أحداث السودان.. تحركات مصرية لإخماد نار التصعيد
خطوات مصرية متسارعة على طريق إنهاء التصعيد في السودان، وإرساء السلام، خوفًا من أن يتحول القتال في ثالث أكبر بلد في أفريقيا، إلى تهديد لاستقرار المنطقة.
فما إن اندلع القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حتى أصدرت العاصمة المصرية بيانًا طالبت فيه فرقاء السودان بالتهدئة، وعدم الانجرار إلى التصعيد، بل إنها دعت إلى اجتماع في الجامعة العربية، انتهى إلى المطالبة بضرورة وقف الاشتباكات.
فما آخر الخطوات المصرية؟
آخر تلك الخطوات المصرية على صعيد تهدئة الأوضاع في السودان، ذلك الاتصال الهاتفي الذي أجراه اليوم الإثنين، وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث مستجدات الأزمة.
وقالت "الخارجية المصرية"، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الوزير شكري، ناقش مع نظيره السعودي، تطورات الأزمة، مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها.
وأكد الوزير شكري خلال الاتصال على ان الرسائل المصرية للطرفين السودانيين تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدى الي وقف فوري لإطلاق النار يسهم في حقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على مقدراته. وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها.
ومن السعودية إلى جيبوتي وجنوب السودان، كانت المباحثات المصرية حاضرة في محاولة من القاهرة، لوقف التصعيد في السودان.
تفاقم النزاع
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الوزير سامح شكري أجرى اتصالين مع وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف والقائم بأعمال وزير خارجية جنوب السودان دينج داو بشأن تطورات الأزمة الراهنة في السودان.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أن هذين الاتصالين جاءا في إطار عضوية البلدين في الوفد الرئاسي المقرر إيفاده للسودان من قبل منظمة "إيجاد" للوساطة، بالإضافة إلى إعلان الرئيسين المصري والجنوب سوداني أمس عن استعداد البلدين للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية.
وأشار السفير أبو زيد إلى أن الوزير سامح شكري أكد على أهمية التعامل مع النزاع الجاري باعتباره شأناً داخلياً، مع النأي عن التدخل فيه بصورة تفاقم من حدة النزاع.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري شدد خلال الاتصالين أيضاً على ضرورة تكامل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها، وضرورة التركيز على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، مبرزاً الجهود التي تضطلع بها الجامعة العربية في هذا الشأن.
حراك رئاسي
الحراك الدبلوماسي المصري الأخير، جاء بعد يوم من اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من نظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت، أكد فيه الرئيسان استعدادهما للقيام بدور الوساطة بين الأطراف السودانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، إن الاتصال الهاتفي تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.
وأكد الرئيسان السيسي وسلفا كير خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مشددين على كامل الدعم للشعب السوداني في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وقال المتحدث الرئاسي، إن السيسي وسلفا كير وجها نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني.
وأضاف أن الجانبين أعربا عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، مشيرًا إلى أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة.
إنهاء الأزمة
حراك مصري مع دول الجوار للسودان، تزامن مع تحركات من القاهرة مع الخرطوم، لبحث جهود إنهاء الأزمة.
فوزير الخارجية المصري سامح شكري، أجرى يوم الأحد، اتصالا هاتفيا بنظيره السوداني علي الصادق، نقل فيه قلق بلاده البالغ من استمرار المواجهات المسلحة الحالية، لما تمثله من تهديد لأمن وسلامة الشعب السوداني واستقرار دولته.
وأضاف أن الوزير أطلع نظيره السوداني على المبادرة المصرية السعودية بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، مؤكداً أن الموقف المصري سيظل دائماً يدافع عن وحدة وسلامة السودان، وعن مقدرات الشعب السوداني، وضرورة عدم تدخل أي طرف خارجي بأي شكل يؤجج من النزاع الجاري.
وأشار إلى أن وزير الخارجية المصري استمع إلى تقييم نظيره السوداني للأوضاع على الأرض، وللجهود والاتصالات الإقليمية والدولية الجارية في إطار متابعة تطورات الأزمة.
كما تطرق الاتصال أيضاً إلى أوضاع الجالية المصرية في السودان، وأهمية الحفاظ على أمن وسلامة جميع المصريين الموجودين في السودان في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة، بحسب المصدر ذاته.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز