تونس بأسبوع.. الجهاز السري للإخوان يطفو على سطح انتخابات الرئاسة
كشف جماعة الإخوان الإرهابية عن مرشحها للرئاسة والتحرك الأمني تجاه جهازها السري يسهمان بشكل كبير في تقليص فرصها بالانتخابات.
مضى الأسبوع التونسي على وقع الترشيحات للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 15 سبتمبر/أيلول المقبل والتي تقدم لها أكثر من 50 مرشحا، وتنطلق حملاتها في 2 سبتمبر/أيلول المقبل.
وأسهم كشف جماعة الإخوان الإرهابية عن مرشحها للرئاسة وهو عبدالفتاح مورو، والتحرك الأمني تجاه الجهاز السري لحركة النهضة -بشكل كبير- في تقليص فرصها بالانتخابات.
ويرى العديد من المراقبين أن ترشيح مورو للرئاسة "اختيار خاطئ" يقلص من حظوظ الإخوان للمرور للدور الثاني، وذلك لما يشتهر به من ازدواجية في الخطاب وتاريخ ملتصق بإرهاب الجماعة.
وتقول فائزة الحفيظي، ممثلة حزب قلب تونس "حزب رجل الأعمال نبيل القروي" بمحافظات الوسط في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "مورو هو ورقة الإخوان الأخيرة وتاريخه مرتبط بنشر الحقائق الزائفة بأسلوب شعبي".
واعتبرت أن "الدور الأول من الاستحقاق الرئاسي ستدور فيه المنافسة على حد تقديرها بين مرشحي الأحزاب العلمانية فقط".
ترشيح مورو للرئاسية أغضب حليف الإخوان يوسف الشاهد الذي تدارك الوضع في اللحظة الأخيرة ليقرر بنفسه تقديم ترشحه رغم تدني شعبيته في إحصائيات استطلاع الرأي للأشهر الأخيرة.
هذا الترشيح رافقه تحرك أمني تجاه الجهاز السري لحركة النهضة وأحد أبرز قياداتها غير المعروفة إعلاميا وهو عبدالعزيز الدغسني.
ملف الإخوان الإرهابي يظهر من جديد
كانت مداهمة مفاجئة وبلا سابق إنذار من قبل قوات أمنية خاصة لمنزل الشخصية "اللغز" في تنظيم الإخوان بتونس عبدالعزيز الدغسني حول علاقته بالجهاز السري المكلف بالاغتيالات السياسية وتصفية خصوم حركة النهضة والتنسيق مع إخوان مصر منذ سنة 2012 لتنفيذ ضربات إرهابية في مختلف البلدان العربية.
والدغسني هو الصهر الأول لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ويعد -حسب العديد من المقربين- أحد الصناديق السوداء للحركة التي تحكم في تونس منذ سنة 2011.
ووجهت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018 اتهاما لعبدالعزيز الدغسني بالتورط في محاولة اختراق وزارة الداخلية والتنصت على مكالمات خصوم الإخوان والإعداد لمخططات إجرامية لاغتيال العديد من السياسيين التونسيين.
ويقول الخبير الأمني صدام الرباعي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "صيحات هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي وجدت أذنا صماء في تلك الفترة نظرا للتحالفات التي كانت تربط الشاهد بالإخوان".
وأوضح الرباعي الناشط في مجال النقابات الأمنية أن "الملف السري لحركة النهضة يحوي الكثير من الملفات الخطيرة"، داعيا النيابة العمومية "وزارة العدل" إلى التحرك ومساعدة قضاة التحقيق للتوصل إلى الحقيقة.
و نبّه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، في اجتماع لمجلس الأمن القومي خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى خطورة هذه القضية، وأهمية أن يلعب القضاء دوره في الكشف عن ملابساتها.
كما بيّن في خطاب له أنه يتعرض للتهديد من قبل حركة النهضة وأنه لن يعود إلى التحالف معها.
تعميق عزلة الإخوان
ويعد الجهاز السري للإخوان علامة فارقة في مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
ويؤكد في هذا الإطار الباحث في الجماعات الإسلامية رفيق العلاني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الديمقراطية في تونس تبقى منقوصة ما لم يتم الكشف النهائي عن الوجه الإرهابي لحركة النهضة ورفع الحصانة السياسية عن قياداتها المتورطة تاريخا وحاضرا في الاعتداء على أمن البلاد".
وتابع: "ملف الجهاز السري سيكون بمثابة ضربة قوية في وجه الإخوان خلال الفترة الانتخابية، خاصة أن كل العائلات السياسية ذات التوجه الحداثي تشترك في نفس الهدف وهو كشف تفاصيل الجهاز السري".
وكشفت مصادر أمنية مطلعة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "مداهمات أخرى ستطول قيادات إخوانية في الأيام المقبلة للتحقيق في مدى تورطها وارتباطها بالإرهاب وعلاقتها بالاعتداء على أمن تونس".
وأضافت المصادر أن "الإرهاب في تونس هو صناعة ممنهجة، نمت في السنوات الـ8 الأخيرة وارتبطت بالصراعات السياسية الموجودة بين مختلف الأحزاب السياسية".
وتواجه حركة النهضة موجة عالية من الانتقادات حول ارتباطها بالإرهاب وعدم جديتها في التخلص من ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان رغم الخطابات الرسمية التي تسعى لإنكار ذلك.