مومياء مصرية عارية تثير الجدل.. والمتحف البريطاني يعترف بخطئه
اعترف المتحف البريطاني بخطئه في الاحتفاظ بصورة مومياء عارية على موقعه الإلكتروني، بالرغم من تغطية الجزء السفلي للمومياء بقاعات العرض.
وأثارت مومياء "رجل جبلين" التي لا تزال تعرض عارية على الموقع الإلكتروني للمتحف البريطاني، غضب المؤرخ المصري وكاتب علم المصريات بسام الشماع، الذي خاطب المتحف في 16 فبراير الجاري مطالبا بعودتها إلى مصر، أو على الأقل تغطية الجزء السفلي منها.
وتلقى الشماع، الخميس، ردا من دانيال أنطوان القائم بأعمال رئيس قسم مصر والسودان بالمتحف البريطاني، تجاهل فيه الحديث عن مطلب عودة المومياء، مؤكدا أنه فيما يتعلق بمطلب تغطيه الجزء السفلي من المومياء، فقد تم ذلك منذ عام 2015.
ومومياء "رجل جبلين" سميت بهذا الاسم نسبة لمكان اكتشافها في منطقة "جبلين" التابعة لمدينة "إسنا" جنوب الأقصر بصعيد مصر، وهي لرجل مصري ليس له اسم معروف يرجع تاريخه إلى نحو ٥٥٠٠ إلى ٦٠٠٠ عام.
وتوجد المومياء بالمتحف البريطاني منذ عام 1900، وترجع قيمتها العلمية إلى أنها محنطة طبيعيا، وذلك لأن الجسد قد دفن في رمال أدت إلى تجفيفه تجفيفا طبيعيا دون أي تدخل آدمي.
وتم الدفن بوضع منثنٍ على شاكلة مشابهة لوضع الجنين البشري، وقد مات صاحب المومياء مطعونا في ظهره عن عمر ناهز ما بين ١٨ و٢١ عاما من عمره.
واعترف أنطوان في البريد الإلكتروني الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بأنه لم يتم استبدال الصورة التي تظهر فيها المومياء عارية بالموقع الإلكتروني، بصورة جديدة بعد أن تم تغطيتها.
وقال أنطوان إنه تمت تغطية النصف السفلي للمومياء بنسخ طبق الأصل من بعض الأحجار التي كانت تغطي دفنه في موقعه الأصلي بمصر، مشيرا إلى أن المومياء وصلت المتحف منذ أكثر من 100 عام دون أغلفة الدفن وبجسد مكشوف بالكامل، وعند تحديث قاعات العرض في 2015، تم تغطية الجزء السفلي من المومياء، لكي يكون شكل العرض الجديد متسقا مع مدونة السلوك التي نشرتها وزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية في عام ٢٠٠٥، حول طريقة عرض الرفات البشرية.
وأضاف مخاطبا الشماع: "من فضلك كن مطمئنا، إلى أن المتحف ملتزم برعاية الرفات البشرية بعناية واحترام وكرامة، وهو ما ستتأكد منه في الصورة الجديدة التي أرفقها لك، والخاصة بشكل العرض الجديد للمومياء، والذي لم يتم تحديثه بالموقع الإلكتروني".
ورغم سعادة الشماع بالرد البريطاني، فإنه يتمنى أن تحدث في القريب العاجل تغطية كلية وليست جزئية للمومياوات في كل مكان في العالم، متضمنا المومياوات المصرية، بحيث يمنع عرضها ويعاد دفنها، وهو المطلب الذي ينادي به منذ سنوات في حملته "العودة إلى الأبدية".
ويقول لـ"العين الإخبارية": "أنا ضد العبث بالمومياوات وإجراء الإشاعات المقطعية عليها، وأرفض أيضا عمليات استخراج عينات جثمانية لإجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) تحت ستار البحث العلمي".
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز