مع انهيار شعبيته.. "أحلام" الشاهد في رئاسة تونس تتبخر
انتقادات واسعة ليوسف الشاهد بسبب استغلاله للأجهزة التونسية لصالحه في الانتخابات الرئاسية.
استغلال أجهزة الدولة لدعم فرصه في الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، طريقة أصبح يتبعها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لمواجهة المرشحين الذين ينافسونه على خلافة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
الشاهد الذي قدم أوراق ترشحه في اليوم الأخير قبل غلق باب الترشيح يجد نفسه أمام اتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات عبر أدوات الدولة، وأجهزتها خدمة لمصالحه الخاصة، وحزبه "تحيا تونس" الذي تأسس 1 مايو/أيار 2019.
كما أن الشاهد، الحليف السابق لتنظيم الإخوان الإرهابي، تعالت الأصوات الناقدة لتصرفاته، وطالبته بتقديم استقالته، خاصة مع اعتدائه الأخلاقي والأدبي على حلم الديمقراطية المنشود في تونس، بحسب مراقبين.
وطالب نجل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، والمدير التنفيذي لحزب "نداء تونس"، رئيس الوزراء التونسي بتقديم استقالته حتى يتفرغ لطموحاته بإمكانياته وموارده الذاتية فقط، وحتى يكون مع بقية المواطنين على قدم المساواة، وذلك في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع حافظ السبسي في تدوينته: أن "الاستقالة شرط ضروري لكي تكون الحظوظ متساوية، وكي تكون النتائج مقبولة، وبعيدة عن التشكيك والتوظيف السافر لأجهزة الدولة".
الشاهد عيّن في الفترة الأخيرة سبعة معتمدين خاصين في مختلف المحافظات، في خطوة اعتبرها خصومه خطوة للتمكن من النجاح في الانتخابات الرئاسية.
ويصف محمد الناصر الشارني، الناشط النقابي بمحافظة الكاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، الشاهد بالمخترق لأجهزة الدولة، قائلاً: "إن اتحاد الشغل رصد تعيينات جديدة على رأس الإدارات الرسمية مهمتها الدعاية لـ"تحيا تونس"."
وأوضح الشارني أن تحركاً نقابياً ستشهده بعض الجهات للتنديد بمحاولات التحالف الإخواني مع يوسف الشاهد لضرب مصداقية الانتخابات.
انهيار شعبية الشاهد
وسجلت استطلاعات الرأي انهيار لشعبية يوسف الشاهد بين التونسيين خلال الشهرين الماضيين؛ حيث كشفت شركة سيغما كونساي "خاصة" عن يوسف الشاهد لا يمتلك إلا 6% من نوايا التصويت للرئاسية، أمام تصاعد حظوظ رجل الأعمال ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي بـ29%.
ويواجه يوسف الشاهد هذه الأيام انتقادات واسعة إثر تردي الخدمات الأساسية مثل انقطاع مياه الشراب خلال عيد الأضحى، شملت 10 محافظات من 24 محافظة، بجانب غضب شعبي وصل لحد قطع الطرقات ورفع شعارات لإسقاط حكومته.
وقال محمد الطاهر قلنزة، الناشط النقابي في الشركة التونسية للمياه في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن السبب الرئيسي للانقطاعات التقصير الحكومي في توزيع المياه، وعجز وزير الفلاحة سمير الطيب عن وضع الاستراتيجيات اللازمة للتحكم في ندرة الماء.
الاحتجاجات رافقتها عملية حرق للإطارات في محافظات قفصة وسيدي بوزيد جنوب البلاد، وإغلاق الطرقات المؤدية للعاصمة تونس.
ورغم محاولات قوات الأمن التفاوض مع المحتجين، إلا أن الانقطاع المتواصل لمياه الشراب فاقم الاحتجاجات، واعتبر حمة الهمامي المترشح للرئاسية والناطق باسم الجبهة الشعبية أن الحكومة لا تفكر إلا في الانتخابات متناسية دورها في توفير الحاجات الأساسية للشعب، مشيراً إلى أن الفشل هو السمة الوحيدة التي رافقت التحالف بين الشاهد والنهضة.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الفترات السوداء التي عاشها التونسيون مع حكومة الشاهد يجب أن تترجم يوم الانتخابات بعدم تجديد الثقة في الشاهد والنهضة وإعطاء الفرصة لتيارات سياسية أخرى لإنقاذها من الفشل الاقتصادي والاجتماعي.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز