هل أتاكم نبأ بيان الإخوان؟ كلمات معسولة للفرار من المقصلة الشعبية
شمتت أذرعها الإعلامية ولجانها الإلكترونية في الجيش المصري، فيما دعا متحدثها للإفراج عن الجنود، ازدواجية معايير تعاني منها جماعة الإخوان، التي باتت تتخبط يمينًا ويسارًا، في قراراتها ومواقفها.
فما إن بُثت مقاطع "استسلام" الجنود المصريين في قاعدة مروي شمال السودان لقوات الدعم السريع، حتى وجدت أذرع الإخوان الإلكترونية فيها ضالتها، فأخذت على عاتقها مهمة نشرها، والإساءة إلى الجيش المصري وجنوده، والترويج لروايات لا أساس لها من الصحة.
إلا أن محاولاتها للنيل من الجيش المصري تحطمت على صخرتي الوعي الشعبي الذي شن هجومًا صارمًا على مساعيها للنيل من الجيش المصري، والبيان الصارم من المتحدث العسكري الذي كشف فيه عن مهام القوات المصرية في مطار مروي.
حيلة جديدة
وما إن فشلت تلك الخطة حتى لجأت جماعة الإخوان إلى حيلة جديدة، للفرار من المقصلة الشعبية التي أعدها لها المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، فأصدرت بيانًا طالبت فيه قوات الدعم السريع، بالقيام بما تحتمه مسؤوليتها عن سلامة وأمن الجنود المصريين، وتسهيل عودتهم الفورية إلى أوطانهم، وعدم الزج بهم في الصراع الداخلي.
تلك المراوغة الإخوانية، التي لطالما يلجأ إليها التنظيم الإرهابي، بعد انكشاف زيف مخططاته، قال عنها الكاتب والباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي هشام النجار، إنها محاولة للقفز على الأحداث وإثبات وجودها في المشهد الإقليمي.
وأوضح الباحث في الجماعات المتطرفة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن البيان الإخواني جاء لذر الرماد في العيون، وإخفاء حجم الكوارث التي تسببت فيها الجماعة للسودان والسودانيين.
وأشار إلى أن حديث متحدث جبهة لندن محاولة من تنظيم الإخوان لتزييف الواقع، بإخفاء حقيقة دوره في تدهور الأوضاع في هذا البلد المهم والحيوي والاستراتيجي.
وبحسب الباحث في الجماعات المتطرفة، فإن ما وصل إليه السودان اليوم، من انقسام وانفصال وتدهور للأوضاع المعيشية والاقتصادية، وزيادة حدة الصراعات المسلحة، كان نتاج فترة حكمت فيها الجماعة السودان بقيادة عمر البشير لمدة ثلاثين سنة.
وأشار إلى أن خلاص السودانيين وتحررهم من بقايا حكم جماعة الإخوان التي لا تزال نافذة وتحكم قبضتها على عدد من الخيوط الفاعلة في البلد الأفريقي، لمنع أية خطوات لتسوية سياسية متكافئة ولصيغة توافقية توحدهم.
غسيل سمعة
الأمر نفسه أشار إليه الكاتب والباحث في الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، والذي قال إن البيان الأخير لجبهة لندن يدل على ثلاثة أهداف وصفها بـ"الهامة جدا"؛ أولها: محاولة للبحث عن دور لإعادة دخول المشهد والتأكيد على شرعيتها، وأنها الجبهة الرئيسية لجماعة الإخوان.
ثاني تلك الأهداف يتمثل في مساعي جبهة لندن لـ"غسل السمعة" من التطرف والعنف والإرهاب والمواجهة مع الأجهزة الأمنية والنظم، بعد سقوط قناع السلمية عن التنظيم الذي تنتسب إليه خلال الفترة السابقة، بحسب فاروق، الذي قال إن الهدف الثالث يتمثل في محاولة منها لتحقيق مكاسب سياسية عبر التواصل مع النظام السياسي.
وأوضح الباحث في الجماعات الإرهابية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن جبهة لندن تحاول السير على خطى نهج إبراهيم منير قبل وفاته بالبعد عن السياسة، متوقعًا إصدار الجماعة العديد من البيانات في الشأن الخاص بالمنطقة العربية، لا لتصحيح مواقفها بل لتوظيفها سياسيًا وغسل سمعتها.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يحاول الدخول في صفقة سياسية وإعادة الجماعة إلى المشهد حتى لو على المستوى الاجتماعي والدعوي، عكس جبهة محمود حسين بتركيا والتي تنتهج العداء المباشر طريقًا للتعامل مع الدولة المصرية.
مراوغة وخداع
الكاتب والباحث في الإسلام السياسي الدكتور عمرو عبدالمنعم فسر بيان إخوان لندن بأنها محاولة للظهور بمظهر الاعتدال، مشيرًا إلى أن الجماعة تحاول الخروج من مأزق 2013، والذي أزاحهم من المشهد في مصر، ببيانات تتوافق مع المعطيات الإقليمية والدولية.
وأوضح الباحث في الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن جبهة منير ستواصل ذلك الخطاب في محاولة لإدراج الجماعة في المنظومة السياسية والفكرية والتربوية، أملا في أن تنجح في خداع المجتمع الدولي والإقليمي.