"الأخ منير" وبيان الإيضاحات الأربعة.. الإخوان يلوكون أزمتهم
تجتر جماعة الإخوان الإرهابية قاموس أزمتها منذ نحو عام، في بيانات وأخرى مضادة تكرس لواقع تنظيم يلفظ أنفاسه.
وفي أعقاب تصريحات أطلقها قبل أيام القيادي الإخواني إبراهيم منير، نائب المرشد القائم بأعماله غير المعترف به من مجموعة محمود حسين الأمين العام السابق، أصدرت الجبهة المناوئة بيانا للرد عليه.
ومنذ توقيف محمود عزت نائب المرشد والقائم بأعماله في أغسطس/آب قبل عامين، دار صراع خفي بين منير الذي يدير الجماعة من لندن، وحسين وجبهته في إسطنبول، للهيمنة على السلطة في الجماعة، لكن الخلافات خرجت للعلن قبل نحو عام، حينما أقدم كل طرف على عزل الجبهة المنافسة.
وترفض جبهة حسين الاعتراف بشرعية منير بعد إصدار قرار بوقفه عن العمل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل إصدار قرار عزله في يونيو/حزيران الماضي.
وفي بيان ردها على منير قالت جبهة حسين في بيان صدر أمس الأحد "طلعت علينا وكالة رويترز (التي أجرت حوارا مع منير) يوم 29 يوليو/تموز بتصريحات للأخ إبراهيم منير متحدثا بصفة غير صحيحة".
واعتبرت جبهة حسين أن "كل ما ينشره إنما هو رؤية فردية لا تعبر عن جماعة الإخوان".
وأشار البيان إلى إيضاحات أربعة أكد خلالها على أن "محمد بديع (..) ما زال هو المرشد العام للجماعة وسيظل الإخوان جميعا ملتزمين ببيعتهم لفضيلته، وهو الذي عبر عن منهج الجماعة بعدم استخدام العنف بقولته المشهورة "سلميتنا أقوى من الرصاص".
وبديع مسجون في مصر منذ 2013 في أعقاب ثورة شعبية أطاحت بجماعة الإخوان من السلطة وصدرت بحقه أحكام مشددة في قضايا إرهاب.
ولا تجيز لائحة الإخوان عزل القيادي من منصبه في حال سجنه. ويعد منصب المرشد مركزي في جماعة تقوم على السمع والطاعة، ما يجعل من أزمة شرعية القيادة في التنظيم تحد عميق وينذر بتصدعها بحسب مراقبين.
وأوضح بيان مجموعة حسين أن "مؤسسات الجماعة وعلى رأسها مجلس الشورى العام هو المعني حصرا باتخاذ القرارات المعبرة عن الجماعة، ولم يناقش المجلس وليس مطروحا على جدول أعماله مسألة المنافسة على السلطة في ظل الظروف التي تعيشها الجماعة وتعيشها مصر الآن".
ورد حسين على إعلان منير التزام الجماعة بالعمل الدعوي فقط وانصرافها عن العمل السياسي.
وشكك مراقبون وخبراء في شؤون الجماعة في إعلان منير بشأن الانصراف عن العمل السياسي والمنافسة على السلطة معتبرين أن الأمر مجرد "محاولة مكشوفة" لتخفيف الضغط عن التنظيم وإبداء حسن النية للسلطات المصرية التي تجري حاليا حوارا وطنيا يشمل القوى السياسية من دون "تنظيم الإخوان" لتورطه في العنف.
كما أشارت جبهة حسين إلى "قضية المعتقلين" من الإخوان وغيرهم هي القضية الرئيسة لاهتمام الجماعة وعلى رأس أولوياتها.
وكان منير قد تحدث لرويترز عن جهوده للتوصل إلى حلول لأزمة أعضاء الجماعة المحبوسين في السجون المصرية، في ظل تفعيل القاهرة لجنة رئاسية لدراسة العفو الرئاسي عن سياسيين مدنيين صدرت بحقهم أحكاما بالسجن.
وترفض القاهرة تعبير "المعتقلين السياسيين" وتقول إن أعضاء وقيادات التنظيم الإرهابي صدرت بحقهم أحكاما في جرائم تتعلق بالإرهاب أو يحاكمون في جرائم تتصل بالإرهاب.
كما أهابت جبهة حسين "بوسائل الإعلام ألا تنقل عن الجماعة إلا عبر مصادرها الرسمية ومتحدثيها المعتمدين".
ولا يحمل البيان جديدا وإنما يلوك الإخوان على ما يبدو لغة التطاحن على زعامة التنظيم الآخذ في الانهيار والمعزول شعبيا، على ما يقول خبراء ومختصين.