الحكومة ما زالت تتمثل في البقاء خارج الاتحاد الجمركي.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه إذا ما تخلت بريطانيا عن هذا الرفض، فسيكون الاتحاد راغباً في التفاوض، وقد يذلل هذا الصعوبات ذات الصلة بالحدود الأيرلندية، العقبة الأساسية في المباحثات.
وفي السياق نفسه، قال جاري رايس، متحدث باسم صندوق النقد الدولي، في بيان صحفي، الخميس، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق للحفاظ على بعض التكامل الاقتصادي، هو أكبر خطر في الأجل القريب على الاقتصاد البريطاني.
وأبلغ رايس الصحفيين أن جميع النتائج المترتبة على انفصال بريطانيا ستنطوي على تكلفة، لأنها ستزيد المعوقات إلى السوق الموحدة الحالية "السلسة" مع الاتحاد الأوروبي.
وتابع قائلاً: "الخروج دون اتفاق انسحاب وإطار عمل للعلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي هو أهم خطر في الأجل القريب على الاقتصاد البريطاني".
وأجرت ماي مباحثات هاتفية مع المسؤولين الأوروبيين جان كلود يونكر ودونالد توسك؛ لمناقشة "الخطوات المقبلة" المتعلقة بـ"بريكست".
وكانت ماي على تواصل مع قادة بروكسل عبر الرسائل النصية، منذ الثلاثاء الماضي، حين رفض البرلمان البريطاني اتفاق بريكست الموقع مع بروكسل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على تويتر: "ناقشت مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخطوات المقبلة على الجانب البريطاني تجاه بريكست".
كما تحدثت ماي بشكل منفصل مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بطلب منها، وقالت متحدثة باسم يونكر: "كان هناك تبادل للمعلومات من الجانبين. اتفق الاثنان على أن يستمرا في التواصل".
وكان يونكر رأى، الثلاثاء، أن رفض البرلمان البريطاني الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول بريكست يعزز خطر حدوث انفصال بلا اتفاق.
وقال: "أدعو بريطانيا إلى توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن، انتهى الوقت تقريباً".
واستبعد قادة الاتحاد الأوروبي حتى الآن إعادة التفاوض بشأن الاتفاق، لكنهم أشاروا إلى أنهم قد يؤجلون الانسحاب إذا قدمت ماي خطة.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز