الصحف البريطانية تلقي الضوء على مهام مسبار الأمل
تتابع الصحف والمجلات العالمية العلمية المرموقة تغطيتها الواسعة لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ.
وذلك مع بدء العد التنازلي لدخول مسبار الأمل مدار كوكب المريخ في سابقة تاريخية تعزز مكانة الإمارات المتنامية كمركز للعلوم والمعارف الفضائية.
وجديد التغطية العالمية المستمرة لمهمة مسبار الأمل، تقريران نشرا في صحيفتي "أوبزرفر" و"جارديان" البريطانيتين تحدثا بإسهاب عن الأهداف العلمية لمهمة مسبار الأمل في دراسة مناخ الكوكب الأحمر، والمهمات الفضائية العالمية الثلاث للإمارات والصين والولايات المتحدة الأمريكية التي ستصل للمريخ في شهر فبراير الحالي.
"أوبزرفر": دراسة تفصيلية لمناخ المريخ
سلطت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية، في تقرير لها، الضوء على المهمات المريخية الثلاث التي تصل إلى الكوكب الأحمر خلال شهر فبراير الجاري، والتابعة لكل من دولة الإمارات والولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن مسبار الأمل ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ قد يكون أول الواصلين في ما يعتبر أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب.
وتطرق التقرير إلى أن مسبار الأمل الإماراتي الذي يعد أول مهمة مريخية تطلقها دولة في العالم العربي، يتوقع دخوله مدار المريخ في 9 فبراير الجاري ليبدأ دراسة تفصيلية لمناخ وطقس الكوكب الأحمر من غلافه الجوي لمدة تقارب عامين أرضيين، لإتمام مهمته التاريخية ذات الأهداف العلمية غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أنه عند وصول مسبار الأمل إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية وهي المرحلة العلمية، ستبدأ الأجهزة العلمية الثلاثة المتطورة على متنه جمع المعلومات والبيانات عن الغلاف الجوي للكوكب وعلى مدار سنة مريخية كاملة تعادل 687 يوماً أرضياً، قابلة للتمديد سنة مريخية إضافية، لترصد كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ.
ويرصد المسبار أيضاً العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا لكوكب المريخ، ويراقب الظواهر الجوية على سطحه، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ، بالإضافة إلى البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
وقالت الصحيفة إنه في التاسع من فبراير الجاري سيدخل "مسبار الأمل" إلى مدار الالتقاط حول المريخ، يتلوه المسبار الصيني بينما تباشر مهمة "بيرسيفيرانس" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا عملها في 18 فبراير.
ويأتي هذا التزامن في وصول المهمات الفضائية الثلاث إلى الكوكب الأحمر في فبراير الجاري، كونها انطلقت في شهر يوليو الماضي، الذي تضمن أفضل نافذة إطلاق لمهام مريخية تقطع المسافة بين كوكبي الأرض والمريخ والمقدرة بنحو 493 مليون كيلومتر في أقل زمن، بعد دراسة حركة الكوكبين وقياس مدى اقترابهما من بعضهما.
"جارديان": ترقب عالمي لثلاث مهام للمريخ
بدورها نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني مقالاً عن المهام الفضائية الثلاث التي أرسلتها كلٌ من دولة الإمارات العربية المتحدة والصين والولايات المتحدة الأمريكية إلى المريخ ومدى ارتفاع مستويات التوتر والترقب للمرحلة الأصعب من رحلة هذه المهام الثلاث من الأرض إلى المريخ.
وقالت الصحيفة إن سماء الكوكب الأحمر ستشهد عروض طيران مذهلة في الأيام القليلة المقبلة عندما تصل ثلاثة مهمات إليه بعد رحلة امتدت لملايين الكيلومترات عبر الفضاء العميق.
ومن المقرر أن يصل مسبار الأمل الإماراتي أولاً يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021، تتبعه مركبة الفضاء الصينية "تيانون -1" في اليوم التالي، ثم المركبة الأمريكية " بيرسيفيرانس" في 18 فبراير.
وأشارت الصحيفة إلى الرغبة المتزايدة للعديد من الدول في تطوير تكنولوجيا الفضاء الخاصة بها واستكشاف النظام الشمسي، منوهة بأن المريخ مكان صعب الزيارة خاصة وأنه من بين العشرات من البعثات المريخية التي أرسلت منذ عام 1960، تحطم حوالي نصفها أو لم تصل إلى الكوكب نهائياً بسبب فشل المكونات أو حدوث أخطاء في محرك الصاروخ أو في البرامج، فضلاً عن أن الكوكب يبعد مئات ملايين الكيلومترات عن الأرض، كما أن الغلاف الجوي المريخي ليس سميكاً وهذا يعني وجود رياح وعواصف غبارية قد تتسبب في إزاحة المركبات الفضائية عن مسارها.
وذكرت "جارديان" أن مسبار الأمل الإماراتي الذي يعد المهمة الفضائية الأولى التي تطلقها دولة عربية نحو كوكب المريخ، سيبطئ سرعته الهائلة خلال نصف ساعة باستخدام محركات الدفع العكسي الستة على متنه، حيث ستسهم هذه العملية عند نجاحها في إبطاء سرعة المركبة بما يكفي لالتقاطها من خلال جاذبية الكوكب، لتدخل حينئذ مدار المريخ.
وأشارت الجارديان إلى أن المسبار سيُمضي بعد ذلك فترة سنة مريخية كاملة أو عامين تقريباً بالتقويم الأرضي لدراسة المريخ وفهم كيف فقد الكوكب غلافًا جويًا سميكًا كان قادرًا على الحفاظ على بخار الماء على سطحه ولكنه تحول ببطء إلى بيئة باردة وجافة.
واختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن المهمات الثلاثة تأتي ضمن سلسلة من بعثات فضائية متعددة ستسهم في تعزيز معرفتنا بالكوكب الأحمر في السنوات القادمة.
الأول عربياً
ويشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" يعد الأول من نوعه عربياً ومحط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، كمشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وإثراء المجتمع العلمي العالمي وتوفير بيانات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر بحجم 1000 جيجابايت في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية في الوطن العربي والعالم لمستقبل البشرية في قطاع استكشاف الفضاء.
وستكون دولة الإمارات حال وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ.