"المخابرات البريطانية تدير الإخوان".. اعترافات الرجل الثاني في التنظيم
أقنعة تسقط.. وحقائق تتكشف، عن تنظيم الإخوان الإرهابي على ألسنة قادته، الذين "يؤكدون عمالتهم ولا يخجلون من بيع أوطانهم".
آخرها ما كشفه الإعلامي التابع للإخوان "حسام الغمري"، عن اعتراف صريح من الراحل إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان، في اجتماع مع قيادات الإخوان حضره هو نفسه بـ"علاقة التنظيم بالمخابرات البريطانية"، وأكد أنه "يقدم كل المعلومات لهم عندما يستدعونه".
- 3 يوليو.. بيان السيسي الذي أنقذ مصر من قبضة الإخوان
- قبائل مأرب اليمنية.. "سد سبأ" بين كماشة الإخوان والحوثي
وفي شهادته على تجربته مع الإخوان في إسطنبول التي نشرها خلال فيديو بثه على صفحته، مساء الأحد، قال الغمري: "إن الاعتراف جاء خلال اجتماع عقده قادة الجماعة في إسطنبول قبل سنوات حضره إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان، ومحمود حسين الأمين العام، آنذاك، قبل أن تتفاقم الخلافات بينهما وتحدث الانشقاقات".
اعتراف واضح
ويعبر الغمري عن صدمته إزاء موقف القيادات الإخوانية إذ كشف "منير" للحاضرين عن نيته تقديم هذه التفاصيل للمخابرات البريطانية، مؤكدًا على تعاونه مع هذه الأجهزة التي تستدعيه بشكل متكرر لاستجوابه والحصول على معلومات منه أو تكليفه ببعض المهام.
وتابع الغمري، أن "منير صدمه بهذا التصريح متسائلاً عن طبيعة المعلومات التي قدمها منير للمخابرات الغربية عن مصر والإخوان".
ولفت إلى أن "كل الدلائل تشير إلى أن قادة الإخوان يتلقون التعليمات من أجهزة مخابرات الدول التي يقيمون فيها".
عمالة قديمة
وحول علاقة المخابرات البريطانية بالإخوان يرى هشام النجار الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، أن "علاقة الإخوان بأجهزة المخابرات البريطانية أمر ثابت".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" يرى النجار أن "رعاية بريطانيا للإخوان موثقة في أكثر من كتاب ودراسة غربية وعربية".
وتابع: "هناك شواهد كثيرة لوجود علاقة مريبة بين المؤسس حسن البنا وبريطانيا، منها تقديم رئيس شركة قناة السويس الإنجليزي مبلغ ٥٠٠ جنيه مصري تبرعا للإخوان عام ١٩٣٠،وهو مبلغ كبير للغاية وقتها".
أداة لتقسيم المجتمع
ويشير النجار إلى الغرض من رعايتهم للإخوان بقوله: "لم تكن رعاية بريطانيا للإخوان إلا أداة لتنفيذ أغراضها في تقسيم المجتمع وتشتيت جهوده في النهضة والتنمية، فدعموا جماعة الإخوان ومهدوا لها الطريق لتكون هيئة موازية للأزهر تقدم خطابًا مليئا بالكراهية، بدلاً من خطاب الشيوخ الرسميين الذي كان يتسم بالتسامح والاستنارة".
ويستطرد النجار قائلًا: "بالفعل نجحت بريطانيا في هذا الشق بشكل كبير وبعد البنا استطاعت أمريكا استلام قيادة الجماعة وتوجيهها لإعاقة مشروع الرئيس جمال عبد الناصر النهضوي".
وأوضح أن "علاقة سعيد رمضان بالمخابرات الأمريكية والبريطانية واضحة وكاشفة لدور الجماعة المخرب في المنطقة، وفي مراحل عمر الجماعة تظل الجماعة أداة في يد المخابرات الغربية".
ويحلل النجار المعلومات التي كشفها الغمري قائلًا: "من الواضح أن تاريخ الاجتماع الذي يتحدث عنه الغمري والذي حضره ٨ من قيادات الإخوان المصريين يقع في الفترة ما بين عامي ٢٠١٦ او ٢٠١٧".
وأضاف: "هذا الاجتماع ناقشوا فيه دور محمد كمال، قائد اللجان النوعية المسلحة التابعة للجماعة في مصر، ومن المعلوم أن قيادات الصف الثاني كان لديها رأيان حول دور وطبيعة المهام الموكلة إلى ذلك الرجل".
وأشار إلى أن "منهم من كان يرى أن كمال ولجانه ينفذون ما اتفق عليه قادة الإخوان في اعتصام ميدان رابعة، وآخرون كانوا يرون أنه تغول إداري وأجرى انتخابات وعزل محمود حسين أمين عام الجماعة".
ويستنتج النجار من تفاصيل الاجتماع التي سربها الغمري أن "منير هدد الإخوان المجتمعين بإبلاغ المخابرات البريطانية عن تحركات محمد كمال، وأن عليهم منعه موضحًا أن كل كبيرة وصغيرة سيقوم منير بتوصيلها لهم".
علاقات متجذرة بمخابرات الغرب
فيما يرى عمرو عبد المنعم، الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية، أن "علاقة الإخوان بأجهزة المخابرات قديمة ومتعددة، وأن ما كشفه الغمري قد يكون جديدا بالنسبة له، لكن عمالة الإخوان للمخابرات العالمية أمر ثابت ومؤكد".
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" يرى عبد المنعم أن "أحد فصول دراسة الإخوان تاريخيًا علاقتهم بالمخابرات البريطانية منذ لحظة التأسيس، وعلاقتهم بالمخابرات الألمانية النازية فترة الحرب العالمية الثانية، وعلاقتهم بالمخابرات الأمريكية منذ السبعينيات وحتى الآن".
السكري كشفهم من قبل
وأضاف عبد المنعم أن "المعلومة التي نشرها الغمري تؤكد المؤكد ولم تأت بجديد، إلا أن أهميتها في فضح استمرار العلاقة المريبة بين الإخوان وبريطانيا حتى الآن، وأن الجماعة تدار من المخابرات البريطانية".
وأشار عبد المنعم إلى أن "أول من كشف هذه العلاقة هو أحمد السكري نائب حسن البنا والمؤسس الفعلي للجماعة في مقالاته التي نشرها في جريدة الوفد عام ١٩٤٧، والتي كشف فيه عن اتصالات البنا بالقوى الأجنبية العميلة، قائلاً: "وقفت أمنعك من هذا التصرف المشين، حتى اكتشافي عن طريق الصدفة، اتصالاتك ببعض الشخصيات الأجنبية، وهالني ما حدثني به أحدهم يوم 7 فبراير/شباط من العام ذاته".
وحول تأثير نشر هذه الأسرار على جماعة الإخوان يرى عبد المنعم أن عناصر جماعة الإخوان لن يتأثروا بمثل هذه الحقائق، فقد سبق وتأكدوا من عمالة قادتهم بعدما كشفها السكري في الأربعينيات والغزالي في الخمسينيات، ومؤخرًا محمود حسين الذي كشف علاقة منير بالمخابرات البريطانية، والذي رد الأخير بكشف علاقة محمود حسين بالمخابرات التركية، فالإخوان جلدهم سميك أمام الحقائق".
"لندنستان".. الملاذ الآمن للإخوان
ويختم عبد المنعم تصريحه قائلًا: "اليوم بعد وفاة منير الرجل الأول في الجماعة بعد المرشد وعميل المخابرات البريطانية ،تولى مهمته محمود الإبياري الآن سواء في التنظيم الدولي أو في التواصل مع المخابرات البريطانية ، و لعل هذا – حسب عبد المنعم - يفسر لماذا تعد لندن الملاذ الأكثر أمانا لقيادات الإخوان المسلمين في العالم"
هذه الحقائق التي كشفها حسام الغمري الإعلامي الذي كان مواليا لجماعة الإخوان، تأتي في سياق تقييمه لتجربته المريرة طوال عقد من الاصطفاف مع التنظيم الإرهابي والتعامل مع الجماعة عن قرب.
فأعلن عن قيامه بمراجعاته حول الجماعة فكرا وقيادة وتنظيما، وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تباعًا، بعد أن تأكد لديه أنهم لا ينتمون لوطن أو لمبدأ.