"درع طيني" لمومياء مصرية يكشف فرقا جديدا بين البسطاء والنخبة
رصد الباحثون اختلافات عدة بين التحنيط الفرعوني للنخبة والبسطاء، وأضافت دراسة أسترالية فرقا جديدا يتعلق بالدروع الواقية للمومياوات.
والشائع وجود اختلافات في جودة المواد المستخدمة في التحنيط، كما أن نوعية القرابين التي تترك مع المتوفى تختلف من فئة لأخرى، ولكن الجديد هذه المره كان في الدروع الجنائزية.
ومن الممارسات الجنائزية الشائعة عند النخبة طلاء جسم المتوفي بقشرة راتنجية مستوردة باهظة الثمن، ولكن الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة ماكواري الأسترالية بقيادة عالمة المصريات كارين سوادا، ونشرت في 3 فبراير/شباط بدورية "بلوس وان"، وثقت لأول مرة استخدام درع طيني بديلا لهذه المواد.
والمومياء التي أجريت عليها الدراسة هي لأنثى بالغة وتوجد في متحف "تشاو تشاك وينج" في سيدني، وكان السير تشارلز نيكولسون اشتراها، والتابوت الذي يغطيها، أثناء رحلة إلى مصر عام 1956.
وخضع الشخص المحنط لفحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) في عام 1999، وأعاد الباحثون مسح الجسم في الدراسة الحالية باستخدام تقنية محدثة.
وباستخدام التصور الجديد للأسنان والهيكل العظمي، فوجىء الباحثون بوجود قشرة من الطين تغلف الجسم بالكامل وهي مغطاة بطبقات من الكتان، وأشارت صور الطبقات الداخلية إلى تلف الجسم نسبيًا بعد وقت قصير من التحنيط الأولي، وساعد درع الطين والأغلفة الإضافية التي تم وضعها على إعادة توحيد الجسم واستعادته.
وقال الباحثون إنه "بالإضافة إلى الغرض الترميمي للدرع الطيني، فإنه أعطى أولئك الذين يعتنون بالمتوفى الفرصة لمحاكاة الممارسات الجنائزية للنخبة، ولكن باستخدام الطين كمادة رخيصة ومتاحة محليا، بدلا من طلاء الجسم بقشرة راتنجية مستوردة باهظة الثمن".
وكانت التحليلات الأخرى للجثة المحنطة قد كشفت أن الشخص المحنط كان شابًا بالغًا عمره (26-35 عامًا)، وأنه ينتمي إلى أواخر عصر الدولة الحديثة (1200-1113 قبل الميلاد).
وهذا يعني أن الجسد أقدم من التابوت الموضوع به، مما يشير إلى أن التجار المحليين في القرن الـ19، الذين اشترى منهم السير تشارلز نيكولسون المومياء، وضعوا جثة لا علاقة لها في التابوت لبيعها كمجموعة كاملة.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA== جزيرة ام اند امز