مدير مركز أمني لـ"العين": يد الإخوان لا تزال تعبث بأمن 4 دول عربية
العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، يكشف عن أن يد تنظيم الإخوان الإرهابي لا تزال تعبث بأمن 4 دول عربية.
6 سنوات مضت على اندلاع ما تعرف إعلامياً بـ"ثورات الربيع العربي"، ولاتزال نيران هذا التحول حتى اللحظة تمضي في طريقها فتكاد لا تبقي ولا تذر.
4 أقطار عربية، اليمن والعراق وليبيا وسوريا، باتت ملتهبة باستمرار، ولا تزال المحاولات جادة في إنقاذها، بينما يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي وكل ما انبثق عنه من تنظيمات إرهابية مسلحة، وأد هذه المحاولات، إذ لا تزال يد التنظيم تعبث بأمن هذه الدول.
العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية في مصر، يشرح تفصيلياً في حوار خاص لـ"بوابة العين الإخبارية" العلاقة بين التنظيم الأم وما انبثق عنه من تنظيمات مسلحة، وكيف يعبث بمقدرات العرب في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يلي نص الحوار:
- ما دور تنظيم الإخوان في نشر جماعات الإرهاب المسلح بالشرق الأوسط خاصة في المناطق الملتهبة حتى الآن وهي اليمن، سوريا، ليبيا والعراق؟
منذ نشأة الإخوان وهم يقدمون أنفسهم كمناهضين للمشروعات الوطنية التي تؤمن بالديمقراطية الحقيقية وتؤمن بالحداثة وتداول السلطة، وتربّت الجماعة على العمل السري على هوامش الدول بشكل يتناقض مع مصالحها القُطْرية، ويتعامل التنظيم مع الأفرع الخارجية له في الدول العربية والغربية باعتبارها كياناً واحداً يخضع لمبادئ واحدة دون اعتبار لخصوصية كل قطر عربي لها مشروعها الوطني الخاص.
طوال هذه المسيرة لم يتورع تنظيم الإخوان من التواصل مع التنظيمات الإرهابية في كل محطاته التاريخية، وأحدثها التي تدور رحاها الآن في ساحات متعددة ممثلة في المناطق الملتهبة المذكورة ومصر أحياناً، فالخطوط مفتوحة بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية العاملة في تلك الساحات، الضخ مستمر من حيث العناصر الإخوانية للالتحاق بصفوف هذه التنظيمات، وتكوين ميلشيات صريحة ومحددة بأسماء تمويهية لأجهزة الأمن العربية والرأي العام العربي، لكن بالوصول لبعض الخلايا واستجواب أصحابها، تجد الأجهزة الأمنية العربية أنها تنظيمات إرهابية إخوانية من الطراز الأول، تُموّل وتُدار بتعليمات الجماعة وتسترشد بأجندتها.
وفي كل دولة تعتمد على مجموعة من الميلشيات المسلحة التي تقاتل على هامش الأحداث وتغذي الصراع بصورة أو بأخرى.
- هل من دليل يثبت ضلوع الإخوان في العمليات المباشرة على الأرض؟
كان هناك ما يشبه الاعتراف العلني من الرئيس الأسبق لمصر، محمد مرسي قبل أسابيع قليلة من ثورة 30 يونيو 2013، فقد أعلن بالقاهرة في مؤتمر تم بثه على الهواء مباشرة وبحضور آلاف المواطنين، قال فيه نصاً "لبيك يا سوريا"، وصرح بأنهم سيدفعون بشباب مصر للالتحاق بالتنظيمات المسلحة هناك، في مشهد فارق وغير مسبوق بين القيادات السياسية، فالمحطات متعددة، لكن التنظيم لم يتخلَ منذ نشأته في كل مراحله التاريخية عن مسألة الاحتكام إلى السلاح والعنف وتغذية التنظيمات الإرهابية طيلة الوقت بأجندات وإمكانات ودعم لوجيستي يمكنها من تحقيق مخاطر كبيرة على أمن هذه الدول.
- ما التكنيك الذي استخدمه الإخوان للتواصل مع جماعات الإرهاب المسلح؟
التنظيم محترف في العمل تحت الأرض سراً ولديه تراث طويل جداً في التواصل مع هذه التنظيمات المسلحة، كان في البداية نوع من التواصل والتنسيق غير المباشر، حاول الإخوان تصوير أنفسهم بأنهم التنظيم المعتدل الذي يمارس السياسة، لكنه في الحقيقة يتواصل مع التنظيمات المحترفة التي تقدم نفسها على أنها تنظيمات مسلحة صريحة، مثل القاعدة، أنصار بيت المقدس في مصر، وميلشيات فجر ليبيا، وكان يعتمد على رسل له يؤدون أدواراً تنسيقية بين مكتب الإرشاد في مصر أو التنظيم الدولي، وهذه الجماعات المسلحة، لكن بعد إزاحتهم من حكم مصر بثورة 30 يونيو اختلف المشهد وتجاوز مرحلة التنسيق للعمل الفعلي المشترك.
ونشأت تنظيمات مختلطة ما بين عناصر من الإخوان، وكان ذلك معلناً من القيادات الإخوانية المتوسطة التي أعلنت أنه لا طائل من التحرك السياسي وأن الخيار الأكثر ترجيحاً العنف المسلح ضد الأنظمة، ليس في مصر وحدها إنما في معظم الدول التي يتواجدون فيها، وانضم عدد كبير من شباب الإخوان من الجيل الذي تربى على أن التغيير لا يكون إلا بالعنف والسلاح وفقاً للعقيدة الإخوانية، وبدأوا التنفيذ، وبدا الأمر كأنهم ينفذون أجندة واحدة مع التنظيمات المسلحة، في النقاط الملتهبة حالياً بخطة تيكتيكية واحدة على الأرض.
- لو تحدثنا عن اليمن تحديداً، هل يؤدي كل من الإخوان وإيران دوراً مشتركاً بها؟
هما يشتركان في العناوين العريضة، المؤثرة للغاية، والغرض منها محاربة مشروع الدولة الوطنية.
فالثورة اليمنية عندما اندلعت في 2011 وأزاحت علي عبد الله صالح، ظهرت مبادرة خليجية حاولت أن تحفظ دولة اليمن وتساعدها في عبور مرحلتها الانتقالية، وتضمن انتقالاً آمناً للسلطة مع سلطة أخرى شرعية، وكانت هذه المبادرة بين المساعي الإقليمية الأكثر نضوجاً وحرصاً على الشعب اليمني ومقدراته المستقبلية، وقدمت مساعدات هائلة، هذا الأمر تقاطع مع المصالح الإيرانية والاخوانية باليمن، فإيران تريد الاستحواذ على القرار اليمني والسلطة بشكل صارح، واستغلت مجموعة من الميلشيات تحت ستار الحرب المذهبية، ولم يكن هذا التصرف وليد الظرف، ولكن كان مخططاً منذ لحظات الثورة الأولى.
والقفز على استعادة من أزاحتهم الثورة اليمنية (المنشقين من علي عبد الله صالح والمحاربين في صفوفه) يوضح أن الأمر ليس له بُعد مذهبي بقدر ما يشكل خطة إيرانية متكاملة الأركان لضمان أن تهدد أمن شبه الجزيرة العربية بأكملها، وكل ما بها من نقاط استراتيجية كبحر العرب، خليج عدن وباب المندب.
وكان واضحاً من المخططات الإيرانية بعد استقرار السلطة الشرعية في اليمن، وبدء العملية السياسية في اليمن، أن هناك رغبة لسحب هذه العملية السياسية لفوضى الاقتتال المسلح، ونجحت في ذلك للأسف، ولعبت تنظيمات الإخوان في الداخل في نفس الاتجاه وبدأت تقفز على التناقضات اليمنية، واحتكمت هي الأخرى للسلاح، فهناك تهديد حقيقي، والمشروعان ربما لا يعلنان عن أنفسهما أنهما متحدان لكن النتيجة واحدة في كل الأحوال، وأظن أن عملية الحزم العسكري الذي ينفذها التحالف العربي في إطار مكافحة هذا التهديد الكبير الذي وصل بالحالة الأمنية اليمنية إلى غير مستقرة ومهددة بقوة تحتاج لتدخل الأشقاء، وهو سبب رئيسي من أسباب هذا العمل العسكري.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز