مرشحو الإخوان لرئاسية تونس.. تشتت تغلفه جرائم تاريخية
حركة النهضة الإخوانية تدخل الانتخابات بقوى مشتتة تجعلها غير قادرة على المراهنة بشكل جدي للفوز برئاسية تونس.
يخوض إخوان تونس سباق الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 بأكثر من عنوان سياسي وأكثر من شخصية التصقت بها جرائم إرهابية ودبلوماسية.
سباق يدخلونه تحت وقع انقسامات حادة وصراعات داخلية توزعت فيها قاعدة الانتخابات إلى 4 مترشحين وهم نائب رئيس حركة الإخوان عبدالفتاح مورو والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي والوجه الإخواني المعروف حمادي الجبالي إضافة إلى أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد المحسوب على الإخوان.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الأربعاء، قائمة المقبولين بصفة أولية والتي تضمنت قبول 26 مطلبا نظرا لاستيفائهم الشروط المطلوبة بينما رفضت 71 آخرين.
واعتبر ماهر الشيخاوي الناشط في المجلس التونسي للحريات "مستقل" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "حركة النهضة الإخوانية تدخل الانتخابات بقوى مشتتة تجعلها غير قادرة على المراهنة بشكل جدي للفوز برئاسية تونس".
وتابع الشيخاوي، الذي قام بدراسة حول حظوظ الإخوان في رئاسية تونس في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أن "اختيارات التونسيين ستكون متجهة نحو شخص يمثل استمرارية للفكر البورقيبي -نسبة للحبيب بورقيبة".
مورو.. المتقلب عدو الفكر الحداثي
وذهب في تحليله إلى أن "شخصية عبدالفتاح مورو لا تمثل مصدر طمأنينة للتونسيين وحتى لحاملي الأفكار المحافظة"، معللا ذلك بأن "شخصية مورو هي شخصية متقلبة، لا بوصلة لها ويطوي في مسيرته كل التجارب التي يرفضها الفكر الحداثي لتونس"، بحسب توصيفه.
الجبالي.. رمز الإرهاب
مرشح آخر للإخوان هو من صندوق ألغامها الداخلية اسمه حمادي الجبالي يجد نفسه أمام ملفات حارقة حول تورط حكومته سنة 2012 في اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد وفي الاعتداء على مئات التونسيين بمحافظة سليانة شمال غرب تونس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بسلاح لصيد الحيوانات البرية".
"هي دراما إنسانية" يصفها الحبيب الصويلحي القيادي بحزب المستقبل "يساري" في تصريحات لـ"العين الاخبارية" ما زالت راسخة في أذهان ملايين التونسيين.
وأكد أن "الجبالي يمثل في مخيلة التونسيين رمزا للإرهاب انطلاقا من حادثة تفجير النزل التونسية بمحافظتي سوسة والمنستير ساحل البلاد سنة 1986 مرورا بوقوفه وراء أوامر رشق اليساريين بالزجاجات الحارقة في شتاء 1990 وصولا إلى إشرافه على تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر الداعشي بسوريا والعراق بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي سنة 2011."
المرزوقي.. رهان على الفشل
بحصيلة يراها ملايين التونسيين كارثية على أمن البلاد واقتصادها يتجرأ المنصف المرزوقي لطرح اسمه من جديد في معركة السباق نحو قرطاج.
أحد المعاونين للمنصف المرزوقي والمستقيلين من حزبه يروي لـ"العين الإخبارية" شهادات حية عن فترة حكمه.
وأكد المصدر أن المرزوقي كان يسعى إلى خوض معارك دبلوماسية مع الجزائر ومصر خدمة للمشروع الإخواني في 2012، وإدخال تونس في مآزق دبلوماسية عميقة لولا وصول الباجي قايد السبسي للرئاسة في 2014.
وأوضح أن المرزوقي يعتبر خطرا على تونس مشككا في قدرته على تحمل مسؤولية السياسة الخارجية والأمن القومي في هذه المراحل الحساسة التي تعيشها المنطقة.