أزمات الإخوان تتعمق.. جبهة ثالثة تتحرك على أنقاض صراع منير- حسين
يوما بعد يوم تتكشف ملامح حالة التدمير الذاتي التي تعمق الصراع بقمة هرم تنظيم الإخوان مع ظهور جبهة ثالثة على أنقاض الجبهتين المتناحرتين.
فوسط الصراع الدائر بين قيادات الإخوان وأخذ شكل الجبهتين، أخذت بعض قيادات التنظيم الإرهابي في التحرك ضمن جبهة جديدة تسعى لتحقيق مكاسب ثالثة.
واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة.
واندلع الصراع عقب إعلان جبهة إسطنبول تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.
وقال مراقبون إنه بتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد"، تكون الجماعة قد كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين لأول مرة داخلها، تنظيمين رسميين، لكل منهما؛ متحدث رسمي، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.
وفي أحدث فصول التدمير الذاتي للجماعة، قال القيادي الإخواني أشرف عبد الغفار إن "خلافات الإخوان المتنافسين الحاليين على المناصب لا الأهداف، وعلى المواقع أيضا لا القضية".
وتساءل بسخرية: "أين أنتم يا قادة يا عظام (محمود حسين وإبراهيم منير) منذ 2013.. معركتهم الحقيقية كانت مع الإخوان الباحثين عن طريق الخلاص وليس مع النظام (المصري)".
وزاد : "أين استراتيجيتنا، وأهدافنا.. نحن نجني الآن ثمار صمت على أهداف معيبة وهي الحفاظ على التنظيم الذي أصبح غاية بدلا من أن يكون في حقيقته وسيلة.. وما زلنا ندفع أثمانا كثيرة، تحت قيادة لا هدف لها إلا تنظيم تقوده إلى العدم".
وبما يكشف حجم المؤامرات والتحريض الذي مارسته الجماعة ولا تزال، قال عبدالغفار الهارب لتركيا منذ سنوات: "جرى خلال السنوات الماضية رصد أموالا طائلة للتحركات القانونية من أجل إنقاذ (المسجونين)".
وأستدل : "جاء إلينا (في أنقرة) محامٍ باكستاني إنجليزي (طيب علي) والتقانا في 2014، وقال إنه سيقيم الدنيا ولن يقعدها، وحصل على أقوالنا على ما شهدناه (بعد 30 يونيو/حزيران 2013) من أجل رفع قضايا دولية، ولم يحدث شيء".
وتابع: "اجتهدت مع قليلين لتحريك القضية وأسسنا منظمة حقوقية في بريطانيا وأخرى في تركيا وسعينا في كتابة مراسلات مع مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية".
وسبق وأن وجه القيادي الإخواني، في مشاركة سابقة عبر حسابه على "فيسبوك" حديثه لشباب التنظيم، قائلا إن: "السفينة الصحيحة هي سفينة البنا (مؤسس الجماعة)، ولو اضطررنا أن نعيد البناء من جديد من الشباب بعيدا عمن تلوثوا.. فلا يعقل أن تختار بين فاسدين"، في إشارة للقيادات الحالية للتنظيم.
وفي تعليقه، قال هشام النجار الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إنه من الوارد أن تلعب بعض القيادات الإخوانية ممن يشعرون بأنه جرى تهميشهم، وليس لهم دور في هذه المرحلة كأشرف عبدالغفار وغيره، في مساحة خارج كتلتي الصراع الرئيسيتين.
وأردف: "عبدالغفار وغيره يراهنون على محاولة استقطاب الرافضين لجبهتي منير وحسين معا، لصفوفهم من منطلق عجز الجبهتين على حل أزمات الجماعة، وفي مقدمتها ملف المسجونين، ومسئوليتهم عن انهيار التنظيم".
وأضاف: "يحاول عبدالغفار تشكيل بديل منافس لكلا الجبهتين المتصارعين، وحديثه المتكرر عن إخفاق منير وحسين، يعكس ملامح لمجموعة تتشكل على هامش الصراع الحالي، لا تتبنى الانحياز لأي منهما وتنتقدهما معا".
لكن هذه المجموعة غير منظمة وتعاطيها وفق اجتهادات فردية ولا تستطيع حشد تكتل وتكوين ما يشبه الجبهة الثالثة على الرغم من أن هذه الجبهة إذا تشكلت فإنها ستكتسب زخما كبيرا لدى شباب بالجماعة يتبنون موقفا مشابها بسبب الرفض الكامل لقيادات الجماعة على الساحة بوصفهم تسببوا جميعا في أزمة وانهيار التنظيم، وفي الكوارث التي حلت بعناصر الجماعة وعائلاتهم.
وتعيش الجماعة الإرهابية حالة من التخبط الداخلي الشديد، خلال الآونة الأخيرة، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والتشكيك في الذمم.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز