شائعات "الإخوان" تضرب أحد كوادر التنظيم.. هل انتحر نجل مرسي؟

رغم فشل سلاح الشائعات وتحطمه على صخرة الوعي الشعبي، فإن تنظيم الإخوان لم يكف عن إشهاره في وجه الدولة المصرية.

سلاح فشل مرات ومرات في أن يمنح تنظيم الإخوان ثغرة يمر من خلالها إلى البلد الأفريقي ومواطنيه الذين لفظوه في ثورة شعبية اقتلعته من جذوره.

إلا أنه رغم ذلك، يواصل تنظيم الإخوان استخدامه، لعله يفتح له بابا أوصدته السلطات المصرية في وجهه، أو يكون بمثابة مخرج ومفر له من أزماته، التي تهدد بنسف إرث مؤسسه حسن البنا.

فما الجديد؟

نشرت وسائل إعلام إخوانية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، شائعات مفادها، انتحار نجل الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، في محبسه.

ونقلت وسائل إعلام إخوانية عن أحد مسؤولي مركز إخواني لحقوق الإنسان يتخذ من العاصمة البريطانية مقرًا له ويدعى خلف بيومي، تفاصيل راح يسهب فيها عن كيف حاول نجل الرئيس الإخواني الراحل الانتحار في محبسه، دون أية أدلة على تصريحاته.

وكان تنظيم الإخوان ‏أنشأت مركز الشهاب لحقوق الإنسان الذي يرأسه خلف بيومي، المقيم في العاصمة البريطانية ‏حالياً، وهي ‏مؤسسة تعمل على دعم سجناء التنظيمات الإرهابية.‏ ‏

إلا أنه لم تمض ساعات على تلك الشائعات التي لم تجد أرضية صلبة ترتكز عليها، حتى أصدرت أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي بيانًا نفت فيه تلك الشائعات.

• "إفلاس الإخوان".. سلاح الشائعات يتعطل على عتبة مراكز الإصلاح والتأهيل

وقالت "مؤسسة مرسي للديمقراطية" في تغريدة عبر حسابها على "تويتر" إن أسرة مرسي "تنفي صحة الأخبار المتداولة بخصوص محاولة انتحار نجلها أسامة مرسي -المحامي- في محبسه بمجمع سجن بدر 3".

وأهابت أسرة الرئيس الإخواني الراحل ببعض وسائل الإعلام وبعض المنصات الحقوقية التي نشرت الخبر، تحري الدقة والتأكد من مصادرها.

شائعات الإخوان لم تتوقف عند نجل محمد مرسي، بل إن المنصات الإخوانية زعمت منع ذوي السجناء من زيارة المتهمين داخل مراكز الإصلاح والتأهيل.

الرد كان حاضرًا -كذلك- ببيان رسمي، وإن لم يشر لشائعة الإخوان، لكنه أجهض محاولات التنظيم الترويج لمثل تلك الشائعة.

إجهاض محاولات الإخوان

فوزارة الداخلية المصرية، أعلنت في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إتاحة زيارة إضافية للنزلاء، بمناسبة قرب الاحتفال بعيد القيامة المجيد، و"حرصاً منها على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للنزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل، ودعمهم نفسياً".

وقالت وزارة الداخلية، إنها قررت منح النزلاء زيارة استثنائية، يوم الأحد الموافق 2023/4/16، للقاء ذويهم، على ألا تحتسب ضمن الزيارات المقررة لهم.

• الإخوان وبكاء البنا.. استدعاء حيلة الماضي للهروب من أزمات الحاضر

وأشارت إلى أن قرارها يأتي في إطار حرص وزارة الداخلية على إعلاء قيم حقوق الإنسان، وتطبيق السياسة العقابية بمنهجها الحديث، وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء .

وكانت وزارة الداخلية اتجهت منذ أكثر من عام، إلى استراتيجية إنشاء مراكز الإصلاح والتأهيل في محافظات عدة، بعد إغلاق أكثر من 15 سجنا، رافعة شعار "مراكز الإصلاح.. الوجه الآخر للسجون".

استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بالنزيل واحترام آدميته، لإعادة تأهيله مرة أخرى ليكون مواطنا صالحا في المجتمع عقب قضاء العقوبة، إلا أنها في أدبيات ومزاعم الإخوان، أداة لعقاب النزلاء.

مليشيات إلكترونية

وحول أسلوب الشائعات وسر عزف الإخوان على وتره رغم فشله، قال الكاتب والباحث في الحركات المتطرفة منير أديب، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الشائعات أسلوب قديم جديد، يكشف عن إفلاس الإخوان ونظامهم واشتداد الصراعات الداخلية.

وأوضح الباحث في الحركات المتطرفة، أن تنظيم الإخوان يحاول من خلال نشر الشائعات إعادة جذب المصريين بعد تفرقهم من حوله، مشيرًا إلى أنهم "يحاولون اغتيال الجهاز الأمني المصري معنويا بنشر الشائعات المختلفة".

رؤية أخرى أشار إليها أديب، قائلا إن تنظيم الإخوان يحاول ترويج الشائعات ضد خصومه للهروب من أزماته، وافقه فيها الكاتب والباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم، الذي أكد أن الشائعات المختلفة جزء من العمل اليومي للمليشيات الإخوانية الإلكترونية لإثارة بلبلة على مستوى الرأي العام المصري.

وفيما قال إن تنظيم الإخوان يهدف لإظهار مصر مليئة بالعديد من المشكلات، أشار إلى ضرورة أن تتعامل الدولة المصرية مع الأزمات بشفافية وأن يتحول الإعلام للفعل بدلا من رد الفعل على شائعات الجماعة.

سر التوقيت

وعن سر توقيت تكثيف الشائعات، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور هشام النجار، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الجماعة تحاول عبر تكثيف نشر الشائعات والأخبار الزائفة التي تروجها، للهروب للأمام والتغطية على أزماتها وخلافاتها وصراعاتها الداخلية.

وأكد أن تنظيم الإخوان يعول على بعض المتحمسين أو فاقدي الأمل أو المصابين بالإحباط؛ لإيجاد ثغرة في الشارع تنفذ من خلالها.