98 مرشحا لرئاسة تونس وتحذيرات من شراء الإخوان الأصوات
هيئة الانتخابات تبدأ الأحد النظر في تطابق طلبات الترشيح مع الشروط التي من بينها تجميع 10 آلاف توقيع أو 10 تزكيات من نواب بالبرلمان
قبل ساعة من انتهاء الفترة المخصصة، الجمعة، لتقديم الطلبات للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في تونس منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، بلغ عدد المتقدمين 98 مرشحا لخلافة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
ومع إغلاق الباب الترشح للرئاسية، تصاعدت التحذيرات من خطورة المال السياسي الفاسد الذي تستعمله بعض الأحزاب خاصة حركة النهضة الإخوانية لشراء أصوات الناخبين وتغيير نتائج الصندوق بالتزوير.
وتبدأ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الأحد المقبل النظر في مدى تطابق طلبات الترشيح مع الشروط التي من بينها تجميع 10 آلاف توقيع من المواطنين أو 10 تزكيات من نواب بالبرلمان.
وأغلبية المرشحين هم زعماء الأحزاب السياسية الموالية للحكومة أو المعارضة، حيث ارتفع عدد المترشحين لرئاسية 2019 مقارنة بالمترشحين للانتخابات الماضية عام 2014 الذين بلغ عددهم 70 مرشحا.
ومن بين الذين يسعون للفوز برئاسة تونس، الكاتب الصافي سعيد ورئيس حزب تيار المحبة الهاشمي الحامدي وزعيم اليسار حمة الهمامي والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي المغامرة الرئاسية.
ويرى مراقبون أن المنافسة ستكون محتدمة بين الأسماء الحزبية التي تقف وراءها آلة دعاية سياسية وإعلامية تعطيها القدرة على التعبئة الجماهيرية.
وحذرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من خطورة المال السياسي الفاسد الذي تستعمله بعض الأحزاب لشراء أصوات الناخبين وتغيير نتائج الصندوق بالتزوير.
حركة النهضة الإخوانية تعد من أكثر الأحزاب التي تحوم حولها شبهات استعمال الأموال المشبوهة، حيث يؤكد زياد الطاهري الخبير بالشأن الانتخابي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الهيئات السابقة للانتخابات رصدت تجاوزات للإخوان في محافظات الجنوب.
وأوضح أنه بين التجاوزات الإخوانية تقديم هدايا وأموال للناخبين، وهذه السلوكيات غير قانونية يجب التصدي لها.
وقف الأخونة
ترفع المرشحة للرئاسية عبير موسى شعار تغيير الدستور والنظام السياسي الذي يحكم تونس منذ سنة 2014، معتبرة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الهدف من وصولها للرئاسية اقتلاع منظومة الإخوان من تونس.
وأرجعت ذلك بأنها منظومة "خراب" و"تدمير للاقتصاد"، واعدة أنصارها بفتح ملف الجهاز السري للإخوان لحظة الوصول لسدة الحكم.
عبير موسى ليست وحدها بل هناك العديد من الأسماء المعارضة لحركة النهضة على غرار زعيم اليسار حمة الهمامي وليلى الهمامي ورئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي، في حين دفع الإخوان بعبدالفتاح مورو لخوض الرئاسية بدل حليفها الرئيسي يوسف الشاهد.
ويرى عبدالستار بوعلاق أستاذ علم الاجتماع السياسي في كلية 9 أفريل بتونس أن حظوظ مورو لن تكون وافرة فهو ورقة خاسرة نظرا لشخصيته المزدوجة والغامضة رغم ادعائه الانفتاح.
ويجد مورو رفضا داخل حركة النهضة، حيث اعتبره صهر الغنوشي رفيق عبدالسلام الخيار الأسوأ، ويبين بوعلاق أن هذه التصريحات دليل على غياب حالة التوافق حول شخصية مورو داخل النهضة، مؤكدا أنه ورقة لتسجيل الحضور فقط وليست للمراهنة على الرئاسية.
وجد عبدالكريم الزبيدي وزير الدفاع المستقيل من الحكومة التونسية ترحيبا من حزب "نداء تونس" وآفاق تونس الليبرالي والاتحاد العام التونسي للشغل.
الزبيدي الذي يعد قليل الظهور إعلاميا ينطلق بحظوظ وافرة لخلافة الباجي قائد السبسي بحسب مراقبين، وبيَّن القيادي بحزب "نداء تونس" عاطف محجوب أن آلة التشويه الإخوانية انطلقت في ضرب رمزية وزير الدفاع، وأسلوبها غير أخلاقي ليس غريبا.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "من الضروري أن يحدد الزبيدي علاقته بحركة النهضة، ويكون عنصرا فعالا في كشف ملفات الإرهاب ووضع السيادة التونسية فوق الأحزاب".
الشاهد ترشح اللحظات الأخيرة
رفض يوسف الشاهد الاستقالة من رئاسة الحكومة رغم ترشحه للانتخابات الرئاسية، ويراه خصومه تجاوزا أخلاقيا وفاتحة لاستغلال أجهزة الدولة لحسابه الخاص خلال فترة الحملة الانتخابية.
ويتهم سراج الدين الدبك، القيادي بحزب اليسار العمالي، الشاهد باختراق نواميس اللعبة الديمقراطية وأدوات التنافس النزيه، مشيرا إلى أن رفضه الاستقالة من الحكومة إعلان غير مباشر لاستغلال تواجده في الحكومة.
ودعا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى التدخل وإبلاغ رئيس الحكومة بضرورة الاستقالة حتى تكون المنافسة الديمقراطية مستجيبة نزيهة.
أبرز الشخصيات
ومن أبرز الشخصيات المرشحة هو محمد عبو رئيس حزب التيار الديمقراطي "ليبرالي" والرئيس السابق منصف المرزوقي ونائب رئيس البرلمان عبدالفتاح مورو ومديرة الديوان الرئاسي السابقة سلمى اللومي ورئيس حزب "بني وطني" (ليبرالي) سعيد العايدي والكاتب الصحفي الصافي سعيد وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد وزعيم اليسار حمة الهمامي والنائب اليساري منجي الرحوي والعالم بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" محمد الأوسط العياري.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز